’’شوكان‘‘ هو ذلك الوقت من العام الذي تشتد فيه حدة البرد. ويُعرف أيضا باسم ’’كان نو إيري (بداية البرد)‘‘، حيث يبدأ الناس فعلا بالشعور بأن فصل الشتاء قد حلّ حقا.
يبدأ الفصل الشمسي ”شوكان (برد أقل)“ في 6 يناير/كانون الثاني تقريبا وفق التقويم الحديث. ويُطلق على الشهر الممتد من شوكان إلى ”ريشّون (بداية الربيع)“ رسميا اسم ”كان نو أوتشي أو (في خضم البرد)“. ينخرط بعض الأشخاص في طقوس السباحة في الهواء الطلق أو أنشطة مماثلة لتقوية الأبدان. كما يبدأ في هذا الوقت تقريبا تحضير الأطعمة المخمرة مثل الساكي والميسو وصلصة الصويا.
تتناول هذه المقالة الأحداث والظواهر الطبيعية في الفترة من 6-19 يناير/كانون الثاني تقريبا.
النرجس البري
تشتهر أزهار النرجس البري بقوتها ما يمكنها من الإزهار حتى في الظروف الجوية الثلجية. ويطلق عليها أيضا اسم ”كينسينكا (تعني حرفيا ’زهرة كأس الساكي الذهبي‘)“، في إشارة إلى الإكليل الذهبي الموجود في وسط الزهرة. تعود أصول أزهار النرجس البري إلى شمالي إفريقيا وإسبانيا، ومن المحتمل أنها وصلت إلى اليابان عبر طريق الحرير القديم. وهناك نظرية أخرى بشأن وصولها إلى اليابان تقول إن بصيلات هذه الأزهار جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، حيث إنها تنمو في البرية بالقرب من السواحل اليابانية. ورد أول ذكر لأزهار النرجس البري في فترة موروماتشي (1333-1568)، وكانت تعتبر زهرة مبجلة خلال فترة أزوتشي-موموياما (1568-1603). موسم إزهار هذه النباتات طويل، حيث يمتد في بعض أنواعها إلى أواخر أبريل/نيسان.
النرجس الياباني (© بيكستا).
ناناكوسا غايو (عصيدة 7 أعشاب) (7 يناير/كانون الثاني)
يعد ”جينجيتسو (يعني حرفيا ’يوم الإنسان‘)“ أحد المهرجانات الموسمية الخمسة الرئيسية في اليابان ويتم الاحتفال به في 7 يناير/كانون الثاني. ومن المعتاد في هذا الوقت تناول ناناكوسا غايو (عصيدة الأرز المطبوخة مع 7 أعشاب) أملا بالتمتع بصحة جيدة. والأعشاب الربيعية السبعة المستخدمة في العصيدة هي ”سيري (الكرفس المائي)“ و ”نازونا (محفظة الراعي)“ و ”غوغيو (الحريشة)“ و ”هاكوبيرا (عشبة الطير)“ و ”هوتوكينوزا (عشب الضروع)“ و ”سوزوشيرو (فجل الدايكون)“ و ”سوزونا (سَلجَم/لفت)“. تبيع المتاجر حزما من الأعشاب السبعة في الفترة التي تسبق جينجيتسو. كما تمنح عصيدة الأرز المكونة من سبعة أعشاب الجهاز الهضمي راحة هو بحاجة لها بعد الإسراف في الأكل والشرب أثناء موسم العطلات.
على اليسار الأعشاب السبعة (من اليسار): ”هاكوبيرا (عشبة الطير)“، ”نازونا (محفظة الراعي)“، ”هوتوكينوزا (عشب الضروع)“، ”سيري (الكرفس المائي)“، ”غوغيو (الحريشة)“، ”سوزوشيرو (فجل الدايكون)“، ”سوزونا (سَلجَم)“، قدر من ناناكوسا غايو (© بيكستا).
كاغامي بيراكي (11 يناير/كانون الثاني)
”كاغامي موتشي (تعني حرفيا ’كعكة أرز المرآة‘)“ هي أحد مكونات الزينة اليابانية التقليدية بمناسبة العام الجديد ويتم تقديمها لآلهة السنة الجديدة. ففي 11 يناير/كانون الثاني تُفتت كعكة موتشي إلى قطع بعد أن تصبح صلبة وذلك باستخدام مطرقة خشبية غالبا، ثم تطبخ ويتم تناولها للصلاة من أجل الصحة الجيدة وتجنب سوء الحظ. ولأن الآلهة ”تسكن“ في كعكة موتشي، فإن تقطيعها بسكينة يعتبر من المحرمات. ويُشار إلى عملية تفتيت كعكة الأرز باسم ”بيراكي (يفتح)“، وهو ما يحمل دلالات ميمونة. يمكن استخدام القطع لصنع مقرمشات الأرز، أو إضافتها إلى زوني (حساء الخضار والموتشي)، أو شيروكو (حساء حلو من حبوب أزوكي). ويعتقد اليابانيون أن كاغامي موتشي تضفي حيوية عند تناولها.
مطرقة (يسار)، شيروكو (حساء فول أزوكي الحلو) مع موتشي (© بيكستا).
توكا إبيسو (9-11 يناير/كانون الثاني)
يعتقد اليابانيون أن إبيسو هو أحد شيتشيفوكوجين (آلهة الحظ السبعة) ويجلب الحظ السعيد لصيد الأسماك التجاري والأعمال التجارية الأخرى. وتقيم المعابد البوذية والشينتوية المكرسة لإيبيسو مهرجانا شعبيا يستمر لمدة 3 أيام اعتبارا من 9 يناير/كانون الثاني. يشتري الكثير من المصلين فوكوزاسا مزخرفة (أغصان الخيزران المحظوظة) أو عصى للزينة تعرف باسم ”كومادي (حرفيا ’أقدام الدب‘)“ لوضعها في أماكن عملهم.
صورة لـ”إبيسو“ إله الصيد والأعمال وهو يحمل صنارة صيد وسمكة دنيس البحر (يسار)، زينة توكا إبيسو الاحتفالية (© بيكستا).
أشهر 3 معابد مكرسة لإبيسو هي معبد نيشينومييا في محافظة هيوغو ومعبد إيمامييا إبيسو في أوساكا ومعبد كيوتو إبيسو. يقيم معبد نيشينومييا طقوسا لاختيار الرجل المحظوظ في كل عام عندما تفتح بوابات المعبد في تمام الساعة السادسة صباح يوم 10 يناير/كانون الثاني. يتسابق المصلون على طريق يبلغ طوله 230 مترا للوصول إلى المبنى الرئيسي في المعبد، ويُوسَم المتسابقون الثلاثة الأوائل بأنهم ”الرجال المحظوظون“ لهذا العام.
شارك نحو 6 آلاف عداء على نيل لقب ”الرجل المحظوظ“ للعام في السباق السنوي بمعبد نيشينومييا في محافظة هيوغو، في 10 يناير/كانون الثاني 2016 (© جيجي برس).
توندوياكي/دونتوياكي (بين 7 و15 يناير/كانون الثاني)
تقيم المعابد البوذية والشينتوية في شهر يناير/كانون الثاني طقوس حرق ”شيميناوا (الحبل المقدس)“ وغيرها من زينة رأس السنة الجديدة التي كانت معلقة في منازل الناس. كما يحضر بعض الأشخاص ”كاكيزومي (أول لوحة يخطها بالفرشاة في العام)“ من أجل حرقها. يختلف تاريخ إجراء هذه الطقوس وحتى اسمها من منطقة إلى أخرى. ويعتقد اليابانيون أن حرق هذه الزينة ”يرسل“ الآلهة إلى السماء مجددا، ويؤمنون أن ذلك يجلب الصحة الجيدة طوال العام.
دونتوياكي (© بيكستا).
سَلجَم/لفت
اللفت هو أحد الأعشاب الربيعية السبعة. يُعرف اليوم باسم كابو في اليابان، ولكن في العصور القديمة كانت يسمى ”سوزونا (تعني ’خضروات الجرس‘)“ نظرا إلى شكلها. ورد ذكر اللفت في سجل نيهون شوكي القديم، وتوجد سلالات مختلفة منه منتشرة في جميع أنحاء اليابان. وهناك ”شوغوئن كابو“ العملاق حيث يصل قطره إلى 20 سم، والذي يستخدم لصنع شرائح مخلل سينمايزوكي الشهير الخاص بكيوتو. وكلما كان الطقس أكثر برودة أثناء نمو اللفت أصبح مذاقه أحلى. يمكن غلي هذه النباتات بسهولة، ما يجعلها مكونا مثاليا لمجموعة من قدور اليخنة الساخنة أو في السلطات الدافئة.
شونغيكو (إكليل الأقحوان)
”شونغيكو (يعني حرفيا ’أقحوان الربيع‘)“ هو أحد المكونات الأساسية في الأطباق الساخنة. يُعرف أيضا في منطقة كانساي باسم كيكونا. تضفي هذه الخضراوات رائحة مميزة وطعما مرا إلى الأطباق. تحتوي أوراقها على نسبة وفيرة من البيتا كاروتين، والتي يقال إنها تعمل على تحسين حالة الجلد، وتساعد على منع نزلات البرد.
شونغيكو غير مطبوخ (يسار)، شونغيكو متبل بصلصة السمسم (© بيكستا).
البرتقال الذهبي
البرتقال الذهبي هو فاكهة حمضية ذات قشرة رقيقة وحجم صغير يمكن تناولها كاملة. الاسم الياباني له ”كينكان“ وهو مزيج من ”كين (ذهبي)“ و ”كان (من ’ميكان‘ أي الماندرين)“. يأتي نحو 70% من محصول البرتقال الذهبي في اليابان من محافظة مييازاكي. تكون القشرة غنية بفيتامين C ويمكن حفظها كاملة في السكر لاستخدامها من أجل تخفيف السعال، أو تحليتها لتصبح حلوى ”كانروني“. يكون البرتقال الذهبي الناضج تماما حلوا ومر الطعم في نفس الوقت، ويمكن تناوله كاملا.
عناقيد من البرتقال الذهبي (يسار)، كانروني (برتقال ذهبي محلى) (© بيكستا).
أنكو (سمك الإوز)
تعيش سمكة الإوز في أعماق البحار، وعلى الرغم من مظهرها القبيح إلى حد ما، إلا أنها طعام شتوي شائع. تتكون السمكة من 7 أجزاء رئيسية هي: الزعانف والجلد والخياشيم والكبد والمعدة والمبيض واللحم. وتشتهر تلك الأسماك بأنها تستهلك بالكامل ولا يرمى منها أي جزء، حتى الذيل والخد ولحم الذقن يمكن أكلها. تعد أسماك الإوز مثالية في الأطباق الساخنة، ويضفي الكبد نكهة قوية على الأطباق.
سمكة الإوز (يسار)، قدر ساخن من سمكة الإوز (© بيكستا).
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بإشراف إينوي شويي الباحث والمؤلف في التقويمات وهو أيضا كاهن شينتو ومحاضر زائر في جامعة توهوكو فوكوشي. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: طيور بجع تسبح في بحيرة. © بيكستا)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | فصل”شوكان“ ... برد أقل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :