ياسر رشاد - القاهرة - في تطور جديد تشهده المنطقة العربية وأشعل وتيرة الاحتقان بين الأطراف المتنازعة تمهيدًا لانتقام الثأر، تصاعدت حدة القصف المتبادل بين حزب الله في الجنوب اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى والمقاومة الفلسطينية من جهة ثالثة عبر الحدود المشتركة بين البلدين، على خلفية مقتل زعيم حماس البارز صالح العاروري في لبنان.
كما أعلن الحزب عن تنفيذ إحدى عشرة عملية تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية على مدار يوم أمس، فيما نعى الحزب 9 من عناصره بينهم مسئول بارز جراء عمليات قصف إسرائيلي جوي ومدفعي.
وقتل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة بطائرة بدون طيار جنوبي بيروت، لكون العاروري شخصية رئيسية في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، وحليفاً مقرباً من إسماعيل هنية، زعيم الحركة.
ويُشار إلى أن العاروري كان في لبنان بمثابة حلقة وصل بين جماعته وحزب الله.
الموساد وإشعال وتيرة الاحتقان
وبطبيعة الحال كان إقدام إسرائيل على ضرب العاروري خارج غزة له وقعه على المنطقة العربية بالكامل، لإتساع نطاق الصراع خارح الحدود الفلسطينية إلى دولة عربية شقيقة.
وفي أول تعليق إسرائيلي أشعل الموساد وتيرة الاحتقان بتصريح صادم، فعلق رئيس الموساد دافيد برنياع عندما سئل عن اغتيال العاروري، إن "كل أم عربية ستعرف أنه لو كان ابنها مشاركا في مجزرة 7 أكتوبر فإنه سيقتل"، في إشارة إلى هجوم حماس المباغت على إسرائيل قبل نحو 3 أشهر.
حزب الله: بيننا وبينكم الميدان
من جهته أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري عبارة عن عدوانين، الأول اعتداء على الشيخ صالح ورفاقه، والثاني اعتداء على الضاحية الجنوبية.
وهدد نصر الله عبر خطابٍ متلفز في الذكرى الرابعة لاستشهاد القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، هدّد بالقول إنّ هذه "الجريمة الخطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب"، قائلاً: "بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي".
ولفتت قناة "كان" الإسرائيلية، إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي في ذروة التوتر في كل من الجنوب والشمال، موضحةً أنّ هذا التوتر يأتي بعد اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
قصف متبادل
ومن هنا تصاعدت حدة القصف المتبادل بين حزب الله في الجنوب اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى عبر الحدود المشتركة بين البلدين، إذ أعلن الحزب عن تنفيذ إحدى عشرة عملية تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية على مدار يوم أمس، فيما نعى الحزب 9 من عناصره بينهم مسئول بارز جراء عمليات قصف إسرائيلي جوي ومدفعي.
وأعلن الحزب تنفيذ 4 عمليات من القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، أبرزها استهداف تجمعات لجنود اسرائيليين في موقع بياض بليدا وموقعي ثكنة زبدين ورويسات العلم بمحيط مزارع شبعا بصواريخ بركان وإصابتها إصابة مباشرة.
كما نفذ 7 عمليات من القطاع الغربي أبرزها استهداف مواقع ثكنة زرعيت وجل العلام وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة واستهداف موقع المالكية بصاروخ بركان وثكنة دوفيف بدفعة صاروخيّة كبيرة.
رد الطيران الإسرائيلي
من جهته شن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الأربعاء، غارة وسط بلدة الناقورة بالقطاع الغربي أحدثت دويًا هائلًا ودمرت منزلًا وألحقت اضرارًا بالمنازل المحيطة، مما أسفر عن سقوط 4 وفيات دفعة واحدة وعدد من الإصابات.
كما شن الجيش الاسرائيلي غارات جوية على بلدات بالقطاع الأوسط بالجنوب اللبناني أبرزها عيترون وعيتا الشعب ومركبا ، مما أسفر عن سقوط 5 ضحايا في ضربات متفرقة.
سرايا القدس وقصف عسقلان
من جهتها قصفت سرايا القدس، الزراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، مستوطنة "عسقلان"، في غلاف غزة الشمالي، برشقة صاروخية مركزة.
فيما أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت صاروخين في سماء عسقلان بغلاف غزة.
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب سرايا القدس عن خوضها اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في غزة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.