في 29 يناير/ كانون الثاني 2024 تم العثور على مؤلفة المانغا أشيهارا هيناكو ميتة. أعلنت الشرطة أنها حادثة انتحار وكشفت التفاصيل بعد ذلك أن السبب هو عدم رضاها عن النسخة التلفزيونية من المانغا ”تاناكا المثيرة“ التي ألّفتها وما تبع ذلك من مشاكل مع قناة NTV المنتجة لعدم وفائها بوعودها بالالتزام بالمانغا الأصلية. أثار كل هذا موجة من الانتقادات والسخط والتشكيك في مدى فعالية قوانين حماية الملكية الفكرية وحق المؤلفين اليابانيين في النزاهة، فمن يا ترى صاحب الحق في هذا النزاع، المؤلفة، أم دار نشر المانغا أم قناة NTV؟
جرح كبرياء مؤلفة
في وقت سابق من هذا العام، وتحديداً في 29 يناير/ كانون الثاني، تم العثور على أشيهارا هيناكو، مؤلفة المانغا الشهيرة تاناكا المثيرة (Sexy Tanaka-san)، البالغة من العمر 50 عامًا، ميتة في نيكو بمحافظة توتشيغي. كان قد تم الإبلاغ عن اختفائها في اليوم السابق، وكشفت الشرطة أنه تم العثور على مذكرة في منزلها وأنهم كانوا يتعاملون مع وفاتها على أنها انتحار.
لقد تم ربط انتحار أشيهارا بمدونة نشرتها قبل أيام قليلة فقط أعربت فيها عن عدم رضاها عن النسخة التلفزيونية من مسلسل ” تاناكا المثيرة“ الذي تم بثه من أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023.
كانت أشيهارا قد أعطت سابقًا شوغاكوكان، مدير حقوق الطبع والنشر وناشر المانغا الأصلية، الإذن للعمل مع شبكة تلفزيون نيبون NTV من أجل وضع القصة الأصلية في إطارها التلفزيوني المناسب. لكنها طلبت، كشرط غير قابل للتفاوض، أن تظل نسخة الشاشة وفية للمانغا الأصلية.
لكن في 26 يناير/ كانون الثاني، نشرت أشيهارا مدونة اتهمت فيها شبكة NTV بعدم الالتزام بالشروط والوعود التي قطعتها على نفسها. وبعد يومين، حذفت أشيهارا هذا المنشور وقدمت اعتذارًا قائلة إنها ”لم تقصد مهاجمة أي شخص“ مشارك في الإنتاج. في نفس اليوم، تم الإبلاغ عن اختفائها.
بالنظر إلى التقارير والنقاشات التي أعقبت وفاة أشيهارا، يتضح أنه قد تم تجاهل بعض التفاصيل الحيوية، وهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي يجب توضيحها فيما يتعلق بتعديل المحتوى الأصلي مع النسخة التلفزيونية أو السينمائية، فتسليط الضوء على هذه المشكلات يساعدنا على وضع شكاوى أشيهارا في سياقها الصحيح وتحميل الناشرين وشركات الإنتاج المسؤولية عن الضيق الذي يسببونه في كثير من الأحيان لمنشئي المحتوى الأصلي الذين يحاولون فقط الدفاع عن حقوقهم.
صراعات في كواليس تحويل المانغا إلى عمل تلفزيوني
إحدى القضايا الرئيسية التي خلقت المشاكل بين أشيهارا وشبكة NTV كانت مسألة إتاحة وقت التحضير الكافي لوضع القصة الأصلية في إطارها التلفزيوني المناسب. عادة، يتم الانتهاء من محتوى الإنتاج قبل حوالي 10 أشهر إلى سنة من موعد بثه. لكن أشيهارا لم تمنح الضوء الأخضر لاستخدام عملها إلا في يونيو/ حزيران 2023 وكان حينها السيناريو، بما في ذلك الحلقات النهائية، لا يزال قيد الكتابة حيث بدأ بث العرض في أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام.
بالإضافة إلى الجدول الزمني المتسرع، كان هناك تعقيد آخر يتمثل في الشروط التي وضعتها أشيهارا. ففي منشور لها على مدونتها في شهر يناير/ كانون الثاني، ناقشت كيف تفاوضت على شروط أخرى مع شبكة NTV، مثل القدرة على تعديل سيناريوهات الحلقات اللاحقة إذا لم تكن راضية عن رؤية NTV.
وعندما سئل عن ذلك، قال منتج تلفزيوني من محطة تلفزيون يابانية أخرى: ”هذه شروط صارمة للغاية. بالنسبة لي، ما كنت لأستمر في إنتاج العمل مع مؤلف كهذا في مثل هذه المرحلة.
وهذا يثير تساؤلات حول سبب استمرار شبكة NTV في الإنتاج رغم الظروف الصعبة والجدول الزمني الضيق للغاية. فهل كانت الشبكة يائسة لتقديم شيء ما نظراً لعدم وجود بديل؟ وهل كانت تنوي حقًا احترام رغبات أشيهارا؟
هناك سوابق تمت فيها إعادة الأعمال المعدلة للعرض التليفزيوني أو السينمائي إلى مرحلة طاولة الرسم بسبب شكاوى من المؤلفين الأصليين.
ولعل أحد الأمثلة على ذلك هو مسلسل نودامي كانتابيلي 2006 الذي يُعرض على تلفزيون فوجي، والمستوحى من مانغا شهيرة للكاتبة توموكو نينوميا. حيث كان من المقرر أن يقوم بدور البطولة في العرض الأصلي أوينو جوري وأوكادا جونيئتشي وأن يتم بثه على قناة TBS في عام 2005. لكن قناة TBS ألغت العرض في النهاية عندما عارضت نينوميا تدخل وكالة المواهب التابعة لأوكادا (Johnny and Associates) والتي أصبح اسمها الآن Smile-Up))، حيث أرادت الوكالة تغيير النص واختيار الأغنية الرئيسية للعرض. وعليه، فقد تمت إعادة إنتاج النسخة الحية في النهاية على تلفزيون فوجي في العام التالي، وهذه المرة كانت البطولة من نصيب تاماكي هيروشي بدلاً من أوكادا أمام أوينو جوري.
بنات أفكار المؤلفة تتحول إلى أسوأ كوابيسها
لقد واجه إنتاج مسلسل تاناكا المثيرة العديد من التعقيدات الأخرى.
بدأ التسلسل الأصلي للمانغا في عام 2018 في مجلة Anekei Petite Comic الشهرية. وكما أوضحت أشيهارا في مدونتها، فإن قصة المانغا لم تكن قد اكتملت بعد عندما بدأ الإنتاج، فنظرًا لعدم وجود محتوى مصدر أصلي يستند إليه السيناريو، ولأن المسلسل التلفزيوني كان سيختتم القصة قبل أن ينتهي مسار أحداث قصة المانغا بالكامل، طالبت أشيهارا بحق التحكم الإبداعي في الحلقات النهائية، ومن ثم قدمت ملخصًا وحوارًا للحلقات النهائية إلى NTV واحتفظت بالحق في كتابة سيناريو الحلقات النهائية بنفسها إذا كانت غير راضية عن رؤية الشبكة.
كانت أشيهارا تعلم أن مطالبها صارمة بشكل غير عادي بالنسبة للصناعة وطلبت مرارًا وتكرارًا من NTV التأكد من أن الشبكة تفهم هذه المطالب وأنها ستعمل على تلبيتها. ولم تمنح الضوء الأخضر للمضي قدماً في المشروع إلا بعد تلقيها هذه التطمينات في يونيو/ حزيران 2023.
بعد فترة وجيزة بدأت عملية الإنتاج، وسرعان ما تحققت مخاوف أشيهارا. وفي منشورها على مدونتها في شهر يناير/ كانون الثاني، اشتكت قائلة ”في كل مرة أرى فيها ملخصًا أو نصًا، أجده مختلفاً بشكل كبير عن النص الأصلي“، كما أن العديد من المشاهد التي كانت أشيهارا تراها محورية في المانغا كانت، دون أي سبب مقنع، إما مقطوعة أو لم يتم تصويرها بشكل صحيح أو تم وصفها بطريقة مختلفة تمامًا عما قصدته. كما أن الحلقات الثلاث الأخيرة جاءت بعيدة كل البعد عن سيناريو النهاية الذي حددته لـ NTV في وقت سابق من هذه العملية. مما دفع أشيهارا إلى تولّي كتابة سيناريو الحلقتين الختاميتين بنفسها - وهو حدث غير عادي على الإطلاق في عالم الإنتاج التلفزيوني – إلا أنها توقعت حدوث هذا منذ البداية.
لذلك نشأت فجوة لا يمكن احتواؤها بين أشيهارا وشبكة NTV أثناء التحضير السريع للمسلسل وبثه. وأشار المنتج المذكور أعلاه إلى أن قناة NTV ربما تكون قد قامت بتأويل شروط أشيهارا في وقت الاتفاق لخدمة مصالحها الذاتية، ولكنها لم تأخذها على محمل الجد في نهاية الأمر.
سجال على مواقع التواصل الاجتماعي
هذه ليست مجرد مسألة كبرياء مجروح. فإذا صحّت شكاوى أشيهارا ووصفها للأحداث، تكون قناة NTV قد انتهكت ”حقها في النزاهة“، وهو أحد ”الحقوق الأخلاقية للمؤلفين“ المنصوص عليها في تشريعات حقوق الطبع والنشر بالإضافة إلى حقوق ”الملكية“.
تنص المادة 20 (1) من قانون حق المؤلف الياباني (القسم 3، القسم الفرعي 2) على ما يلي:
يحق لمؤلف العمل الحفاظ على سلامة هذا العمل وعنوانه، ولا يجوز أن يتعرض لأي تغيير أو قطع أو تعديل آخر عليه يتعارض مع نية المؤلف.
وهذا يعني بشكل مباشر أن الأعمال الثانوية مثل تعديلات الشاشة لا يمكنها إجراء تغييرات جوهرية على العمل الأصلي دون الحصول على موافقة المؤلف الأصلي. المنتجون ملزمون بالاستماع إلى المؤلف إذا أبدى أي تحفظات.
على سبيل المثال، كانت إنتاجات TBS لهانزاوا ناوكي (2013 و2020)، استنادًا إلى رواية إيكيدو جون، مختلفة تمامًا عن المصدر الأصلي، ولم تكن هذه مشكلة لأن إيكيدو وافق على التعديلات. لكن في حالة فيلم ”تاناكا المثيرة“، أكدت أشيهارا صراحةً على طلبها بأن تظل نسخة الشاشة وفية للمحتوى الأصلي.
كان تعديل تلفزيون أساهي عام 1994 لمانغا Yagami-kun no katei no jijō (شؤون عائلة ياغامي) للمؤلفة كوسونوكي كاي مختلفًا تمامًا. نظرًا لأن محتوى الإنتاج التلفزيوني أصبح مختلفًا بشكل كبير عن المحتوى الأصلي، فقد غيّر تلفزيون أساهي الطريقة التي نسب بها مساهمة كوسونوكي. في بداية المسلسل، كان يُنسب إليها الفضل لكونها مؤلفة العمل الأصلي ولكن لاحقًا في السلسلة كان لها الفضل فقط في ”صياغة“ تعديل الشاشة. في 27 يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أعربت كوسونوكي عن غضبها على موقع X (تويتر سابقًا) بشأن وضع أشيهارا، نظرًا لتجربتها الخاصة. حتى أن كوسونوكي قالت إنها في حالتها توقفت عن مشاهدة المسلسل التلفزيوني المستوحى من عملها في منتصف العرض بسبب الاختلافات الهائلة بينه وبين محتوى المانغا الأصلية التي ألّفتها، وأنها لم تعرف حتى ما حدث في الحلقة الأخيرة.
عندما يشتكي المؤلفون الأصليون بهذه الطريقة من محتوى التعديلات على الشاشة، عادة ما يرفض المنتجون ذلك من خلال التلميح إلى أن الكتّاب فئة ”يصعب للغاية إرضاؤها“ وأنهم ”لا يعرفون العناصر اللازمة لصناعة دراما جيدة“. لكن الحقيقة أن عدم الامتثال للنص الأصلي في النسخة التلفزيونية من مانغا أشيهارا يمثل مشكلة في صناعة التلفزيون منذ فترة طويلة.
والحقيقة هي أن العديد من إنتاجات الشاشة التي تستخدم المحتوى الأصلي تجري عددًا لا نهاية له من التعديلات التي لا يوافق عليها المؤلف الأصلي صراحةً والتي يمكن أن تنتهك ”الحق في النزاهة“. وإذا اشتكى المؤلفون، فإن بعض المنتجين لا يعتذرون ويردون ببساطة بالقول ”إذا كنت لا تريد إجراء أي تغييرات، كان عليك أن ترفض في البداية“.
والحقيقة أن صلف المنتجين هذا يكمن وراءه اعتقاد مفاده أن شركات التلفزيون تسدي معروفًا للمؤلفين من خلال عرض أعمالهم على الشاشة، حيث تفترض أن العرض التلفزيوني سيؤدي إلى زيادة كبيرة في مبيعات المانغا الأصلية.
الحلقة المفقودة بين المؤلف والناشر ومحطات التلفزيون
في أغلب الأحيان، عندما يتم اقتباس مانغا أو رواية، لا يكون الاتفاق أكثر من مجرد عقد شفهي، خاصة فيما يتعلق بالتفاصيل الدقيقة. ويشكل هذا النقص في التوثيق مصدرًا آخر للمشاكل كما يعد تأكيداً على عدم الاهتمام بالامتثال.
في 2 فبراير/ شباط من هذا العام، تفاعل مؤلف المانغا ساتو شوهو، الذي تم تحويل روايته Say Hello to Black Jack and Umizaru إلى عرض مرئي، أيضًا مع وفاة أشيهارا من خلال مشاركة تجربته. يُعرف ساتو بأنه أحد أبرز المعلقين في عالم المانغا، وقد أوضح في سلسلة من المنشورات على منصة Note كيف تزايد عدم ثقته تجاه الناشرين وشركات الإنتاج مع مرور الوقت، وقال إن الناشرين يريدون فقط ”إبرام عقد لتحويل الأعمال الأصلية إلى فيلم أو سلسلة حتى يتمكنوا من بيع المزيد من الكتب“.
شارك ساتو أيضًا كيف بدأ يفقد الثقة في هذه الصناعة أثناء تحويل مانغا Umizaru إلى أربعة أفلام. وقد أعلن بعد ذلك انفصاله عن تلفزيون فوجي الذي أنتج نسخة الشاشة من Umizaru.
يبدو أن رغبات المؤلف الأصلي غالبًا ما تأتي في المرتبة الثانية في هذه الصناعة. ومع ذلك، فإن حقوق المؤلفين منصوص عليها في القانون، وفي نهاية المطاف، فإن حماية حقوق النشر هذه هي التي تسمح للناشرين والمنتجين بتحقيق أرباح ضخمة من المحتوى الحصري الذي ينتجه المؤلفون. لكنها في نفس الوقت، لا تزال تسبب الضيق للمؤلفين.
كما أشار ساتو في منشوره على منصة Note إلى أن العلاقة المعقدة بين مؤلفي المحتوى الأصلي وشركات النشر وشركات الإنتاج التلفزيوني هي أحد العوامل المربكة الرئيسية:
يفرض بعض فناني المانغا شروطًا على تحويل أعمالهم إلى عروض تلفزيونية أو سينمائية وينقلون هذه الشروط إلى ناشريهم، لكن ما إذا كان الناشرون ينقلون هذه المتطلبات إلى محطات التلفزيون أو شركات الإنتاج أم لا، فهذا أمر آخر، ذلك أن الناشرين يعلمون أنهم إن تمسكوا بتحقيق شروط المؤلفين وقاموا بتهيئة ظروف مزعجة ومختلفة في البداية، فإن المفاوضات تصبح معقدة، وقد يتخلى المنتجون عن المشروع.
وهذا يثير التساؤل حول مدى قدرة شوغاكوكان على نقل رغبات أشيهارا إلى شبكة NTV.
في النهاية، ومن أجل الحفاظ على سلامة عملها، كان على أشيهارا أن تتدخل وتكتب السيناريو بنفسها. ثم، في منشور مدونتها، كان عليها أن تشرح سبب اتخاذها للقرارات التي اتخذتها لإنهاء القصة في مثل هذه البيئة المضغوطة. لم يكن عليها أبدًا اللجوء إلى خوض هذه المعركة بمفردها. لقد كانت نهاية حزينة للغاية لمبدعة موهوبة.
في 8 فبراير/ شباط، نشر المحررون من القسم الأول للقصص المصورة في شوغاكوكان رسالة جماعية على موقعهم على الإنترنت تعكس الظروف المحيطة بإنتاج مسلسل ” تاناكا المثيرة“ ووفاة أشيهارا. بالإضافة إلى تعبيرهم عن صدمتهم، قال المحررون إن الناشرين بحاجة إلى بذل جهود أكبر لرفع مستوى الوعي حول ”الحقوق الأخلاقية“ التي يمتلكها منشئو المحتوى الأصليون والتي تعد مستقلة عن حقوق الملكية وأي اتفاق - وضمان احترامها. ولتجنب حدوث موقف آخر مثل موقف أشيهارا، قال المحررون إنه ”يجب أن يشعر المؤلفون بأنه من الطبيعي بالنسبة لهم التعبير عن رأيهم حول كيفية اقتباس أعمالهم والتأكيد على حقوقهم“.
ومع ذلك، لا يزال على شوغاكوكان مسؤولية اجتماعية بأن تقوم بالتحقيق في الظروف المحيطة باستجابتهم لرغبات أشيهارا، وما إذا كانوا قد حاولوا بالفعل حماية حقها في النزاهة، ومن ثم نشر نتائج هذا التحقيق.
أشيهارا ليست أول المتضررين من شركات الإنتاج
كانت هناك قضايا قانونية تتعلق بالفصل في الحقوق الأخلاقية وحقوق الملكية المتعلقة بتعديل العمل الأصلي. في عام 2012، رفعت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK دعوى قضائية في محكمة محافظة طوكيو ضد الناشر كودانشا بونكو، الذي أدار حقوق تحويل رواية (صفر، ثمانية، صفر، سبعة) للمؤلف تسوجيمورا ميزوكي إلى عمل تلفزيوني. حيث حصلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK على إذن بتحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني من الناشر كودانشا وكانت على وشك بدء التصوير. إلا أن تسوجيمورا سحب الإذن في اللحظة الأخيرة بسبب وجود فجوة كبيرة بين القصة الأصلية والسيناريو الذي يصور العلاقة بين الشخصية الرئيسية ووالدتها – وهي العلاقة التي تعد المحور الرئيسي للعمل الأصلي.
وطالبت الدعوى القضائية التي رفعتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) بتعويض قدره 60 مليون ين من شركة كودانشا عن النفقات المتكبدة بالفعل. ومع ذلك، طلبت تسوجيمورا إجراء عدة تنقيحات على النص، وهو الأمر الذي رفضته NHK. ومن الغريب أن تمتلك هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) الجرأة ليس فقط كي ترفض طلب المؤلفة إجراء تعديلات على النص، متجاهلةً بذلك حق المؤلفين في النزاهة، ولكن أيضاً لتتوجه إلى المحكمة مطالبةً بتعويضات ردًا على محاولة المؤلفة الحفاظ على حقوقها.
أكدت تسوجيمورا، التي لم تشعر بالارتياح للسيناريو، أمام المحكمة: ”لن أتخلى عن طفلي العزيز مطلقاً“. أثناء المحاكمة، قدمت كودانشا أيضًا بيانًا من المؤلف كيغو هيغاشينو، الذي قام بتعديل العديد من الأعمال لتُعرض على الشاشة، ينص بوضوح على أنه ”يُسمح فقط بالتعديلات التي أذن بها المؤلف الأصلي“ في عملية الإنتاج.
في نهاية المطاف، رفضت محكمة محافظة طوكيو دعوى هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK في عام 2015. وقضت بأنه بما أن تسوجيمورا نفسها لم توافق على السيناريو في النهاية، فإنه ”لم يتم إنشاء أي علاقة تعاقدية“. في الواقع، لم يكن هناك عقد مكتوب بين الناشر كودانشا وهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK في هذه الحالة، كما جرت العادة في هذا المجال - وهو أمر ربما لا يُصدق في المجالات الأخرى. بعد ذلك، استأنفت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) الأمر أمام محكمة طوكيو العليا، لكنها قامت في النهاية بتسوية القضية وفقًا للقرار الصادر في القضية الأولى.
كي لا تتكرر المأساة
أعربت أيزاوا توموكو، كاتبة السيناريو التي يرجع لها الفضل في كتابة الحلقات الثماني الأولى من مسلسل ”تاناكا المثيرة“، عن حيرتها بشأن عملية الإنتاج على إنستغرام في أواخر عام 2023. وقالت إنها لم تشهد أبدًا في الماضي موقفًا يتدخل فيه منشئ المحتوى الأصلي في عملية كتابة سيناريو الحلقات النهائية للعرض. وقد فُسّرت كلمات أيزاوا في ذلك الوقت على أنها تشعر بالإحباط تجاه أسلوب أشيهارا، مما أثار جدلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. من المحتمل أيضًا أن يكون هذا قد عجّل بانضمام أشيهارا إلى منصة X في يناير/ كانون الثاني 2024 وسعيها لتوضيح كيف شاركت في كتابة السيناريو في منشور مدونتها بتاريخ 26 يناير/ كانون الثاني.
بعد وفاة أشيهارا، أصدرت أيزاوا بيانًا على إنستغرام بتاريخ 8 فبراير/ شباط قالت فيه ”شعرت بصدمة كبيرة وما زلت في حالة حزن عميق“. لقد كانت عاجزة عن الكلام بشأن ما ذُكر في تدوينة 26 يناير/كانون الثاني، وأوضحت أنها لم تكن على علم بظروف أشيهارا، ولم تكن ملمّة بأبعاد الموقف، كما أعربت عن أسفها إزاء هذا الوضع، قائلة: ”لا أستطيع التوقف عن التفكير في أن الأمور ربما كانت ستسير بشكل مختلف لو كنت أعرف حقيقة هذا الأمر“.
في 15 فبراير/ شباط، اعتذرت شبكة NTV لقرّاء مانغا ”Sexy Tanaka-san“ والمشاهدين وفناني الأداء، قائلة: ”نشعر بندم عميق على الضيق الكبير الذي تسببنا فيه“. كما أعلنت عن تشكيل فريق تحقيق داخلي خاص، مستقل عن قسم الإنتاج الدرامي، بالتعاون مع مؤسسة شوغاكوكان وخبراء خارجيين. وجاء في البيان: ”سنمضي قدمًا على الفور في التحقيق، وسنراجع الوضع بإخلاص، وسوف نسعى جاهدين لصياغة عملية تسمح لجميع المؤلفين الأصليين وكتّاب السيناريو ومنتجي البرامج وغيرهم بالعمل على الإنتاج بأكبر قدر ممكن من راحة البال“.
إلا أن كل هذا بدا وكأنه قليل جدًا، ومتأخر جدًا، لأنه جاء بعد أكثر من أسبوعين من وفاة أشيهارا.
وفي 22 فبراير/ شباط، أعلنت شبكة NTV أنها لن تبث نسخة مقتبسة من مانغا مختلفة نشرتها شوغاكوكان وكان من المقرر في الأصل بثها اعتبارًا من أبريل/ نيسان. وبحسب ما ورد فإن القرار قد جاء نتيجة للمناقشات بين الشركتين. ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون هذا القرار قد تم اتخاذه بهدف حماية الحقوق الأخلاقية للمؤلفين الأصليين بشكل أفضل في المستقبل.
لمنع تكرار هذه المأساة، يجب على كل من شبكة NTV ومؤسسة شوغاكوكان إجراء تحقيق شامل والكشف عن الحقائق. كما يجب أن يحرص القائمون على الإنتاج على التشاور مع المؤلفين الأصليين والامتثال لرغباتهم. إن صياغة العقود المكتوبة وزيادة احترام حقوق النزاهة هي خطوات أولى وأساسية يجب اتخاذها في هذه العملية.
(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية بتاريخ 25 فبراير/شباط 2024، الترجمة من الإنكليزية. صور العنوان: على اليسار، المقر الرئيسي لشبكة NTV، جيجي برس. على اليمين، أغلفة مانغا ”تاناكا المثيرة“ بقلم أشيهارا هيناكو، © كيودو)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | العملية المعقدة لتحويل المانغا إلى عمل تلفزيوني في اليابان.. صراعات قضائية وضغوطات كبيرة تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :