محمد اسماعيل - القاهرة - كتب – محمد عطايا:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن الوقت قد حان لتعترف واشنطن رسميًا بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على منطقة الجولان السورية المحتلة.
وتعتبر القرارات الدولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الجولان منطقة تحت الاحتلال، لكن رئيس لوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالما كرر مطالبته لدول العالم بالاعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان.
وفي تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر؛ قال ترامب إنه بعد 52 عامًا حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة رسمياً بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مرتفعات الجولان، والتي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لاستقرار دولة الاحتلال.
ومرتفعات الجولان هي هضبة صخرية في جنوب غربي سوريا لها أهمية استراتيجية كبيرة وسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1967.
وأجرت دولة الاحتلال انتخابات محلية في الجولان المحتل، لكن المواطنين استقبلوها بالمظاهرات واستبكوا مع قوات الاحتلال وفرضوا مقاطعة مجتمعية على من يقرر الترشح في انتخابات الاحتلال، واعتبروا ذلك محاولة لشرعنة الوضع القائم.
وقابل نتنياهو قرار ترامب بالترحاب، قائلًا: "لقد صنع ترامب تاريخًا"، وذلك وفقًا لبيان من رئاسة الوزراء الإسرائيلية.
وترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242، و338؛ الداعي إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما في ذلك الجولان السوري المحتل؛ وكذلك قرار مجلس الأمن 479 الذي يؤكد عدم قانونية ضم الاحتلال الإسرائيلي إلى الجولان.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي من جانب واحد ضم الجولان عام 1981 وهي الخطوة التي لم تحظ باعتراف دولي.
وتوجد نحو 30 مستوطنة تابعة للاحتلال في هذه المنطقة ويعيش بها نحو 20 ألف مستوطن. كما يعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدورز.
ما قيمة اعتراف ترامب؟
في هذا الصدد، قال تيسير النجار، المحلل السياسي السوري، إن قوانين الأمم المتحدة ثابتة ولم تتغير، ومنطقة الجولان سورية وملك للشعب نفسه، ودولة الاحتلال الإسرائيلي مختلقة على الأرض العربية.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"الخليج 365"، أن الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية لا يستطيعون التشكيك في عروبة الجولان، لافتًا إلى أن تصريحات ترامب الغرض منها إرضاء اللوبي اليهودي في أمريكا.
وأكد المحلل السياسي السوري، أن تصريحات ترامب وقراراه الأخير بشأن الجولان لا تصنع تغيرًا ملموسًا، ولا قيمة له.
في المقابل، ترى الباحثة الأمريكية والمحللة السياسية، إيرينا تسوكرمان، أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك سيطرة فعلية على منطقة الجولان لسنوات عديدة، لافتة إلى أن قرار ترامب يعطي الشرعية القانونية، لمحاولة نزع اعتراف دولي.
وأضافت الباحثة الأمريكية في تصريحات لـ"الخليج 365"، أنه من الصعب القول إذا ما كانت الدول الأخرى ستسلك خطوات الولايات المتحدة، مؤكدة أن العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي وإفريقيا ستحجم عن اتباع واشنطن في الاعتراف بالجولان كأرض إسرائيلية.
واستكملت أن الدبلوماسيين الأمريكيين سيعملون بجد للتوصل إلى اتفاق مع الدول الأخرى بشأن الاعتراف بالجولان كمنطقة إسرائيلية، ولكن في النهاية لا تحتاج الولايات المتحدة إلى إجماع الدول الأخرى للاعتراف بالوضع القانوني لإقليم معين.
أخبار متعلقة :