محمد اسماعيل - القاهرة - البحيرة - أحمد نصرة:
في ساعة متأخرة من مساء ليلة صافية، وبخطوات بطيئة يبدو أن هموم صاحبها أثقلتها، واصل "محمد سلطان" جولته في شوارع وأزقة مدينة أبو المطامير، بالبحيرة، يصدح بتواشيح وابتهالات دينية بصوت عذب ملائكي.
طرقات تكاد تخلو من المارة، ومحال مغلقة جعلت أصداء صوت الرجل تتردد في أرجاء المكان فزاده ذلك حسنًا فوق حسنه، وبدا كأنها نغمات من السماء.
كان اثنين من شباب المدينة في طريق عودتهما لمنزليهما عندما وصل الصوت إلى مسامعهما، ليقرر أحدهما تصوير مقطع صغير بهاتفه المحمول وينشره على صفحته الشخصية في "فيس بوك"، دون أن يدرك أن منشوره سينتشر بشكل "فيروسي" بعدما شاهده الفنان "حميد الشاعري" وأعاد نشره على صفحته الشخصية.
"لو سمحتوا أي حد يعرف الراجل ده يبعتلي إن بوكس - صوت حرام مايظهرش".. كلمات قليلة كتبها الشاعري تعليقًا على المقطع، كانت كافية لينتفض عدد كبير من شباب أبو المطامير بحثًا عن الرجل، علهم يكونوا سببًا في فتح باب خير له، وبالفعل استطاعوا الوصول إليه في ساعات قليلة.
"مصراوي" استطاع الوصول لـ"سلطان" الذي قص حكايته: "بدأت قراءة القرآن وكانوا بيقولولي إن صوتي حلو وبعد كدة بقيت بسمع الشيخ النقشبندي، والشيخ نصر الدين طوبار، وأردد التواشيح بتاعتهم".
ويضيف سلطان: "أنا على باب الله مش بعرف أقرأ ولا أكتب، عندي 38 سنة، متزوج وعندي 3 أطفال، فرحة 7 سنوات، ومؤمن 4 سنوات، وعبدالله سنتين، وساكن في شقة بسيطة في حوش عيسى، وكل مصدر دخلي الفلوس اللي بتجود بيها الناس، والحمد لله فضل من الله ونعمة".
ويكمل: "بلف أقول التواشيح في شوارع حوش عيسى وأبو المطامير، مش بروح بعيد عن كدة عشان المسافة، وساعات ناس كانوا بيقابلوني ويقولولي تعالى هنخليك تمسك جامع بس ماكنتش بأعرف أتواصل معاهم علشان مفيش معايا تليفون".
وعقب علمه بإشادة الفنان حميد الشاعري بصوته وبحثه عنه، أجاب سلطان عن إمكانية تحويل موهبته إلى عمل احترافي قائلًا: "أتمنى لو ده حصل يمكن يريحني من لف الشوارع، بس مش هقبل استخدم صوتي في أي حاجة غير الابتهالات والتواشيح الدينية".
أخبار متعلقة :