ظن الكيان الصهيوني أنه باغتيال قائد المقاومة في الجبهة اللبنانية الشهيد “نصر الله” يكون قد فاز بالضربة القاضية.. وفرح حلفاؤه من الغربيين في أمريكا وانجلترا وفرنسا وغيرها من البلدان، وهلَّل وكبَّر أتباعه من المطبِّعين العرب مُضخِّمين همجيته عبر وسائل إعلامهم، مُعبِّرين عن خنوعهم الزائد أحيانا، واستسلامهم الجبان أحيانا أخرى… وكانوا جميعهم ينتظرون لحظة الغزو البري لجنوب لبنان بفارغ الصبر، ويُمَنُّون النفس باكتساح سريع لهذا البلد الصامد والمقاوم والمُتضامن ضد جرائم الاحتلال والواقف في وجه المشروع الصهيوني هذه عقودا من الزمن مقدِّما الشهداء بعد الشهداء… فإذا بآمالِهم اليوم تخيب، مع أولى الصواريخ البالستية التي تضرب مقر قيادة استخبارات العدو بقاعدة “غليلوت” قرب تل أبيب، ومع إعلان المقاومة أن العدو بدأ يُراجع حساباته أكثر من مرة لبدء ما سمّاه بالغزو البري لِجنوب البلاد.
تجلَّى ذلك من خلال الانتقال من لهجة المُنْتَشي بِقتل بعض قادة المقاومة المُتطلِّع إلى النصر الكلي الحاسم، إلى لهجة المتردِّد الخائف من الدخول في حرب استنزاف لا نهاية لها…
لقد بات يتحدث اليوم عن أهداف محدودة في الشريط الحدودي مع لبنان، عن تدمير مخازن السلاح على الحدود، عن هجوم بري محدود. لقد أصبح خائفا من رفع سقف الأهداف كما فعل في غزة. لقد بات يخشى ألاّ يُحقِّق أي هدف من أهدافه إذا استثنينا التخريب والتدمير والقتل الهمجي من خلال العدوان الجوي بالقنابل الأمريكية والبريطانية والغربية الأخرى. لقد بات يشك أنه قاب قوسين أو أدنى من النصر، بل أصبح يرى أنه أقرب إلى الغرق في لبنان كما غرق في غزة، وهو يعلم أن الدخول برجله الثانية في رمال المقاومة على الجبهتين معناه عدم الخروج سالما مهما فعل..
وهي الحقيقة الساطعة اليوم، كما كانت ساطعة قبل اليوم أياما قبل طوفان الأقصى… نفس السيناريو يكاد يتكرر: قبل 15 يوما من الطوفان في السنة الماضية، ألقى زعيم العصابة الصهيونية خطابا في الأمم المتحدة مُلوِّحا بخارطة الشرق الأوسط الجديد، مُنتشيا بالتطبيع، ضامًّا لخريطته حتى تلك الدول التي لم تطبِّع معه بعد، مثل المملكة العربية السعودية، لاغيًا أي وجود لفلسطين من على الخريطة، مبشِّرا بطريق الهند أوروبا البري العابر لشبه جزيرة العرب… وصفق له الكثير أنذاك، بدون أن يكون في بالهم أن خطة البطل “السينوار” جاهزة للتنفيذ يوم 7 أكتوبر لتنسف كل هذا المشروع… وذات الأمر يتكرر اليوم قبل أيام عاد زعيم العصابة لنفس المنبر حاملا معه ما يشبه الخارطة الأولى بدون فلسطين، مُبشِّرا بمفهومه للشرق الأوسط وفق الشروط الصهيونية، وفي ذهنه أن المقاومة ستنهار بعد اغتيال زعيمها الشهيد نصر الله… ولكن هذه المرة بدون تزكية من القاعة الأممية التي غادرها معظم الوفود أثناء دخول قاتل الأطفال والنساء مجرم الحرب هذا… وكما حدث له منذ عام لم تمر أيام على استعراضه هذا، وعلى التبشير بخارطته تلك، حتى أجابته المقاومة على كافة الجبهات بأنها مازالت تمتلك من القوة ما يمكنها من إصابته بخيبة أمل…
في ساعات قليلة وفي نفس الوقت تضرب سرايا القدس وألوية صلاح الدين في غزة مقر التَّحكُّم والسيطرة بجحر الديك، وتقوم وحدات القسّام بعملية مُركَّبة في محور “نتساريم”، وتستهدف المقاومة اليمنية ناقلة بريطانية وتضرب هدفا عسكريا في يافا، وآخر في أم الرشراش (إيلات) بـ4 مسيرات، وتضرب صواريخ المقاومة اللبنانية “تل أبيب” وكفر قاسم وقاعدة نيرو ومستوطنة “أفيفيم” ومناطق أخري في الجليل، وتنفجر اشتباكات في مخيم بلاطة وشرق رام الله بالضفة الغربية يذهب ضحيتها 4 من عساكر الاحتلال… وهكذا بعد استشهاد نصر الله بأيام قليلة يتأكد للكيان وأنصاره من الغرب والمطبِّعين العرب، أن الحرب سجال يوم لك ويوم عليك، وما النصر إلا من عند الله، وبذلك تؤمن المقاومة… وما انتصر باطل على حق يوما، مهما بلغت قوة وجبروت الباطل، سُنَّة إلهية لا تبديل لها إلى يوم يُبعثون…
محمد سليم قلالة – الشروق الجزائرية
كانت هذه تفاصيل خبر خيبة أمل الكيان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :