ياسر رشاد - القاهرة - ذكرت وسائل إعلام أمريكية، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، أن المستشار الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، أبلغ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن المقترح الدبلوماسي الذي كانت واشنطن تعمل عليه لحل الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان أصبح "خارج الطاولة"، وجاء هذا التصريح خلال زيارة هوكستين الأخيرة إلى بيروت، في ظل تعثر الجهود الدولية الرامية إلى استقرار الوضع في لبنان.
أفادت المصادر أن المقترح الأمريكي كان يهدف إلى تقديم حزمة حلول تشمل الإصلاحات الاقتصادية والتعاون مع المجتمع الدولي لتخفيف الأزمات المالية والاجتماعية التي تعصف بلبنان منذ سنوات. ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة قررت سحب هذا المقترح بعد فشل القوى السياسية اللبنانية في التوصل إلى توافق بشأن العديد من القضايا العالقة، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
يأتي هذا التطور في وقت يواجه فيه لبنان انهياراً اقتصادياً مستمراً، حيث تجاوز عدد النازحين بسبب التوترات الأخيرة المليون، بحسب تصريحات سابقة لوزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام. كما أن البلاد تعيش حالة من التوترات المتزايدة مع إسرائيل، التي صعدت من هجماتها في الجنوب اللبناني، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي ويجعل الجهود الدبلوماسية أكثر صعوبة.
يعد هذا القرار ضربة قوية للمساعي الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة الأوضاع في لبنان، خصوصاً بعد أن شنت إسرائيل عدة غارات في الجنوب استهدفت مواقع تابعة لحزب الله، في سياق الصراع الإقليمي المتصاعد بين إسرائيل وحلفاء إيران. ومن المتوقع أن يؤدي خروج هذا المقترح الأمريكي من الطاولة إلى مزيد من الانقسامات الداخلية في لبنان، ما يضعف فرص التوصل إلى تسوية سياسية في المستقبل القريب.
مع انسحاب المقترح الأمريكي، يواجه لبنان تحديات كبيرة في البحث عن بدائل أخرى للتوصل إلى حلول لأزماته الداخلية. وكانت الحكومة اللبنانية قد علقت الآمال على دعم المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار، لكن يبدو أن هذه الخيارات أصبحت محدودة في ظل تعنت بعض القوى السياسية وارتفاع مستوى التوتر الإقليمي.
تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الفشل الدبلوماسي إلى تصاعد الصراع في المنطقة، خصوصاً في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ولبنان، وتصعيد حزب الله تهديداته بالرد على أي تقدم إسرائيلي في الجنوب.
حزب الله: صواريخنا تصل إلى 150 كيلومترًا والعدو الإسرائيلي يرفض وقف إطلاق النار
أكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله في تصريحات لوسائل إعلام عربية أن المقاومة اللبنانية تمكنت من منع تسلل القوات الإسرائيلية في جميع النقاط التي حاولت الدخول منها. وأوضح أن صواريخ حزب الله وصلت إلى مدى 150 كيلومترًا، وأن الحزب حافظ على وتيرة إطلاق هذه الصواريخ بالرغم من تصاعد حدة الصراع ، وأكد المسؤول أن المقاومة جاهزة لأي تقدم بري من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن أي عمق يدخله العدو سيتحول إلى "مقبرة لجنوده ودباباته."
وأشار المسؤول إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان، مؤكداً أن طهران تدعم لبنان بالكامل في هذه المرحلة الحرجة. وقال: "نحن مشغولون في الميدان ولن ندخل في نقاش تحت النار، ولكن بمجرد توقف إطلاق النار سنبحث كافة الأمور ونعلن موقفنا." وأضاف أن الجانب الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو هو من يرفض وقف إطلاق النار، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
تطرق نائب رئيس المجلس السياسي أيضًا إلى الوضع الداخلي لحزب الله، مشددًا على أن القيادة الجماعية للحزب متماسكة ومتحدة في هذه المرحلة. وأكد أن آلية اختيار الأمين العام للحزب تتأثر بالوضع الراهن، ولكنه شدد على أن القيادة تعمل بتماسك كبير، وأن الحزب مستعد لمواصلة الدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الهجمات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، ضمن استراتيجية إسرائيلية لاستهداف حلفاء إيران في المنطقة. وقد سبق أن نفذت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ومخازن أسلحة في سوريا، في محاولة للحد من تأثير المقاومة اللبنانية والإيرانية. كما أشارت تقارير سابقة إلى استمرار الدعم العسكري الإيراني لحزب الله، ما يعزز قدرة الحزب على الرد بشكل فعال على الهجمات الإسرائيلية.