من خليفة حسن نصر الله عقب اختفاء هاشم صفي الدين

ياسر رشاد - القاهرة - في خطوة اشعلت فتيل حرب إقليمية جديدة بالمنطقة، بدأت إسرائيل يوم 27 سبتمبر الماضي باستهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في عملية اغتيال تعد الأكبر من نوعها منذ سنوات ، الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أثيرت تساؤلات حول مصير هاشم صفي الدين، القيادي البارز والمحتمل لخلافة نصر الله، والذي اختفى عن الأنظار منذ تلك الضربات حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد مصير صفي الدين، ما يثير القلق حول مستقبل القيادة في حزب الله في حال ثبوت اغتياله ، هذه التطورات المفاجئة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الغموض والاضطرابات في المشهد اللبناني، مما يضع الحزب أمام تحديات مصيرية قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

 

تستعرض الخليج 365 فى التقرير ابرز المرشحين لخلافة نصر الله فى قيادة حزب الله لردع العدوان الاسرائيلى على لبنان..

 

هاشم صفي الدين: اختفاء ابرز المرشحين وتأثيره على حزب الله

 

يُعتبر هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الرجل الثاني في الحزب وأبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله، بحسب مراقبين ، يتمتع صفي الدين بعلاقة عائلية قوية مع نصر الله، إذ أنه ابن خالته وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني ، إلى جانب هذا، يُشبه نصر الله في المظهر والصوت، حيث يشترك معه في نفس “لثغة الراء”

 

وُلد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بجنوب لبنان، وتلقى تعليمه الديني في النجف وقم، على غرار نصر الله. وقد كان من ضمن مؤسسي حزب الله منذ تأسيسه في عام 1982 ، في عام 1994، عاد إلى لبنان ليشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي للحزب خلفاً لنصر الله، الذي تم تعيينه أميناً عاماً بعد اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في عام 1992.

 

لثلاثة عقود، تولى صفي الدين مسؤولية العديد من الملفات الحساسة داخل حزب الله، بينما ترك الإستراتيجيات الكبرى لنصر الله. كما أشرف على عمل القيادي العسكري السابق للحزب، عماد مغنية، الذي اغتيل في 12 فبراير 2008 في دمشق. وعلى الرغم من أنه كان يُعرف كرجل الظل لسنوات طويلة، إلا أن التشديد الأمني على نصر الله دفع بصفي الدين إلى واجهة الأحداث بشكل متزايد.

 

صفي الدين وعلاقته بعائلة سليماني


تجمع صفي الدين علاقات أسرية قوية بعائلة قاسم سليماني ، حيث فقد زُوّج نجله من ابنة قاسم سليماني، وفقًا لتقارير إعلامية إيرانية ، كما أعلن عن زواج زينب مغنية، ابنة عماد مغنية، من رضا صفي الدين، ما يعكس التشابك العائلي والسياسي بين هذه الشخصيات

 

في ظل تصاعد الأوضاع في لبنان، أثار اختفاء هاشم صفي الدين تساؤلات حول مستقبل قيادة حزب الله. حيث تشير الأنباء إلى انقطاع الاتصال به منذ الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت. وتزعم إسرائيل أن تلك الغارة استهدفت صفي الدين بنجاح، إلا أن حزب الله التزم الصمت ولم يصدر أي بيان يؤكد أو ينفي هذه الادعاءات.

 

في هذا السياق، توقعت وكالة “رويترز” وجود 5 مرشحين محتملين لخلافة نصر الله في حال تأكيد غياب صفي الدين عن المشهد، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التكهنات حول مستقبل الحزب.

هاشم صفى الدين

نعيم قاسم..

 

يُعتبر نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991، من أبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله، حيث شغل هذا المنصب منذ عهد الأمين العام السابق للحزب، عباس الموسوي ، وقد لعب قاسم دوراً بارزاً داخل الحزب، وكان من الشخصيات الرئيسية التي تتحدث باسمه، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز».

 

في خطاب ألقاه بعد وفاة نصر الله، شدد قاسم على أن حزب الله لن يتوقف عن القتال أو يتخلى عن غزة، مؤكدًا أن الحزب لا يزال يحتفظ بترسانة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى ، كما أشار إلى جاهزية الحزب لأي مواجهة محتملة

 

وقال: «نحن مستعدون للاشتباك البري إذا قرر الإسرائيليون الدخول برًا»، وفقاً لما ذكرته مجلة «تايم» الأمريكية.

نعيم قاسم.

إبراهيم أمين السيد..

 

المرشح الثاني لتولي قيادة حزب الله هو إبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي للحزب، والذي يُعد من الأعضاء المؤسسين منذ بدايات الحزب في أوائل الثمانينيات ، لعب السيد دوراً بارزاً في تطوير الجانب السياسي والعسكري لحزب الله، ما جعله شخصية مؤثرة في رسم سياسات الحزب.

 

إبراهيم أمين السيد يُشرف على إدارة السياسات العامة للحزب، كما يتولى مسؤولية التواصل مع الأطراف السياسية داخل لبنان وخارجه، مما يعزز مكانته كأحد القيادات الرئيسية في المشهد السياسي لحزب الله.

إبراهيم أمين السيد..

محمد يزبك..

 

المرشح الثالث لقيادة حزب الله هو محمد يزبك، رئيس الهيئة الشرعية في الحزب، الذي يلعب دوراً محورياً في توجيه السياسات الدينية ، يزبك يُعتبر الممثل الخاص للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في منطقة وادي البقاع بلبنان، وهو المسؤول عن توزيع الدعم المالي الذي تقدمه إيران لحزب الله.

 

إلى جانب دوره الديني والمالي، يشغل يزبك عضوية في مجلس الشورى الحصري للحزب، ما يعزز من مكانته كأحد القيادات الرئيسية المؤثرة في حزب الله، خصوصاً في الجوانب الدينية والسياسية للحزب.

محمد يزبك

حسين خليل..

 

حسين خليل، المستشار السياسي للأمين العام لحزب الله، يُعد من الأسماء المطروحة بقوة لتولي القيادة. خليل لعب دوراً محورياً في توجيه السياسات الاستراتيجية للحزب، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع قيادات الحزب والسلطات الإيرانية، ما يجعله واحداً من أبرز الشخصيات المحتملة لخلافة نصر الله في حال حدوث أي تغييرات في قيادة الحزب.

حسين خليل

محمد رعد.. 

 

المرشح الخامس لقيادة حزب الله هو محمد رعد، رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني، الذي يلعب دوراً بارزاً في صياغة السياسات الداخلية للبنان ، كما ان رعد حاصل على شهادة من دار المعلمين والمعلمات في لبنان، بالإضافة إلى إجازة جامعية في الفلسفة من كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.

رعد يُعد رئيساً لكتلة نواب حزب الله في البرلمان منذ انتخابه لأول مرة في عام 1992، وهو أيضاً عضو في مجلس الشورى للحزب، الهيئة المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية التي ينفذها الحزب خارج لبنان.

انتُخب رعد لعضوية مجلس الشورى في عام 2009، ويُعتبر من الشخصيات المقربة جداً من الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، مما يعزز من احتمال بروزه كخليفة محتمل في حال حدوث أي تغييرات في القيادة.

محمد رعد


نتنياهو يعلن عن مقتل مرشحين محتملين لخلافة نصر الله ويهدد لبنان بمصير مأساوي..

 

والجدير بالذكر أعلن رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء الماضى ، أن القوات الإسرائيلية قتلت مرشحين محتملين لخلافة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، دون الكشف عن أسمائهم ، وفي كلمة مصورة، قال نتنياهو: “لقد قوضنا قدرات حزب الله، وقضينا على آلاف الإرهابيين، من بينهم نصر الله نفسه وبديله وبديل البديل.”

 

كما وجه نتنياهو تحذيراً للبنانيين من مواجهة “دمار ومعاناة” مشابهة لما يمر به الفلسطينيون في قطاع غزة إذا لم يتم تحرير لبنان من سيطرة حزب الله. وأضاف: “لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يدخل في حرب طويلة الأمد ستؤدي إلى دمار ومعاناة شبيهة بما نشهده في غزة.”

 

وأشار نتنياهو إلى أن حزب الله أصبح أضعف من أي وقت مضى، مؤكداً أن “حزب الله حول لبنان إلى مستودع للأسلحة وقلعة للعمليات العسكرية.”

 

حتى الآن، لم يصدر حزب الله أي تأكيد أو نفي رسمي بشأن مقتل هاشم صفي الدين، المرشح البارز لخلافة حسن نصر الله. وقد نفذت إسرائيل الأسبوع الماضي غارة جوية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت اجتماعاً ضم قياديين من حزب الله وشخصيات إيرانية، وسط تقارير بأن المستهدف الرئيسي كان صفي الدين.

 

تظل التكهنات مستمرة حول مصير صفي الدين، بينما يُترقب أي بيان رسمي من حزب الله بشأن مقتل قادته البارزين، مما يضيف مزيداً من الغموض حول مستقبل القيادة في الحزب.