اليابان | الاستغلال الجنسي والثقافة: النعيم والجحيم في حي المتعة يوشيوارا

جذب معرض جديد كبير في طوكيو حول حي يوشيوارا الشهير للترفيه انتباها جديدا من ناحيتين، باعتباره مكانا للازدهار الثقافي والاستغلال الجنسي.

وجها منطقة ”المتعة“

تقول تاناكا يوكو الباحثة في الثقافة خلال فترة إيدو (1603-1868) ”إن أماكن المتعة هي شيء يجب ألا يظهر في العالم مرة أخرى أبدا، فهي مكان ونظام لن يسعى أي شخص عاقل اليوم إلى استنساخه“. كانت أماكن للاستغلال الجنسي، حيث كان النساء يعاملن فيها كما لو أنهن يعملن بالسخرة، وكن يجبرن على العمل كعاهرات لسداد ديون أسرهن، وكن بانتظام يتعرضن للعنف ويصبن بالمرض.

وفي الآن نفسه، لعبت منطقة يوشيوارا في إيدو (طوكيو الآن) دورا أساسيا في ثقافة فترة إيدو باعتبارها واحدة من أماكن الترفيه المرخصة رسميا من قبل الحكومة الشوغونية، حيث جمعت مختلف جوانب الثقافة اليابانية معا في تركيبة إبداعية جديدة للمرة الأولى، وتعتقد تاناكا أنه من المهم توضيح كلا الجانبين من حيث الحقائق التاريخية.


ملصق دعائي عن معرض يوشيوارا في متحف الفنون الجامعي.

ازدهرت الطباعة والنشر في يوشيوارا، وكانت المنطقة هي موطن مطبوعات أوكييو-إي الشهيرة لكيتاغاوا أوتامارو، التي أنتجها تسوتايا جوزابورو (الناشر الذي اشتهر عن طريق كتيباته الإرشادية الخاصة بأماكن المتعة)، وقصص شعبية معروفة باسم شاريبون، والشعر الساخر والفن التصويري، فضلا عن كونها مركزا رئيسيا للخط، وشعري واكا وهايكو وحفلات الشاي والموسيقى والرقص، والكيمونو وأنواع أخرى من الأزياء. كما كانت مكانا تقام فيه احتفالات ومناسبات شعبية بمناسبة حلول مواسم وجوانب أخرى من الثقافة التقليدية وصقلها. وكانت يوشيوارا أيضا منطقة للترفيه تجاوزت عروضها وتأثيرها الملذات المترفة في بيوت الدعارة.

وهذه الطبيعة المزدوجة تمثل اليوم معضلة لأي شخص يرغب في نقل ثقافة يوشيوارا. يقام معرض كبير حول ثقافة أماكن المتعة في متحف الفنون الجامعي (جامعة طوكيو للفنون) حتى 19 مايو/أيار، وقد ساعدت فيه تاناكا كمستشارة أكاديمية. وقبل افتتاح المتحف في مارس/آذار، واجه انتقادات عبر الإنترنت لتجاهله الجوانب السلبية للمنطقة وتقديم ما حدث هناك على أنه مجرد ”ترفيه“. وقد تحدثنا مع تاناكا لمعرفة المزيد عن خلفية الفعالية والهدف منها.

يوشيوارا كمساحة أدائية

تقول تاناكا ”ركزت الكثير من المعارض في الماضي على أعمال فناني أوكييو-إي، من كيتاغاوا أوتامارو إلى تشوبونساي إيشي. ولكن هذا هو المعرض الأول الذي يتناول منطقة يوشيوارا نفسها، ويسلط الضوء على هذه المساحة الرائعة التي ظلت موجودة لفترة طويلة، ولكن فقدناها الآن إلى الأبد.

كانت أحياء الترفيه في يوشيوارا (التي تقع فيما يعرف الآن باسم تايتو، ليس بعيدا عن أساكوسا ومعبد سينسوجي الشهير) في السابق تغطي منطقة تبلغ مساحتها حوالي 100 ألف متر مربع، وتقول تاناكا إنها ”عالم خيالي تم إنشاؤه وتنفيذه لمدة تقارب 250 عاما، حيث تم إبداع وتقديم خيالات باهرة تعد بديلا مبالغا عن العالم اليومي“. لقد كانت المكان المناسب لسلسلة المانغا الشهيرة ”قاتل الشياطين: كيميتسو نو يايبا“، واليوم يجذب تاريخ المنطقة الانتباه لإمكاناتها السياحية، على الرغم من أنه لم يتبق سوى القليل من فترة ازدهارها خلال فترة إيدو.

”ينصب تركيز المعرض على يوشيوارا كمكان وكيف كان شكله وطبيعته آنذاك. لقد كانت منطقة من صنع الإنسان، حيث شُيدت في العقود الأولى من فترة إيدو، وتحتوي على طرق مرصوفة على نمط شبكي في وسط حقول تقع خارج المدينة الرئيسية مباشرة. وكانت تحتوي على بعض أروع المباني التي يمكن لأي شخص أن يراها آنذاك على الإطلاق، بالإضافة إلى صفوف أنيقة من أشجار الكرز وأزهار موسمية أخرى على طول الطريق الواسع الذي يمتد عبر وسط المنطقة“.

لم يكن الرجال الذين كانوا يزورون بيوت الدعارة هم الوحيدين الذين انجذبوا إلى المنطقة. فقد كانت النساء والأطفال يأتون للاستمتاع بأزهار الكرز، وكان السياح من خارج المدينة يأتون لإلقاء نظرة على المعالم السياحية الشهيرة. وكانت المنطقة بأكملها بمثابة بوتقة تنصهر فيها جميع جوانب الثقافة معا في منطقة مكتظة، في سياق هذه المساحة الأدائية الرائعة التي ربما كانت فريدة من نوعها في تاريخ العالم. وقد تم تصميم المعروضات في هذا المعرض لنقل الجو والإحساس في هذا المكان الرائع قدر الإمكان“.

كرامة الأويران الكبيرات

”تصور الكثير من صور المعرض مكانا ترفيهيا مفعما بالحياة والنشاط الترفيهي. عند النظر إليها، يبدو الأمر كما لو أنك كنت هناك بنفسك. فهي تبث بتفاصيلها الواقعية الحياة في مشاهد وأصوات محادثات الناس وصوت آلات الشاميسين والغناء والرقص والحفلات في أوج تألقها“، كما تقول تاناكا.

”أولى الفنانون اهتماما كبيرا في إظهار تفاصيل مثل زخارف أثواب الكيمونو النسائية، والطريقة التي ارتدين بها ملابسهن على شكل طبقات، والتوازن بين تسريحات شعرهن المعقدة مع استخدام دبابيس شعر وغيرها من الإكسسوارات. لقد أبرزوا حس المرأة بالأناقة. إن الطرق المعقدة التي تزين بها المحظيات أنفسهن تساعدنا على فهم كيف سخّر الخياطون وصانعو الثياب وغيرهم من الحرفيين آنذاك كل مهاراتهم وبراعتهم في الإبداع“.

إن ما كان فنانو أوكييو-إي يسعون لتصويره في لوحاتهم لم يكن رسما كاريكاتوريا لملامح النساء أو تمثيلا واقعيا لأجسادهن العارية. تقول تاناكا ”أتمنى أن يتعرف زوار المعرض على الطريقة التي عمل بها الفنانون لتصوير شعور الكرامة لدى النساء اللاتي يعملن في أماكن المتعة. في فترة مبكرة نسبيا من عصر إيدو، استخدم إيهارا سايكاكو (1642–1693)، شاعر الهايكو ومؤلف قصص نثرية مفعمة بالحيوية تدور أحداثها في أماكن المتعة في أوساكا، استخدم لغة مثيرة لتصوير النساء الحازمات اللاتي كن يعملن في بيوت الدعارة. وبعد ذلك بفترة قليلة، قدم فنانو أوكييو-إي في إيدو تعبيرا عن جمالياتهم الخاصة من خلال تصوير كرامة المحظيات في لوحاتهم“.


على اليسار، لوحة لتشوبونساي إيشي بعنوان ”اختيار عشوائي لستة زهور“ حوالي عام 1796-1798 (© أمناء المتحف البريطاني)، وعلى اليمين، صورة من سلسلة تصور محظيات الأويران السبع الكبيرات في حي يوشيوارا للمتعة للفنان كييساي إيسين حوالي 1818–1830 (بإذن من متحف هاغي أوراغامي، محافظة ياماغوتشي).

كانت النساء مصنَّفات وفقا لتسلسل هرمي صارم، مع امتيازات وتعليمات دقيقة تحكم ملابسهن وسلوكهن. كانت نجمات المنطقة هن الأويران. وكونهن في أعلى النظام الهرمي، لم يكن يُشترط أن يكون لديهن جمالا جسديا وذوقا رفيعا في اللباس والفنون فحسب، بل كان من المنتظر أيضا أن يكن بارعات في العزف على الشاميسين وغيرها من الآلات الموسيقية، وأن يتلقّين تدريبا على مراسم احتساء الشاي وتنسيق الزهور، وغيرها من الهوايات الأنيقة. كن نسوة مثاليات يمتلكن كل المهارات لتسلية وإرضاء السياسيين والاقتصاديين الأقوياء في تلك الفترة. ”من المرجح تماما أن النساء بذاتهن سعين بوعي للتقرب قدر الإمكان من تلك الصورة المثالية“.


لوحة لكيتاغاوا أوتامارو بعنوان ”جمال يستمتع بالهدوء“ حوالي 1794–1795 (بإذن من متحف مدينة تشيبا للفنون).

مهد النشر الحديث

كانت بيوت الدعارة وأماكن الترفيه المرخصة موجودة أيضا في كيوتو وأوساكا ومدن أخرى. وقد وفرت الأحياء في أوساكا المكان المناسب لأعمال سايكاكو، بما في ذلك ”حياة رجل شهواني“. ولكن طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت منطقة يوشيوارا في إيدو هي الأوثق صلة بالفنون الأدبية.

”كانت أحياء المتعة سبب ولادة أعمال أدبية جديدة وحتى أنواعا أدبية كاملة. ومن بين أولئك الذين كانوا يترددون على المنطقة أشخاص مثل سانتو كيودين، كاتب قصص شعبية تصور حياة الناس العاديين والثقافة الحضرية المزدهرة آنذاك. أنشأت دور نشر مثل شركة تسوتايا جوزابورو وآخرين مثله شبكة واسعة ربطت جميع أنواع الأشخاص عبر أنواع أدبية مختلفة“، تقول تاناكا.

”كان فنانو أوكييو-إي والكتاب يلتقون هناك، ويتحولون لأصدقاء ويتعاونون في أعمال جديدة. وكان الطابعون والفنانون وغيرهم من الحرفيين المشاركين في إنتاج المطبوعات الخشبية يشكلون فيما بينهم أيضا اتصالات من خلال دور النشر. وكانت شركة تسوتايا للنشر تقع مباشرة أمام البوابة الرئيسية للحي. ومن السهل تخيل كيف أنها لعبت دورا مثاليا كموقع للتواصل بين مختلف أنواع الأشخاص المنخرطين في مجال النشر والفنون“.


لوحة لأوتاغاوا كونيسادا بعنوان ”صورة الطابق العلوي من بيت دعارة“، 1813 (© أمناء المتحف البريطاني).

لمحات من الحياة اليومية

بذلت يوشيوارا وسكانها جهودا كبيرة للاحتفال بفعاليات مهمة على مدار العام. فخلال مهرجان أوبون لاستدعاء أرواح الموتى في منتصف الصيف على سبيل المثال، كانت تُعلق فوانيس زينها فنانون وخطاطون مشهورون في بيوت احتساء الشاي التي كانت بمثابة دور للمواعيد، ما حول المنطقة بأكملها إلى نوع من متحف في الهواء الطلق.

خلال مهرجان نيواكا الذي يستمر طوال الشهر الثامن من التقويم القمري، كان الزوار يستمتعون بعروض الرقص والموسيقى التي يؤديها ذكور وإناث الغييشا على مراكب خاصة.

تقول تاناكا ”كانت المراكب تحمل في موكب طول الشارع عبر وسط المنطقة، ويمكن لأي شخص أن يرى مشهد العروض الموسيقية والراقصة التي يقدمها أفضل الفنانين من بين غييشا يوشيوارا“.

كانت الاحتفالات الأكثر روعة وتنوعا تقام في موسم تفتح أزهار الكرز. وكانت أشجار الكرز تستزرع هناك قبل أن تزهر مباشرة، وجذورها لا تزال ملتصقة في أحواض الزهور وكانت تصطف على جانبي شارع ناكانوتشو المركزي في المنطقة. وكانت تُزال مرة أخرى بمجرد تساقط الأزهار. كان هذا المشهد الرائع بمثابة تكريم للمهارات المتطورة للغاية للبستانيين وخبراء البستنة في فترة إيدو باليابان.

يتميز المعرض بوجود لوحة ”أزهار الكرز في يوشيوارا“ المُعارة من متحف وادزورث أثينيوم للفنون في هارفورد بكونيكتيكت، وهي إحدى أكبر اللوحات التي رسمها أوتامارو بيده (على عكس المطبوعات). تُظهر الصورة 52 امرأة من الحي تستمتعن بمشهد أزهار الكرز في أوج تفتحها.


لوحة لكيتاغاوا أوتامارو بعنوان ”أزهار الكرز في يوشيوارا“، حوالي عام 1793 (بإذن من متحف وادزورث أثينيوم للفنون).

لكن فوروتا ريو، الأستاذ في المتحف الذي أشرف على المعرض، يقول إنه يأمل أن يستمتع الزوار بالمعروضات بشكل عام، بدلا من التركيز فقط على تحفة فنية واحدة. ويقول ”نأمل أن يحصل الزوار على شعور بتغير الفصول والطريقة التي كانت بها المنطقة تشتعل بالفعاليات طوال العام“.

ويضيف فوروتا أنه تأثر بنفسه بالتغييرات في صفوف أشجار الكرز المزروعة على طول الطرق الرئيسية في يوشيوارا. ”حتى فترة معينة، كانت الأشجار تُزرع بشكل أو بآخر بشكل عشوائي أمام بيوت احتساء الشاي، ولكن لاحقا – من الصعب معرفة التوقيت بالضبط – تحولت الممارسة، وبدأ الناس في وضعها في صفوف مستقيمة ومرتبة على طول شارع ناكانوتشو عبر وسط المنطقة. لم يتم ذكر التغيير في أي من السجلات المتوفرة لدينا“.

”استنادا إلى الأعمال الفنية المجمعة لهذا المعرض، يبدو من المرجح أن هذا التغيير قد حدث في نفس الوقت تقريبا الذي تم فيه رسم أزهار الكرز في يوشيوارا ، في عام 1793، وهو العام الخامس من عصر كانساي (1789-1801). كانت منطقة المتعة تتمتع بحكم ذاتي، ومن المفترض أنه كان هناك توافق داخل المجتمع ككل. ويبدو من المحتمل أن هذا الصف الملون من أشجار الكرز الجميلة على طول الطريق المركزي للمنطقة قد استحدث خلال عصر كانساي، بشكل أو بآخر في نفس الوقت الذي نشط فيه أشخاص مثل تسوتايا جوزابورو وأوتامارو“.

يقول فوروتا إن يوشيوارا والقواعد التي نظمت الحياة في الحي خضعت لتغييرات كبيرة على مدى تاريخها الممتد لـ 250 عاما، ولكن هناك قليل من المواد المتبقية التي تمكن المفكرين المعاصرين من تتبع مسار هذه التغييرات. ”لهذا السبب أردنا استخدام هذه الأعمال الفنية لاكتشاف عالم مفقود لا يمكن استعادته مرة أخرى في الواقع“.

صورة واقعية لمحظية

كانت محظيات الأويران تقفن على قمة هرم يوشيوارا، حيث كن جميلات وماهرات في كل الفنون الأنيقة. فأي نوع من الأشخاص كنّ؟

يقول فوروتا ”لا توجد موارد تاريخية تعطينا صورة حقيقية. قد تشير الكتيبات الإرشادية الخاصة بأماكن المتعة مثل يوجو هيوبانكي (نوع من تصنيف Who‘s Who للنساء اللاتي عملن في المنطقة) إلى أن امرأة بعينها لديها مهارة معينة أو تكتب بخط يد جذاب – على سبيل المثال – ولكنها لا تخبرنا شيئا عن شخصيتها. وتتميز صور أوكييو-إي عموما بأسلوب الفنان الفردي، فعلى سبيل المثال جميع النساء في صور أوتامارو يتم تصويرهن بأسلوب يمكن التعرف على الفور بأن المطبوعات من أعماله. ولهذا السبب، لا يمكننا الرجوع إلى هذه الأعمال الفنية للحصول على صورة حقيقية لما كانت تبدو عليه النساء حقا. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الصور تحمل دائما اسم الأويران والمنزل الذي كانت تعمل فيه. ربما كان الناس في الغرب ينتظرون من الفنان أن يصور النساء بأمانة أكبر. على الأقل أن ترسم بحيث يمكن التعرف عليها! لكن الواقعية بهذا المعنى لم تكن أولوية لفناني أوكييو-إي“.

يمكن رؤية تناقض واضح مع صور أوكييو-إي الشهيرة في لوحة أويران التي رسمها تاكاهاشي يويتشي عام 1872، في السنوات الأولى من عصر ميجي (1868-1912).


على اليسار، لوحة للفنان تاكاهاشي يويتشي بعنوان ”أويران (المحظية الكبرى)“ لعام 1872، (بإذن من جامعة طوكيو للفنون)؛ ومطبوعة أوكييو-إي على اليمين لأوتشيأي يوشييكو التي تصور نفس المرأة، ويعود تاريخها إلى ثلاث سنوات سابقة فقط (بإذن من متحف هاغي أوراغامي، محافظة ياماغوتشي).

يقول فوروتا ”كانت هذه أول لوحة تصور امرأة من أماكن المتعة بالألوان الزيتية. إنها صورة لأويران من منزل إيناموتو، والمعروفة باسم كوينا الرابعة. وفقا لمقالة في جريدة طوكيو نيتشينيتشي في تلك الفترة، فإن اللوحة جاءت بطلب من أحد مرتادي أماكن المتعة الذين أرادوا لوحة تخلد المظهر الأصلي للأويران وتحافظ على الجمال العابر للمنطقة مع مرور الزمن“.

”ربما كان قرارا متعمدا أن تجعل المرأة تصفف شعرها وفق تسريحة ساغيغامي، التي كانت تختفي تدريجيا بالفعل من أماكن المتعة آنذاك. كما أن شعرها لم يكن مثاليا تماما. وهذا نموذجي لأسلوب تاكاهاشي يويتشي الذي كان يحب رسم الأشياء المليئة بالتفاصيل والخارجة قليلا عن المعتاد. كان هذا جزءا مهما من واقعيته“.

تُصوّر المحظية بتعابير صارمة في ملامح وجهها، ما يشير إلى الإرهاق. وقد كتب أحد طلاب تاكاهاشي أن المحظية بكت عندما رأت اللوحة النهائية، وقالت بلهجة غاضبة ”أنا لا أبدو هكذا. هذا هو ليس وجهي على الإطلاق!“.

حقوق المرأة بين الماضي والحاضر

في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1872، بعد ستة أشهر من رسم تاكاهاشي صورته، أقرت حكومة ميجي المشكلة حديثا مرسوم ”شوغي كايهو ري“ أو ”مرسوم تحرير العاهرات“، وكان ذلك جزئيا استجابة لانتقادات الدول الغربية لممارسة الاتجار بالبشر. وهذا لا يعني أن بيوت الدعارة اختفت، ولكن أصبح من المفهوم الآن أن النساء يعملن بإرادتهن الحرة، ولم يعد من الممكن بيعهن للعمل في الدعارة لسداد الديون. ولكن أيام يوشيوارا أصبحت معدودة، وفقد جزء كبير من ثقافة أماكن المتعة مع مرور السنين في السنوات التالية، حيث تغيرت القيم بسرعة وبشكل كبير نتيجة لتزايد التغريب.

يقول فوروتا ”إن الواقع القاسي للنساء في بيوت الدعارة ليس شيئا يجب أن ننساه. لا يمكن تصور مثل هذا النظام من وجهة نظر قيمنا اليوم. ولكن هدفنا في هذا المعرض هو نقل تاريخ يوشيوارا كمكان لنشر ثقافة إيدو للمجتمع الياباني بشكل أوسع. إن بقاء هذه المساحة المميزة من الخيال والبهرجة لمدة 250 عاما هو شهادة على الطاقة الإبداعية الهائلة من جانب جميع الأشخاص المختلفين الذين تجمعوا هنا وجعلوا هذا الازدهار الثقافي ممكنا“.

وفي الوقت نفسه، تؤكد تاناكا أن هناك حقيقتين مهمتين يجب تضمينهما في أي محاولة لنقل تاريخ يوشيوارا وثقافة أحياء المتعة.

حيث تقول إن يوشيوارا كانت مساحة أداء استخدمت بمهارة تقنيات فنية من كل نوع، وازدهرت صناعة النشر من خلال نشر هذه الثقافة إلى المجتمع الأوسع خارجها، ووُلدت مطبوعات أوكييو-إي الخشبية المعروفة والمقدرة في جميع أنحاء العالم اليوم من هذه البيئة، وهذه هي الحقيقة الأولى.

وفي الوقت نفسه، لم تكن أماكن المتعة لتعمل على الإطلاق لولا وجود شابات أجبرن على ممارسة الدعارة لسداد الديون. وعلى الرغم من أن الحكومة الشوغونية اتخذت خطوات لضمان القانون والنظام في الأماكن المرخصة، إلا أنهم لم يحموا حقوق الإنسان والنساء اللاتي عملن هناك. وحتى عصر ميجي، لم يكن مفهوم حقوق الإنسان في حد ذاته موجودا، ولا يمكننا تبرير أو أخذ الإنتاجات الثقافية لفترة من دون مثل هذه الفكرة.

”ولكن على الجانب الآخر، قد نسأل أنفسنا ما إذا كانت حقوق المرأة محمية حقا في مجتمع غير متكافئ، وتمزقه تفاوتات شاسعة في الثروة والفرص كما نراها في اليابان اليوم. وأريد تسخير هذا المعرض لنقل رسالتي حول حقوق المرأة. بالإضافة إلى توفير فرصة للتعرف على مكان فريد من نوعه كان بمثابة بوتقة أساسية للثقافة اليابانية، آمل أن يساهم المعرض أيضا في إثارة وعي جديد بين الناس بالتحديات العديدة التي لا نزال نواجهها اليوم“.

(المقالة مكتوبة بناء على مقالة أخرى باللغة اليابانية بقلم إيتاكورا كيمي من Nippon.com. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: لوحة للفنان كيتاغاوا أوتامارو بعنوان ”أزهار الكرز في يوشيوارا“، حوالي عام 1793. بإذن من Wadsworth Atheneum Museum of Art, Hartford. The Ella Gallup Sumner and Mary Catlin Sumner Collection Fund)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | الاستغلال الجنسي والثقافة: النعيم والجحيم في حي المتعة يوشيوارا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :