عقيل الحلالي (صنعاء)
أثارت الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها حالياً لبنان والعراق قلق المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على السلطة في صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن، حيث الكثافة السكانية للبلد الذي تمزقه الحرب الداخلية منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة أواخر العام 2014.
ودفع الانقلاب الحوثي، وما تلاه من صراع وانهيار كبير لمؤسسات الدولة، غالبية اليمنيين -البالغ عددهم زهاء 30 مليون نسمة- إلى خانة الحاجة والفقر، خاصةً في ظل استمرار الحوثيين بمصادرة الإيرادات الحكومية وحرمان مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم.
ومع تواصل الاحتجاجات الشعبية والعابرة للمذهبية والمناطقية والحزبية في لبنان والعراق تعالت أصوات يمنية للمطالبة بثورة شعبية مماثلة ضد ميليشيات الحوثي.
وجاءت هذه الدعوات وسط مزاج شعبي يمني مؤيد لمطالب المحتجين اللبنانيين والعراقيين.
إلا أن الكاتب والإعلامي اليمني، عبدالله الحضرمي، الذي يقيم في المنفى منذ مطلع العام 2018، دعا في تغريدة على تويتر أمس «اليمنيين الذين تغذيهم مظاهرات لبنان والعراق بأمل الخلاص» إلى عدم المراهنة على «جهود الآخرين».
وأضاف:«كونوا أحراراً وأخرجوا مثلهم إلى الشوارع.
وكما أن لديهم (اللبنانيون والعراقيون) قضية وشوارع وساحات.. لديكم قضية وشوارع وساحات، ولديكم بطون خاوية تستحق أن تثوروا لأجلها».
وأجهضت ميليشيات الحوثي في أكتوبر العام الماضي محاولة شبابية لتفجير انتفاضة شعبية في صنعاء تحت مسمى «ثورة الجياع»، وذلك بعد عشرة أشهر على قمعها الانتفاضة الشعبية التي دعا إليها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وانتهت بقتله داخل منزله في 4 ديسمبر 2017.
وخوفاً من أي تحرك شعبي عفوي مناهض لها على غرار الثورتين العراقية واللبنانية، سارعت ميليشيات الحوثي إلى تبني خطاب إعلامي جديد لامتصاص مشاعر الغضب والسخط في نفوس اليمنيين الذين يعانون جراء ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانعدام الرواتب وتفشي الفساد داخل مؤسسات الدولة (الميليشاوية) في صنعاء.
وأعلنت ميليشيات الحوثي، عن «معركة مفتوحة مع الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة»، وشنت ما أسمتها بـ«المرحلة الأولى من مسار مكافحة مظاهر الابتزاز والرشوة والاستغلال غير المشروع لاحتياجات المواطنين».
وقال القيادي الحوثي البارز، مهدي المشاط، الذي يرأس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى (الحاكم في صنعاء)، إن هذه المرحلة ستتبعها مراحل أخرى».
أخبار متعلقة :