ﺫﻛﺮ ﻣﻮﻗﻊ ( ﺃﻓﺮﻳﻜﺎ ﺍﻧﺘﻠﺠﻨﺲ ) اليوم "الجمعة" أن ﺗﻘﺮﻳﺮاً سريا ﺃﻋﺪﺗﻪ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ - ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻬﺎ - ﺃﺷﺎﺭ إلى أن ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟرئيس السوداني، عمر البشير، ﻭﻟﻜﻦ إن ﻭﺟﺪﺕ أن المظاهرات أضعفته ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺮﻳﻊ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭإستبداله ﺑﻤﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ والمخابرات السوداني الفريق أول ﺻﻼﺡ ﻗﻮش.
ومن المعروف أن قوش تربطه علاقات وثيقة بالمخابرات الأمريكية )سي اي ايه(، وتعاون معها في ملف مكافحة الارهاب، في فترة ادارته الاولى لجهاز الامن السوداني، حيث قدم معلومات هامة عن الجماعات الاسلامية المتطرفة في الدول العربية والافريقية.
وفي يناير الماضي كشفت صحيفة "نيو امريكا" معلومات ظلت طي الكتمان لسبع سنوات، عن لقاء كان من المقرر أن يجمع الدبلوماسي الأمريكي برستون ليمان وصلاح قوش في فندق فخم يطل على نهر النيل بالقاهرة، في سبتمبر 2012، الا أن قوش تخلف عن الحضور.
الصحيفة ذكرت انه في مطلع العام 2012، أجرى جنرالات في الجيش السوداني، اتصالات مع ليمان، لمعرفة اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية تدعم وتعترف بانقلاب عسكري يخططون له للاطاحة بالرئيس البشير.
كان رد ليمان، أن امريكا ، لاتعترف باي انقلاب عسكري للاستيلاء على الحكم، ولكن بعد تنامى الى علمه أن مدير الأمن المخابرات صلاح قوش يمكن أن يكون جزء من المخطط، عاد وقال : " أن امريكا يجب أن تشارك مع اي شخص يسعى للاصلاح في السودان، اذا كان التغيير يأتي مع الحد الأدنى من الفوضى والمذابح ".
واشارت الصحيفة الى أن امريكا لم تقدم أي دعم عسكري أو مادي أو أي شكل آخر للخطة، ولكنها فقط وعدت بأن تشارك مع القادة الجدد إذا نجح الانقلاب، وأكد لقاء "ليمان" بالمخططين للمحاولة الانقلابية على العلاقة الحميمة التي تربط الولايات المتحدة بشخصيات عسكرية وسياسية سودانية رفيعة المستوى.
احبط البشير المحاولة الإنقلابية، وتم القاء القبض على كل المتورطين فيها، بما فيهم صلاح قوش، ومحاكمتهم بالسجن، وأطلق سراحهم بعفو رئاسي في العام 2013.
الأفراج عن هذه المعلومات في هذا التوقيت، يتزامن مع احتجاجات شعبية واسعة في السودان، تطالب برحيل الرئيس البشير من الحكم، وبعد شهور من إعادة تعيين صلاح قوش، مديراً لجهاز الامن والمخابرات السوداني، للمرة الثانية.
ووفقا لتقرير السري للسفارة، أن امريكا لاتسعى لاحداث تغيير في النظام في الخرطوم، ولكنها لاتضمن دعم مشروط للرئيس البشير، واذا نجحت الاحتجاجات الشعبية الحالية على اضعافه، فان وكالة الإستخبارات الامريكية ستعمل على تسريع رحيله واستبداله بمدير المخابرات صلاح قوش، الذي تربطه علاقة جيدة باجهزة مخابرات في المنطقة.
وقالت المخابرات الامريكية أن تعاون الحكومة السودانية تتعاون معها وتقوم بتزويدها بمعلومات استخبارتية قيمة عن حركة الشباب في الصومال وفي ليبيا، وعلى معلومات مهمة عن جماعة الاخوان المسلمين بشكل عام.
وخلال زيارة سرية قام بها قوش لواشنطن سبتمبر الماضي، تعهد بأن السودان سيتعاون بشكل وثيق مع وكالة المخابرات الامريكية من خلال جهاز الامن والمخابرات السوداني ومكتب الرئيس البشير.
واشار تقرير الدولة الخليجية، الى ان البشير لايرغب في التنحي عن الحكم، ويعرف أن بقاء نظامه يعتمد على استرضاء الرأي العام، كان أول تحرك له هو اللجوء إلى حلفاءه تركيا والمملكة العربية السعودية لطلب إمدادات الطوارئ من القمح والنفط، وقد زار وفد سياسي وعسكري سعودي رفيع المستوى السودان لتقييم الوضع ولضمان دعم البشير من الرياض.
ولايخفى على احد طموح قوش لحكم السودان، والذي كان السبب الرئيس الذي دفع البشير للاطاحة به من ادارة المخابرات في العام 2009، وقد إستطاع خلال رئاسته السابقة للامن السوداني، أن يعزز نفوذه في معادلة السلطة من خلال علاقاته القوية مع المخابرات الامريكية.
مقربون من دوائر الحزب الحاكم، يرون أن قوش يريد استعادة نفوذه القديم المتجدد في السلطة، وأن التصدي العنيف لجهاز الامن في قمع الاحتجاجات والتعذيب، هدفه تاليب واثارة غضب وكراهية المحتجين أكثر ضد حكم البشير حتى يتسنى له الانقضاض على السلطة بمباركة ودعم اقليمي ودولي.
أخبار متعلقة :