الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: كشفت تقارير صحفية عن خطط محتملة لجولة ملكية يقوم بها كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية إلى الولايات المتحدة في عام 2026، في محاولة لتعزيز العلاقات مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن داونينغ ستريت ترى أن زيارة ملكية يمكن أن تساعد في تعزيز "العلاقة الخاصة" بين البلدين، لا سيما بعد لقاء جمع ترامب مع الأمير ويليام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ترامب يلتقي ويليام في مقر إقامة سفير المملكة المتحدة في باريس في 7 ديسمبر 2024
مساعٍ لتعزيز الدبلوماسية الملكية
على الرغم من الانتقادات السابقة التي وجهها ترامب إلى الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، إلا أنه عبّر عن احترامه العميق للملكة الراحلة إليزابيث الثانية وأبدى إعجابه بـ الملك تشارلز الثالث. وبينما لا تزال المباحثات في مراحلها المبكرة، تُطرح فكرة تنظيم الجولة لتتزامن مع الذكرى الـ250 لاستقلال أميركا في عام 2026، حيث يُنظر إليها كفرصة ذهبية لتحسين العلاقات البريطانية-الأميركية في عهد ترامب الجديد.
قال مصدر حكومي بريطاني رفيع المستوى لصحيفة التايمز إن "دونالد ترامب لديه تقارب واضح مع العائلة المالكة. فقد كانت تربطه علاقة رائعة بالملكة إليزابيث، والتقى مؤخراً بالأمير ويليام، وتحدث بإعجاب عن الملك تشارلز. ومن شأن جولة ملكية إلى الولايات المتحدة أن تعزز العلاقة الخاصة بين البلدين".
وأضاف مصدر آخر: "اللعب على وتر ميوله المؤيدة للملكية هو إحدى الطرق المهمة التي يمكننا من خلالها ممارسة قوتنا الناعمة. لقد رأينا ذلك خلال إدارته الأولى، ومن المتوقع أن نشهده مجدداً".
زيارة ملكية مرتقبة في عام 2026
من المتوقع أن تبدأ احتفالات "نصف الذكرى المئوية" للاستقلال الأميركي في مايو 2026، مع ذروتها في يوم 4 يوليو، حيث تحدث ترامب بالفعل عن خططه لدعوة قادة العالم لحضور الفعاليات. وقد استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأسبق جيرالد فورد في الذكرى المئوية الثانية عام 1976، وهو ما يجعل الجولة الملكية المقبلة فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.
علاوة على ذلك، قد تتزامن الزيارة مع بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها أميركا إلى جانب المكسيك وكندا، مما قد يتيح للأمير ويليام حضور فعاليات كجزء من دوره كراعٍ لاتحاد كرة القدم.
تصريحات ترامب عن العائلة المالكة.. إعجاب وانتقادات
على مر السنوات، تحدث دونالد ترامب علنًا عن العائلة المالكة بمزيج من الإعجاب والانتقاد.
فمن جهة، أشاد بشكل خاص بـ الملكة إليزابيث، قائلاً: "لقد كانت امرأة مذهلة، ذكية وجميلة للغاية من الداخل والخارج."
أما عن الملك تشارلز، فقد صرح: "أعتقد أنه رجل رائع حقًا. لقد تعرفت عليه جيدًا وأنا معجب به."
ومع ذلك، لم يكن ترامب بنفس الود مع الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، حيث وصف سلوكهما تجاه الملكة الراحلة بأنه "قلة احترام" وألمح إلى إمكانية ترحيل الأمير هاري من أميركا إذا تبين أنه كذب بشأن تعاطيه المخدرات في طلب التأشيرة.
وفي تعليق على الأمير ويليام، وصفه ترامب بأنه "رجل جيد"، قائلاً: "إنه وسيم للغاية، وقد بدا رائعًا عندما التقيت به".
محاولات تحسين العلاقة بعد انتقادات ترامب لهاري وميغان
لطالما كانت العلاقة بين ترامب وأفراد العائلة المالكة متقلبة، فقد أطلق تصريحات ناقدة ضد الأمير هاري وميغان ماركل منذ مغادرتهما بريطانيا عام 2020. وقد اتهمهما بـ"الخيانة" للملكة إليزابيث، كما أثارت تصريحاته السابقة جدلاً واسعًا حول موقفه من تصرفاتهما السياسية.
وأشار ترامب في تصريحات لقناة GB News إلى أن هاري قد يواجه "عواقب" إذا ثبت أنه أدلى بمعلومات غير صحيحة عن تعاطي المخدرات خلال تقديمه طلب الهجرة.
زيارات ترامب السابقة للمملكة المتحدة
زار ترامب المملكة المتحدة عدة مرات خلال فترة ولايته الأولى، حيث التقى بالملك تشارلز عام 2019 في قصر كلارنس هاوس إلى جانب الملكة الراحلة. وقد استمتع آنذاك ببرنامج فاخر شمل استقبالات رسمية ومآدب عشاء في قصر باكنغهام.
وتشير التقارير إلى أن ترامب، المعروف بإعجابه الكبير بالملكية البريطانية، قد يصبح أول رئيس أميركي يستقبل زيارتين رسميتين من ملك بريطاني، مما قد يفتح بابًا لعلاقة أقوى بين البلدين في المستقبل.
دور العائلة المالكة في السياسة الناعمة
تلعب العائلة المالكة البريطانية دورًا مهمًا في السياسة الناعمة للبلاد، وتُستخدم زياراتهم الرسمية كوسيلة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية. وإذا تم تنفيذ الجولة الملكية في 2026، فمن المتوقع أن يتم تسليط الضوء عليها بشكل كبير في وسائل الإعلام العالمية، ما يعزز صورة بريطانيا في الولايات المتحدة ويقوي الروابط السياسية والتجارية بين البلدين.
زيارة محتملة للملك تشارلز وويليام
من غير الواضح بعد من سيشارك في الجولة الملكية المحتملة، لكن من المرجح أن يكون الملك تشارلز الثالث والأمير ويليام في مقدمة الحضور، حيث يمكن أن تشهد الزيارة لقاءً تاريخيًا آخر بين تشارلز وترامب.
وفي الوقت ذاته، يمكن أن تعزز زيارة الأمير ويليام حضوره على الساحة الدولية في ظل ازدياد دوره في العائلة المالكة، حيث يُنظر إليه على أنه الوجه المستقبلي للمملكة البريطانية.
* أعدت "الخليج 365" التقرير عن "ديلي ميل": المصدر
أخبار متعلقة :