العين الإخبارية - عبدالهادي ربيع
الجمعة 2019/11/1 01:23 ص بتوقيت أبوظبيمليشيات في العاصمة الليبية طرابلس - أرشيفية
قال محللون سياسيون ليبيون، إن المبادرات التي أطلقتها قيادات المليشيات المواليين لحكومة الوفاق، تكشف عن حالة التفكك والانهيار الذي أصابها جراء خسائرها الميدانية أمام الجيش الوطني الليبي.
أطلق عدد من قادة المليشيات الإرهابية في العاصمة الليبية طرابلس لإيجاد ممر آمن للهروب والبحث عن حل يضمن حياة من دعموهم بالمال والسلاح، وذلك بعد تهديدهم الليبيين والجيش الوطني.
فايز السراج رئيس حكومة الوفاق كان قد أطلق في يونيو حزيران الماضي مبادرته للتفاوض على ما أسماه إنهاء الهجوم على العاصمة طرابلس، إلا ان أحدا لم يعر مبادرته اهتماما، ما دفع خالد المشري القيادي الإخواني رئيس مجلس الدولة الاستشاري التابع للسراج لإعلان مبادرته الخاصة منذ يومين، والتي لم تختلف عنها إلى في تمسكه بان يكون له دور في المستقبل، بحسب خبراء.
هذا المبادرات لاقت استهجانا من الخبراء والمتخصصين في الملف الليبي خاصة مع النجاحات المستمرة للجيش الليبي وقدرته على الوصول إلى منطقة جوازات صلاح الدين على عد 6 كيلومتر من قلب العاصمة وسيطرته على معسكر اليرموك ومناطق أخرى متقدمة بالمحاور بالإضافة إلى ازدياد المدن التي تعلن دعمها للجيش الليبي، وانشقاقها عن حكومة الوفاق غير الدستورية.
مماطلة الفاسد
ويرى عضو مجلس النواب الليبي د. محمد العباني أن خالد المشري – الإخواني- وفايز السراج -دمية جماعة الإخوان الإرهابية، هما وجهان لعملة واحدة.
وتابع في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن كليهما يسعى جاهدا من خلال مبادرته لتنفيذ السياسة المفلسة والمهزومة لتنظيم الإخوان الإرهابي بعد اشتداد هجمة الجيش الليبي على أوكار الإرهاب في العاصمة طرابلس.
ونوه العباني إلى أن قيادات المليشيات وحكومة السراج -غير الدستورية- تشعر بالإحباط بعد أن زالت عنهم الشرعية الدولية، خصوصا مع اقتراب انعقاد مؤتمر برلين الذي سيمنعان من الحضور فيه.
وشدد على أن مبادرات "النماذج الفاسدة والمرفوضة شعبيا" تعد محاولة لتمديد بقاؤها في المشهد السياسي ضد إرادة الشعب الليبي وإمعانا في نهب ثروة البلاد وخيراتها، وتسهيلا لتغلغل المحتل التركي والدعم القطري.
قفزة مبكرة من السفينة
المحلل السياسي الليبي جمال شلوف رئيس مؤسسة سليفيوم للأبحاث والدراسات يرى أن من يصطفون مع الحشد الميلشياوي قلوبهم شتى، وتحالفهم الحالي هو تحالف مؤقت لقوى الفوضى لمحاولة وقف تيار دولة النظام طوفان القوات المسلحة.
وقال شلوف لـ"العين الإخبارية": إن تعدد المبادرات مؤشرا آخر على شتات تجمع المليشيات، كاشفا عن أن مبادرة المشري أنكرها حتى أعضاء من مجلسه، واعتبروها دليل على عدم توحد رؤية فرق الحشد الميلشياوي المختلفة.
وأضاف أنها محاولة لإظهار المشري أكثر اعتدالا من غيره ومحاولة لتقديمه وفرقته في المجلس للمجتمع الدولي كطرف مستقل يجيد لغة المساومات والسياسية بما يؤهلهم -حسب ظنهم- إلي ان يكونوا شركاء في عملية سياسية قادمة.
ورجح شلوف أن تكون مبادرة المشري تمت بطلب من النظام التركي لتكون ورقة يستخدمونها في مفاوضات الطريق إلى مؤتمر برلين، المزمع عقده بشان ليبيا، خاصة مع الغموض الذي يثار حوله.
واختتم قائلا: "في جميع الأحوال هذه المبادرات ليست موجهة للمواطن الليبي البسيط الذي يزداد نبذه لكل فرق الحشد الميلشياوي التي لا تستحي أن تطلب التمديد لنفسها في مبادراتها وهو الامر الذي يؤمن المواطن الليبي بانه كعشم إبليس في الجنة".
تفتت وانهيار الأحلاف
ومن جانبه يرى المحلل السياسي والحقوقي الليبي عبدالله الخفيفي أن خروج خالد المشري – رئيس المجلس الاستشاري لحكومة الوفاق- بشكل فردي وليس بشكل موحد مع السراج تؤكد التفتت والانقسام الداخلي في صفوف حكومة المليشيات وداعميهم، خاصة مع انشغالهم بمعارك أخرى في سوريا.
وتابع الخفيفي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن هذه المبادرات جاءت في الوقت بدل الضائع بعد انتهاء الوقت الأصلي الذي انتهى معه اتفاق الصخيرات بمرور 4 أعوام على الاتفاق فقد انتهت مددها القانونية وإن كانت غير دستورية من الأساس.
وينص الاتفاق السياسي الموقع عام 2015 ولم تعترف به مجلس النواب ولم يضمن في الإعلان الدستوري على أن المدة القانونية لولاية حكومة الوفاق عام واحد لا يجوز أن يمدد إلا لعام آخر في حالة عدم نجاحه في الحصول على الشرعية من مجلس النواب.
وأضاف الخفيفي، أن المشري أحد أبرز قادة تنظيم الإخوان في ليبيا وإن كان قد أعلن الاستقالة الاسمية من جناح التنظيم السياسي لاختلافات إدارية وليست فكرية، والمجلس الذي يرأسه المشري -الأعلى للدولة-هو بقايا المؤتمر الوطني السابق الذي يسيطر عليه التيار الإسلاموي المتشدد.
وشكك الخفيفي في دوافع هذه المبادرات إذ لم تظهر كحل سياسي قبل تحرك الجيش نحو تحرير العاصمة طرابلس 4 أبريل نيسان الماضي، بل جاءت نتيجة لإحكام الجيش الليبي الخناق على قادة المليشيات على الأرض.
ونوه إلى أن المشري والسراج يريدون من هذه المبادرات كسب الوقت، آملين في الحصول على الدعم من الدول الراعية للإرهاب مشددا على أن حسم الازمة الليبية سيكون بقضاء الجيش الليبي على الإرهاب في المنطقة الغربية وكامل ربوع ليبيا، وسيادة دولة القانون.