انت الان تتابع خبر المجمعات الاستثمارية.. حل ازمة "جيوب المستثمرين" ؟ ام ازمة السكن؟ والان مع التفاصيل
لكن، عند الحديث عن المجمعات السكنية الاستثمارية في العراق، فيمكن وصفها بأنها أكبر عملية تربّح غير انسانية، تكاد تساوي التربح بالأرواح، فأزمة السكن في العراق لا يمكن اعتبارها غير أنها "نكبة" شأنها شأن الكوارث الطبيعية التي تضرب بلد ما وتهجّر الشعوب، ومن الطبيعي ان التجارة بالنكبات هي عملية غير إخلاقية على اقل تقدير.
من الحصار الى "الراتب".. تعطش لتأسيس العوائل والمنازل
في بلد عانى لسنوات من الحصار وصعوبة العيش، ثم أقدم فجأة على بلد جديد فتحت له الاسواق العالمية لتصدير نفطه، ثم منح المواطنين رواتب شهرية حتى وان كانت محدودة، مع ارتفاع عدد السكان بـ15 مليون نسمة اضافية منذ 2003، دفعت السكان الى تعطش كبير على العقارات، ومن هذه النكبة، انطلقت وسيلة التربح الكبرى المتمثلة بالمشاريع الاستثمارية، التي شابتها مخالفات كبيرة ليس ابتداءً بالأسعار غير المعقولة ولا انتهاءً بمخالفات توزيع خارطة المجمعات ومنح الاراضي للمستثمرين والتخطيط العمراني والضغط على البنى التحتية.
معضلة بغداد.. 25% من سكان العراق يتكدسون بمدينة تشغل 1% من مساحة البلد
تعد أزمة العاصمة بغداد النموذج الأكبر والأبرز على أزمة السكن، فهذه المدينة التي تعادل مساحتها 1% فقط من اجمالي مساحة العراق، تضم لوحدها 25% من اجمالي عدد سكان العراق، لذلك كانت أزمة السكن في بغداد هي الأبرز مقارنة بباقي المحافظات العراقية.
المجمعات الاستثمارية.. 430 الف وحدة سكنية في العراق ونصفها ببغداد
ضمت العاصمة بغداد حوالي نصف عدد الوحدات السكنية الاستثمارية المخططة والتي بلغت 430 الف وحدة سكنية في العراق، من بينها اكثر من 200 الف وحدة في بغداد لوحدها موزعة على اكثر من 50 مجمعا سكنيا.
المشاريع السكنية تكدست في مركز العاصمة.. ضغط على المساحة والطرق والبنى التحتية
لكن وبالرغم من صغر مساحة العاصمة بغداد، لم تذهب خطط المشاريع الاستثمارية الى توسيع العاصمة، بل تراكمت في المركز وزادت من الاكتظاظ في العجلات وكذلك في عدد السكان، فضلا عن الضغط على البنى التحتية المتمثلة بالكهرباء والماء والطرقات والصرف الصحي.
التكدس خطة للتربح.. المستثمر يحصل على مواقع مميزة مجانا.. ويستخدم البنى التحتية الجاهزة
استغلال هذه المناطق في مركز بغداد، ينطوي على ربح مضاعف، الاول هو الحصول على اراضٍ مميزة بأسعار بخسة او مجانية من الدولة من قبل المستثمر، لتتحول الى وحدات سكنية لا يكلفه سعر المتر فيها اكثر من 450 الف دينار، ثم لا يحير كثيرا بالبنى التحتية فهي جاهزة ومتواجدة في مراكز المدن ما يجعل نفقاته اقل، ثم يستفيد من الموقع المميز ليبيع الوحدة السكنية بحوالي 3 اضعاف او 5 اضعاف الكلفة، اي ربح يصل لـ500%، فسعر المتر في الوحدة السكنية الواحدة يتراوح بين 1.5 مليون دينار ويصل الى 3 ملايين دينار للمتر الواحد في بعض المجمعات.
المجمعات السكنية.. تخادم بين اصحاب رؤوس الاموال ومن المستثمر واليه
وتحقيق هذا الربح المضاعف، بالتأكيد لا تقوى جيوب ذوي الدخل الضعيف او المتوسط على توفيره للمستثمرين، ومن هنا أصحت المجمعات السكنية الاستثمارية عملية تخادمية بين المستثمر وأصحاب رؤوس الاموال الذين يريدون الاستثمار أيضًا في هذه الوحدات السكنية، لتكون المجمعات الاستثمارية من المستثمر وإليه.. ولا تحمل من حل أزمة السكن شيئًا سوى اسمها.
هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم ورود الموزاني وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر هنا.
أخبار متعلقة :