محمد اسماعيل - القاهرة - كتب - رمضان يونس:
كانت "نورهان بنهاوي" كأي فتاة في سنها تنتظر "ليلة العمر" التي ستتوج فيها كملكة على عريسها "محمد"، بعد خطوبة دامت قرابة عامين. لكن القدر خط لها نهاية مأساوية، حيث لقيت حتفها في حادث انقلاب مروع أثناء توجهها إلى الكوافير على طريق "المناجاه سعود"، لتلبس الكفن بدلًا من فستان الحنة.
استيقظت نورهان مبكرًا في صباح ذلك اليوم، وكانت مراسم العرس قد بدأت بالفعل في منزلها بالزغاريد واستقبال الضيوف. كانت العروس مشغولة بتجهيز ما تبقى من مستلزماتها، واتصلت بصديقاتها لتخبرهن بأن ليلة حنتها ستقام في منزلها بقرية بحر البقر.
عند الظهيرة، تواصلت نورهان مع خطيبها "محمد"، الذي جاء من السويس، ليذهبا معًا إلى الكوافير بعد أن حجزا فستاني الحنة والزفاف. في هذا الوقت، كان والدها "بنهاوي" مشغولًا بإطعام الضيوف كجزء من تحضيرات العرس.
أمام المنزل، كان عامل الفراشة مشغولًا بنصب "صوان الفرح" وتعليق الزينة، بينما كان الفرح يعم وجه والد نورهان، الذي كان مستعدًا للاحتفال بزفاف ابنته الكبرى. لكن فجأة، انقطع هذا الفرح بصراخ امرأة معلنة عن وقوع حادث. عندها علمت الأسرة أن ابنتهم قد تعرضت لحادث مأساوي قبل وصولها إلى الكوافير: "واحد اتصل وقال بنتي ماتت".
لم يستطع والد نورهان تقبل الصدمة، ووقف عاجزًا عن الكلام بينما لم تتوقف دموعه. صديقاتها وأهل قريتها كانوا في حالة من الذهول، حيث انتشر خبر وفاة "نورهان" والعريس في العناية المركزة، وأصبح الحديث عن حنتها اليوم محورًا للتعازي على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحولت أنوار الفرح إلى ظلام، وصوان العرس إلى سرداق عزاء. كانت البلدة بأكملها في حالة حزن، حيث ودع الجميع "عروس الجنة" التي كانت تستعد لارتداء فستان زفافها الذي اختارته منذ أيام قليلة.
في جنازة مهيبة، شيع أهالي بحر البقر جثمان نورهان إلى مثواها الأخير بمقابر الأسرة وسط بكاء وصراخ الأهالي. بعد صلاة الجنازة في مسجد القرية، أصدرت النيابة العامة قرارًا بدفن الجثمان بعد إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد أسباب الوفاة.
أخبار متعلقة :