محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمد سامي:
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز معلومات التغيرات المناخية، بمركز البحوث الزراعية، الحالة القصوى وتكثيف العمل بوحدات الإنذار المبكر، بالمركز؛ لمتابعة ورصد الحالة المناخية، وإصدار التوصيات اللازمة للمزارعين؛ للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية خلال هذه الفترة، والبداية الفلكية لفصل الخريف في مصر.
وقال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية، إن ذلك يأتي في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بتكثيف إصدار التوصيات والإرشادات التطبيقية للمزارعين؛ بهدف الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
وأشار فهيم إلى أن ذلك الإجراء يأتي في وقت حاسم؛ حيث يشهد الخريف تقلبات جوية ملحوظة تؤثر على المحاصيل الزراعية، لافتًا إلى أهمية اتباع التوصيات الفنية المتعلقة بالتغيرات المناخية، لتجنب أية آثار سلبية للتغيرات المناخية؛ حيث تشير الدراسات المناخية إلى أن التغيرات المناخية، بما في ذلك زيادة التذبذبات الحرارية والجفاف وارتفاع معدلات التبخر، قد تؤدي إلى تراجع إنتاجية المحاصيل؛ خصوصًا في هذا الفصل الانتقالي بين الصيف والشتاء، في حال عدم اتباع التوصيات اللازمة.
وأكد رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية التزام وزارة الزراعة ومركز معلومات تغير المناخ، بتقديم الدعم المستمر للمزارعين، مع التركيز على مواجهة التحديات البيئية التي يفرضها التغير المناخي، وضمان استدامة القطاع الزراعي.
وأضاف فهيم أن مدة فصل الخريف هذا العام هي 89 يومًا و19 ساعة و38 دقيقة، علمًا بأنه يوم ذروة الاعتدال الخريفي ستشرق الشمس مباشرةً على خط الاستواء، ويتساوى طول النهار والليل في جميع أنحاء العالم، ويكون خريفاً في نصف الكرة الشمالي وربيعاً في نصف الكرة الجنوبي، لافتًا إلى أن فصل الخريف هو فصل انتقالي ينقل الأجواء من الصيف الساخن إلى الشتاء البارد تدريجيًّا، كما يغلب عليه الاعتدال في درجات الحرارة، ويشهد العديد من التقلبات الجوية الحادة والسريعة؛ خصوصًا في النصف الثاني منه، مع اقتراب فصل الشتاء، كما تتخلله موجات من الاضطرابات الجوية.
وأوضح رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية أن فصل الخريف عادته معتدل؛ لكنه في السنوات الأخيرة أصبح أكثر تعرضاً للتقلبات المناخية، لافتًا إلى أنه عندما يحدث الاعتدال الخريفي، تتركز أشعة الشمس على حافة الأرض وتكون الشمس فوق خط الاستواء مباشرةً، كذلك يطلق على القمر الكامل الأقرب ليوم الاعتدال الخريفي اسم "قمر الحصاد"، وهو مرتبط بالزراعة؛ إذ يرتفع القمر عند غروب الشمس، مما يوفر للمزارعين ضوءًا إضافيًّا يكفيهم لإنهاء حصادهم قبل بدء البرودة في الخريف، وقد ظهر "قمر الحصاد" حاليًّا، ولوحظ أن حجمه أكبر ودرجة إضاءته موسعة.
وقال فهيم إنه في الخريف يحدث انكماش فترة الاحترار اليومية؛ حيث انخفضت بالفعل الحرارة تدريجيًّا بعد ارتفاعات سريعة بلغت ذروتها الجمعة الماضية كحالة من الاضطرابات الطبيعية لمثل هذا التوقيت من السنة، حتى تنكسر شوكة الصيف بالنهاية، مشيرًا إلى أن التراجعات بدرجات الحرارة ليست دليلًا قاطعًا على عدم عودة الارتفاعات مرة أخرى.
ونوه بيان صادر عن المركز بأنه قد يختلط على البعض أن انتهاء الموجات الساخنة يعني أنه لا توجد موجات حارة.. فالمقصود من الموجات الساخنة هي التي تتخطى الأربعينات؛ خصوصًا بعد 41 درجة كإحساس فعلي، أما الموجات الحارة الشديدة فهي التي تتراوح بين 35- 38 درجة، لافتًا إلى أن الطقس عادةً ما يكون متدرجًا حين يتم الانتقال بين الفصول، حتى تأتي الموجات الحارة الشديدة على فترات قصيرة، وبعدها يتم الإعلان عن انتهاء الموجات الحارة الشديدة، ثم إلى الموجات الحارة الاعتيادية أو المعتدلة؛ حتى تدخل درجات الحرارة الشتوية لمستواها الطبيعي.
وأشار البيان، في ما يخص الأنشطة الزراعية، إلى أنه نظراً للبداية الحقيقية للسنة الزراعية الجديدة مع وجود مجموعة كبيرة من المحاصيل تم زراعتها حديثاً، ويتم استكمال الزراعة وزراعة محاصيل جديدة خلال الفترات المقبلة، بالإضافة إلى إجراء الخدمة الشتوية لأشجار الفاكهة، سيقوم مركز معلومات تغير المناخ، ممثلًا في وحدات الإنذار المبكر، بمتابعة دورية لحالة المناخ والتقلبات المتوقعة في أنماط الطقس، لإصدار ما يلزم من احتياطات وتوصيات للمزارعين؛ للحد من تأثيرات هذه التقلبات على المحاصيل المنزرعة.
وأكد البيان ضرورة اتباع كل ما يصدر من توصيات علمية تطبيقية وإرشادية خلال هذه الفترة؛ لتجنب أي آثار سلبية للتغيرات المناخية، لحماية الثروة النباتية والحيوانية.
أخبار متعلقة :