ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (القاهرة، كينشاسا)
ندّدت الأمم المتّحدة، أمس، بالمعارك التي اندلعت الأسبوع الماضي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش ومتمرّدي حركة إم-23 وأدّت لنزوح أكثر من 100 ألف شخص، مطالبة الحركة بالتزام اتفاق هدنة أبرمته الصيف الماضي وتسليم سلاحها.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»: إنّه «بين 1 و3 يناير 2025، أدّت اشتباكات عنيفة بين الجيش الكونغولي وجماعة مسلّحة غير حكومية في مركز ماسيسي بمقاطعة شمال كيفو، إلى نزوح حوالي 102 ألف شخص، وفقاً للمعلومات المحلية».
وحركة إم-23 هي فصيل مسلح سيطر السبت الماضي، على ماسيسي، وهي بلدة رئيسية في شرق الكونغو الديمقراطية.
وحذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي من تنامي العمليات الإرهابية في وسط أفريقيا خلال العام الحالي، وتحديداً في الكونغو الديمقراطية التي شهدت عمليات إرهابية مع بداية 2025.
ويرى نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أنه، بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية والأميركية من القارة السمراء، أصبح الأفق أوسع للتنظيمات الإرهابية لممارسة أنشطتها، ليس فقط في منطقة الساحل، وإنما امتدت إلى وسط أفريقيا، ومنها الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أن هذه الانسحابات تركت فراغاً أمنياً كبيراً.
وأوضح السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الكونغو تعاني مشاكل تتعلق بنشاط حركة «إم 32» والقوات الديمقراطية المتحالفة المتمردة، التي تأسّست في منتصف تسعينيات القرن الماضي في الكونغو الديمقراطية وأوغندا، وتتلقيان دعماً من التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن الجماعتين استغلتا الفراغ الأمني وصعدتا من عملياتهما الإرهابية.
وكشف تقرير لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن زيادة العمليات الإرهابية وسط أفريقيا بمعدل 75% خلال نوفمبر 2023، واحتلت الكونغو الديمقراطية المركز الأول، إذ شهدت 3 عمليات، أدت إلى مقتل 28 شخصاً، وشنت التنظيمات في وسط أفريقيا 4 عمليات، أسفرت عن سقوط 75 قتيلاً وجريحاً.
ومن جهته، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن تنظيم داعش قام بتنفيذ عدد من العمليات النوعية في اليوم الأول من هذا العام في عدد من العواصم الأفريقية، ومنها الكونغو الديمقراطية، مستغلاً معاناة هذه الدول اقتصادياً وسياسياً.
وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يتمدد بصورة كبيرة داخل أفريقيا خاصة في وسط القارة صورة متنامية، ويقوم بعمليات إرهابية في الكونغو بسبب ضعف الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والقارات.
وشدد على أن تهاون المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية في التعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية، وعدم تقديم العون الكامل الذي تحتاجه العواصم الأفريقية، بالإضافة إلى الحروب والصراعات التي ضربت العالم، أدت إلى قوة وانتشار الإرهاب بصورة كبيرة وتحديداً في وسط أفريقيا.
وطالب أديب المؤسسات الدولية بدعم الأنظمة السياسية لتلك الدول، وتقديم الدعم لمواجهة التنظيمات الإرهابية وتفكيكها.
أخبار متعلقة :