القدس - بواسطة محمد عز العرب - رغم إطلاق محكمة الصلح، ثم المحكمة المركزية سراح جميع المعتقلين في قضية الأطباء والصيادلة العرب، إلا أنّ الشرطة الإسرائيليّة لا زالت تفرض قيودا على بعضٍ منهم، ومن بينهم أطباء يمارسون المهنة، بما في ذلك منعهم من التحدث لوسائل الإعلام.
ويبدو أنّ بالون الشرطة الإعلامي، ما هو إلا هواء نتن تشتّم منه رائحة الفساد، نفثته صراعات تجارية تنافسيّة، قادت إلى وشايات من بعض الشركات المتنافسة، ورأت فيه الشرطة صيدًا ثمينًا لـ40 طبيبا وصيدلانيا عربيا.
ويتّضح، من خلال الحوار مع بعض الأطباء أن التحقيقات الشرطية مع المعتقلين، تراوحت بين ساعة وأربع ساعات، لم يبرز المحققون خلال التحقيق أي معطيات من الجامعات الأرمينية، أو أي جهة حكومية أرمينية (وزارة الصحة الأرمينيّة أو غيرها)، ما يعني أن الشرطة، ورغم التحقيق في الملف منذ عام ونصف العام، لم تعمل على فحص معلومات الوشاية مقابل الجامعات، كما لم تستدع أي طبيب للتحقيق معه قبيل الاعتقال الجماعي، وتقديمهم "ككشف عظيم" و "إنجاز كبير للشرطة".
ويتضح من خلال المعلومات التي أوردها الأطباء، أنّ الشبهات التي أثيرت حول الجامعات الأرمنية، كانت حرّكتها شكاوى من قبل شركات توفر خدمات للتعليم في الخارج، ومنذ عام 2016 نشرت وزارة الصحة الإسرائيليّة توصية بعدم دراسة المهنّ الطبيّة في الجامعات الأرمينيّة، رغم عدم نزع الاعتراف في هذه الجامعات رسميًا، حتى يومنا هذا.
ويدور أن ما يجري هو صراع تجاري محض بين شركات توفير الخدمات للتعليم في الخارج، إضافةً إلى صراع مخفي آخر بين الشركات التي توفر منتجات طبية لعيادات الأسنان، وتستخدم في هذه الصراعات أساليب مختلفة من بينها استخدام أسلوب "الوشاية" في مسعى للسيطرة على هذا "السوق".
ووفقًا للمعطيات الرسمية، فإنّ 60% من الذين اجتازوا امتحانات المهن الطبية في إسرائيل عام 2017، تعلموا في الخارج، وهو معطى أعلى بكثير من دول الـOECD.
الشرطة لم تقدم أي دليل مادي
ويقول المحامي أحمد مصالحة الذي ترافع في القضية لـ"عرب 48"، "خرجت الشرطة في بيان في 02/12/2018 بعد اعتقال الأطباء عن تزييف شهادات في الطب العام، طب الأسنان والصيدلة، واعتقال 40 شخصا". وأضاف "في اليوم الأوّل ركّزنا في القضية حول وجود دلائل ماديّة، وقدمت الشرطة ردودًا مموّهة وحاولت مغالطة المحكمة، وفي جلسة المحكمة يوم 05/12/2018، اعترف ممثل الشرطة في المحكمة بعدم وجود دليل على التزييف، ولكن لديهم شبهات حول تقديم أوراق غير صحيحة لوزارة الصحة، ولم تستطع الشرطة تبرير خوض هؤلاء الأطباء الامتحانات الرسمية والنجاح فيها، للأسف، ما اتّبعته الشرطة يثير الشكوك حول النهج العنصري وإهانة كرامة هؤلاء الأشخاص، هناك على ما يبدو من لا يعجبه أن المستشفيات الإسرائيلية تزخر بالأطباء العرب، وكثير منهم من تخرج من جامعات أوروبا الشرقية، وكأن هذه الشهادات ليست صحيحة، أنا أجزم بأن الأطباء، وخاصة أولئك الذين يزاولون المهنة، لا غبار على شهاداتهم".
وأضاف مصالحة "قد تكون هنالك إشكاليّات لدى البعض القليل ممن لا يمارسون المهنة، ولكن ما الداعي لاعتقالهم فجرًا بهذه الطريقة، هؤلاء الشباب من خيرة الشبان العرب، وكنت أتوجه إليهم بالتشجيع قائلا ’ليس لديكم ما تخجلون به، بل ارفعوا رؤوسكم عاليًا’، هؤلاء ليس لدهم ’رخصة للقتل’ بل رخصة لأفضل مهنة إنسانية، هي مهنة الطب".
"د. فخري حسن كان وسيطا للانتقال إلى أرمينيا وهو من اشتكى بسبب صراع ’تجاري’"
ويقول جميل خطيب، والد الطبيب مالك خطيب، أحد معتقلي القضية لـ"عرب 48" إن ابنه تبقّى له عام 2008 فصل دراسي واحد في الجامعة التكنولوجيّة في الأردن، "وبسبب خلاف مع محاضرٍ هناك، عمل على مصادقة علاماته في وزارة الصحة الإسرائيليّة والأرمينيّة، وانتقل لأرمينيا، بوساطة رئيس جمعية أطباء الأسنان العرب، د. فخري حسن، مقدّم الشكوى الحالية عن طريق طبيب مع عرابة، وذلك خلال عام 2010، وبعد إنهاء تعليمه في أرمينيا، اجتاز امتحان الوزارة عام 2012، وعمل في عيادة ثم افتتح عام 2015 مركز ’سمايل سنتر’ في كفر كنا، والذي أثنت عليه وزارة الصحة نفسها أثناء الفحص، واصفة المركز انه بمستوى عيادات شمال تل أبيب، وهو مختص بزراعة الأسنان الفورية".
الصراع التجاري
ويتابع خطيب قائلا "كون ابني مختصًا بزراعة الأسنان، حاول د. فخري حسن، المختص، أيضًا، بزراعة الأسنان، بالتأثير على نمط التعاقد مع الشركات التي توفر الخدمات والمعدّات الطبيّة، مثل كرسي طبيب الأسنان والأشتال وغيرها، وفوق ذلك اعترض على تشغيلنا لـد. ورود زعبي، وتوجه لي د. فخري حسن مباشرة، طالبًا وقف عملها لأنها ليست عضوًا في جمعية أطباء الأسنان العرب، مقترحًا أسماء أطبّاء للعمل معهم، وهو ما رفضناه، كما أنّ مالك ابني يتعامل مع شركات عربية لأشتال الأسنان الفورية، وطلب منه د. فخري مباشرةً وقف التعامل مع هذه الشركات، كونها ترفض التعامل مع جمعية أطباء الأسنان العرب، مقترحًا شركة يهودية للتعاقد معها، وهذه هي أسباب الخلافات الحقيقية مع د. فخري حسن، مع الإشارة إلى أنّ ابني من الخريجين القدامى من جامعة أرمينيا".
المخالفة الأمنية وربطها بموضوع الأطباء
وختم خطيب "ابني الوحيد الذي نُشر الفيديو الخاص باعتقاله، وهو فعال اجتماعيا، وكان رئيسا للجنة الطلاب العرب في الأردن، وحكم عليه بالسجن لتحويل أموال لعمّالٍ من غزة (تحويل أموال لشخص عمل مع حماس) وهي عملية مكشوفة لاستهداف ابني، رغم أنّ التحقيق معه لم يدم سوى ساعة واحدة، وسيواصل عمله وقريبا سفتتح مركزًا طبيًا آخر في منطقة عكا، إضافة للمركز الطبي في كفركنا".
وانتهى إلى القول "في النهاية، أجزم بأنّ القضية كلها خلافات تجارية مع د. فخري حسن، وسيتم متابعة الملف قانونيا".
ويقول أحد الأطباء "ج" المعتقلين من منطقة الشمال "أنا تخرجت عام 2015، قدمت أوراقي لوزارة الصحة، وتقدّمت لامتحان الدولة 2017 واجتزت الامتحان، وانتظرنا فترة طويلة للبدء في التدريب، ولكن الوزارة طلبت منا الانتظار، حيث اتضح أن هناك مشكلة مع الجامعة، رغم أنّ بعض الخريجين من هذه الجامعة بدأوا فعليًا في ممارسة أعمالهم كأطبّاء، في نهاية عام 2017، عندما تأخرت الوزارة في دمجي بالتدريب، قدمت التماسًا إداريًا، وكان رد الوزارة طلب إمهالها بعض الوقت لإصدار قرار بشأن التعليم في الجامعة".
اعتقال مهين وتصرف مخزٍ
وحول فترة تعليمه، يقول "ج" إنّه تعلم الفترة كلها في أرمينيا "ولم انتقل، تدريبي كان بين أرمينيا ورمبام في حيفا أثناء التعليم، مع توصيات من مستشفى رمبام نفسه، ولم استدع يوما للتحقيق حول هذه القضية، لم أفهم حتى اليوم هذا التصرف الهمجي المخزي للشرطة. بصورة عامّة، لا تحدث مثل هذه الحملات فجرًا إلّا في قضايا أمنيّة، ولم أتوقّع أبدًا أي اعتقال على هذه الخلفية، وفوجئت بأنّ هذا هو السبب للاعتقال، ولم يحقق معي طوال 3 أيّام اعتقال، سوى 4 ساعات في اليوم الأوّل للاعتقال".
لا أعرف المعتقلين ولا علاقة تربط بيننا
وحول الاعتقال الجماعي يتابع "ج"، "لم أعرف الكثير من المعتقلين، بعضهم كانوا زملاء في الجامعة وأعرفهم كزملاء، ولكن خلال السنوات اللاحقة، كما هو معروف، كل يذهب في طريقه، ولكن لم أتوقع هذا الحجم من الاعتقالات، وكما فهمت فإن كل قضية الشرطة حول إخفاء تعليم بعض الطلاب في جامعات أخرى وإظهار التعليم فقط في أرمينيا، رغم أن استمارة وزارة الصحة لا تطلب ذلك عند تقديم الوثائق. ولم يواجهنا المحققون بأي معلومات استقتها الشرطة من الجامعة الأرمينيّة أو غيرها".
تعقيب رئيس جمعية أطباء الأسنان العرب
ونفى رئيس جمعية أطباء الأسنان العرب، د. فخري حسن، لـ"عرب 48" كل ما جاء على لسان والد د. مالك خطيب، مؤكدًا أنّه لم يعلم بذلك، ولم يكن اسم د. مالك خطيب مدرجا في الشكوى التي قدمها، وتابع قائلا "طوال الفترة كنت أعتقد أن د. مالك خطيب أنهى تعليمه في الأردن وليس في أرمينيا، ولقد سبق وحضرت حفل افتتاح عيادته في كفركنا"، وحول ادعاء خطيب حوا طلب حسن فصل طبيبة كونها ليست عضوًا في الجمعية، نفى د. فخري حسن الأمر كليًا، وكذلك نفى أن يكون طَلَبَ عدم شراء معدات أو غيرها من أي شركة".
وختم د. حسن قائلا "اعتقد أنّ كلام جميل خطيب نابع من الحالة التي يتواجد فيها الآن، ولا يحاسب الإنسان في ساعة الضيق على كل ما يقول، سبق لي وأن واجهت شخصا من عرابة لتسويق خدمات تعليم في جورجيا، ودائما كان موقفي واضحا من هذه القضية تماما".
كانت هذه تفاصيل خبر خاص | لماذا اعتقل الأطباء العرب؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على عرب 48 وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.