الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: فجر الشاعر والكاتب والمثقف العماني المعروف سيف الرحبي، قنبلة غير مسبوقة من عيار ثقيل، كان مفترض أن تصدر عن سياسي باتع أو مراقب مخضرم خبير جزيل المعرفة في شؤون العلاقات الدولية وخصوصا علاقات الجوار والمصالح والأمن وتشابكاتهما والتداعيات المنتظرة.
القنبلة، حملتها منصة X (تويتر سابقا) وهي برسم صانعي القرار السياسي والاقتصادي والخبراء في دول الخليج العربية، وهي متعلقة بعلاقات هذه الدول بالهند "صديقتهم الكبرى" وبرميل تصدير البشر من مختلف الكفاءات الصنوف والمستويات، بلا عد أو حساب أو ضبط عبر العقود، وفي الأخير بلا رقابة من أي طرف، أو اهتمام ومابعة وتقييم لمخاطر.
اليمين الهندي
في التغريد، يقول سيف الرحبي: في ضوء صعود اليمين الشعوبي المتطرف مُجَسَّدًا في الحزب الهندوسي وزعيمه (مودي) الذي شرعَ ويستمر في نهجهِ العدواني في تحويل الهند على الصعيد الداخلي من دولةٍ متعددة الأديان والأعراق والاتجاهات السياسية والأفكار، إلى دولةٍ ذات طبيعةٍ هندوسية دينية مما يهدد السلم والتماسك الداخليَين وتتصاعد التهديدات والأخطار والتي يواجهها المسلمون خاصةً داعين إياهم إلى الذهاب (ثلاثمائة مليون مسلم) إلى باكستان أو أي دولة أخرى، وكذلك بقية الأديان، ووصل التهديد إلى نجوم السينما والمجتمع الأثرياء ممن يدعونهم ب(السوبر ستارز) الذين ينتمون إلى الإسلام، ويدعونهم أيضًا إلى تطليق زوجاتهم المنتميات سوسيولوجيًا إلى الهندوسية الغالبة. أي سلخُ الهند من علمانيتها وتعدديتها المعروفة التي قامت عليها الدولة والدستور والقوانين لهذه البلاد الشاسعة.
ويتابع: أخبرني أحد مثقفي الهند البارزين أن (مودي) وحزبه يقودان الهند بهذا النهج العدائي إلى أُتون حربٍ أهليةٍ بدأتْ مؤشراتها إبّان زحفِ وباء كورونا ونسبته إلى المسلمين أي أنهم هم سبب انتشاره في الهند. مما تسبب في اقتتال بين المسلمين والهندوس وزحفَ الهندوس على مساجد ومنازل المسلمين في أكثر من مدينة ومكان. وعلى طريقة الصهيونية المتطرفة التي تحكم كونَ إسرائيل دولة لليهود فقط والباقي لا مكان لهم في الأرض الموعودة لبني إسرائيل العائدين من تِيهِ الجغرافيا والتاريخ.
ويقول الرحبي: بناءً على ما تقدم، ألا ينبغي النظر بجدية وعمق إلى ما يجري في الهند من تحولاتٍ خطيرة وانعكاساتها المباشرة على أوضاع الخليج حيث الوجود الهندي القوي والكاسح اقتصاديًّا وديموغرافيًّا حيث يساوي عدد السكان الأصليين وربما يفوق.
لافتة تحذير
وفي لافتة تحذيرية يدعو الشاعر والكاتب المعروف الذي ترجمت مقالات وأشعاره في ثمانية دواوين إلى لغات عالمية، إلى تَبَنِّي رؤيةٍ يَقِظةٍ تمليها الوقائع والأحداث والتحولات الجارية في الواقع والمعيش، بعيدًا عن رؤيةِ لاهوت الثبات التاريخي والسياسي الساذجة ؟. وبعيدًا عن سلوك النعامة في دفن الرأس حين يدهم الخطر في بحر الرمال الهائج من حولنا ومن جهات مختلفة.
ويختم الرحبي بالقول: لننظر إلى البلدان العربية المركزية ودولها التي تشكل العَصَب الرئيس للذاكرة والثقافة العربيتين والمآلات التراجيدية التي آلت إليها تلك الشعوب برفعتها وقامتها العالية في الماضي الحضاري والتي لا تنقصها الإمكانات والآفاق لتعيد ذلك الماضي إلى دورة الراهن والمستقبل.
ويقول مراقب متابع للشأن الخليجي: في التغريدة كأن الرحبي يوجه الإنذار الأخير من "جهنم هندية لاهبة لا تبقي ولا تذر، وقودها الناس والحجارة وتبتلع إن لم تحرق الأخضر واليابس وكل شيء في الجوار الخليجي الهادىء على صفيح ساخن دائم".
متابعو X
ما تفجر في التغريدة، تلاقفه متابعو منصة X، وهم اتفقوا في مجمل آرائهم مع ما جاء سيف الرحبي، ويقول
أخبار متعلقة :