الخرطوم- محمد أمين يس
خرج الآف من السودانيون في العاصمة الخرطوم وولايات اخرى في احتجاجات شعبية غاضبة لليوم الثالث على التوالي، منددين بتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وردد المتظاهرين هتافات تطالب برحيل نظام المشير عمر البشير.
ورغم الانتشار الأمني والشرطي الكثيف داخل مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وامدرمان وبحري، وحجب خدمة الانترنت عن مواقع التواصل الاجتماعي منذ الصباح الباكر، انطلقت تظاهرات اليوم الجمعة في أقدم احياء العاصمة واكثرها سكانا وهي، جبرة، الصحافة، ودنوباوي، بري، الديم، والكلاكلة، واحياء اخرى طرفية، تصدت لها القوات النظامية بعنف مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهروات، ولاتزال المواجهات مستمرة في شوارع الخرطوم.
وفي دلالة ذات مغزى لحقت مدن كوستي وربك والجزيرة أبا، بولاية النيل الابيض، والتي تعد معقل لانصار المهدي، بركب الاحتجاجات، اذا خرج الآف المتظاهرين عقب صلاة الجمعة، حيث اضرم المحتجون الغاضبون النار في مقر الحزب الحاكم بمدينة ربك.
وقال شهود عيان من مكان الحدث لــ"الفجر" ان الآف المواطنين في مدينة كوستي اندفعوا الى الشوارع رغم التعزيزات الامنية والشرطية المشددة، ورفض المواطنين الرجوع الى منازلهم، كما شهدت مدينتي الابيض والنهود، بولاية شمال كردفان احتجاجات مماثلة.
وافاد مواطنون تحدثوا للموقع، أن المئات من احياء عطبرة شمال السودان، خرجوا لليوم الثالث في مواكب كبيرة الى وسط المدينة لمواصلة احتجاجاتهم السلمية.
وفي اول رد فعل على الاحتجاجات المستمرة منذ الاربعاء الماضي، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الاعلام السوداني بشارة جمعة ارو اليوم الجمعة ان قوات الشرطة تعاملت مع التظاهرات بصورة حضارية دون كبحها او اعتراضها.
واضاف ان المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين الى نشاط تخريبي استهدف الممتلكات الخاصة والعامة بالحرق والتدمير.
وقتل ثمانية اشخاص واصيب العشرات في احتجاجات الاربعاء والخميس بولايتي القضارف ونهر النيل.