اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية "طيراناً أجنبياً" بقصف قاعدة الوطية الجوية الواقعة على مسافة 140 كلم جنوب غرب طرابلس، من دون أن تقدم تفاصيل عن هوية الطائرات التي شنت الهجوم وماهية الأهداف.
اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة، في الخامس من تموز/يوليو 2020 "طيراناً أجنبياً" بقصف قاعدة الوطية الجوية الواقعة على مسافة 140 كلم جنوب غرب طرابلس، من دون أن تقدم تفاصيل عن الطائرات التي شنت الهجوم وماهية الأهداف.
وقال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العقيد صلاح النمروش في بيان: "قصف لقاعدة الوطية الجوية ليلة البارحة نفّذه طيران غادر أجنبي جبان، في محاولة بائسة لتحقيق نصر معنوي، رداً على الانتصارات المتتالية التي حققها الأبطال على الأرض". وتوعد النمروش بأن "الرد الرادع في الوقت والمكان المناسب"، لكنه رفض تحديد هوية هذا "الطيران الأجنبي الغادر".
من جهتها، أكدت وسائل إعلام محلية موالية لرجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر استهداف منظومات دفاع جوي تركية داخل القاعدة بضربات جوية. ولم يتسنَ لفرانس برس التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر رسمي، لكن وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية نقلت عن مصادر عسكرية "استهداف طيران أجنبي مجهول منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة".
ومنذ توقيع مذكرة التفاهم الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقرة نهاية العام الماضي، نجحت قوات حكومة الوفاق في تعزيز قدراتها العسكرية واستعادة جزء كبير من الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر. واستعادت حكومة الوفاق قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية في أيار/مايو الماضي، بعد محاصرتها لشهرين واستهدافها بغارات جوية كثيفة وتدمير منظومات دفاع جوي روسية داخلها. واتهمت قوات حفتر حينها، حكومة الوفاق بتسليم القاعدة الجوية لتركيا.
وقال مصدر تركي الأسبوع الماضي إن بلاده تجري محادثات مع حكومة الوفاق الوطني لاستخدام قاعدتين في ليبيا إحداهما الوطية، وهي أهم قاعدة جوية في غرب ليبيا. وقال بيان لوزارة الدفاع التركية إن الوزير خلوصي أكار كان في طرابلس لعقد اجتماعات مع حكومة الوفاق الوطني يومي الجمعة والسبت وإن أكار أقسم على فعل كل ما يلزم لمساعدتها.
وقوات حفتر المعروفة بـ "الجيش الوطني الليبي" مدعومة من الإمارات وروسيا ومصر، وحظيت خلال تقدمها صوب طرابلس العام الماضي بمساعدة ضربات جوية مصرية وإماراتية. وقالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إن روسيا أرسلت 14 طائرة ميغ-29 على الأقل وطائرات حربية من طراز سوخوي-24 إلى قاعدة للجيش الوطني الليبي عبر سوريا بعد طمس العلامات الروسية المطبوعة عليها.
وأغضب التدخل التركي في ليبيا أيضا فرنسا واليونان وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من فرض عقوبات جديدة على أنقرة.
وتسبب النزاع الليبي بمقتل وجرح مئات من المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص. واستعادت حكومة الوفاق السيطرة على كامل غرب ليبيا، واضطرت قوات المشير حفتر إلى التراجع إلى سرت التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس.
أخبار متعلقة :