محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمود الشوربجي:
جريمة قتل مأساوية شهدتها مساكن "إسبيكو" بالمقطم، حينما أقبلت ربة منزل على قتل حماها، بعد شجار حاد بينهما.
في حلقة جديدة من "جرائم أسرية" التي يتناولها "الخليج 365" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نرصد تفاصيل مقتل عامل على يد زوجة ابنه في عام 2019.
قبل الواقعة مباشرة كانت المتهمة "م" تجهز حالها للخروج من المنزل، إلا أن حماها اعترض طريقها بزعم السيطرة على تحركاتها في غيبة زوجها، دار بينهما نقاش تطور لمشاجرة انتهت بمقتل الثاني بـ"سكين" على يد زوجة نجله بعد أن حاول التحرش بها، وفق اعترافاتها في التحقيقات.
المجني عليه "إ. ب" يقطن في مساكن "إسبيكو" بالمقطم منذ 20 عامًا، ظل بمفرده طوال 10 سنوات بعدما توفيت زوجته ورَحل عنه أبناءه عقب زواجهم، لكن قبل سنتين عانى ابنه "م" من قلة مدخراته المالية بعد جلوسه من العمل، فبدأ يتردد على والده في مسكنه رفقة زوجته "م" وطفليه، أملًا في تولي أبيه مسئولية الإنفاق على أسرته، كونه صاحب ورشة قطع غيار سيارات في "وكالة البلح".
رويدًا رويدًا دبت الخلافات بين نجل المجني عليه وزوجته، لعدم سعيه إلى العمل، والاعتماد على أبيه في التكفل بحياة عائلته، إلى أن وصل الأمر لهروبه من المنزل، تاركًا زوجته وأبناءه بمفردهم مع والده في "شقة المقطم".
يشير "أحمد. م"، جار المجني عليه، إلى أن المتهمة بعدما هجرها زوجها في منزل والده، بدأت في الخروج يوميًا بمفردها دون إذن من أحد "ماكنش حد عارف بتروح فين"، من هنا شرع المجني عليه في مجابهة تصرفاتها، فيما شدد جيران الحي على حسن خلق الرجل الستيني "عمره ما قل أدبه على حد.. في حاله ومش بتاع مشاكل".
على النقيض جاءت اعترافات المتهمة "م" أمام نيابة المقطم، بأن حماها كان يعتاد التحرش بها، وحاولت مرات عدة تجنب الحديث معه، إلا أنه لم يتوقف عن مضايقتها، ما دفعها لقتله.
كان منتصف الليل على مشارف انطلاقه -السكينة تطبق على الحي الشعبي- السيدة العشرينية تَهم نحو ملابسها للخروج من المنزل كعادتها اليومية، إلا أن حماها اقتحم غرفة نومها وتحرش بيها في غياب زوجها، دون أن تنفعها محاولات استيقافه، إلى أن لجأت لسكين داخل الغرفة، ووجهت له طعنات بالصدر دفاعًا عن نفسها، بحسب اعترافاتها في التحقيقات.
فرغت الفتاة العشرينية من ضرباتها، تمددت جثة العجوز على الأرض وسط بركة من الدماء المنبثقة من الثقوب البارزة في جسده، وجواره "سكين" ملطخة بالدماء، فكرت المتهمة في حيلة تبعد عنها فعلتها، صعدت إلى إحدى جارتها وتحدثت معها طيلة 60 دقيقة، من ثم عادت شقتها، وصرخت مستغيثة بالجيران "ألحقوني.. الحاج مات".
هرع أهالي المنطقة نحو مصدر الصوت، واكتشفوا مقتل والد زوجها، فأبلغوا الشرطة التي حضرت في غضون دقائق معدودة، ومن بعدها النيابة التي قررت تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.
أنكرت "م" في بداية مناقشتها أنها قاتلة حماها، وبعد تضيق الخناق عليها اعترفت "قتلته عشان بيتحرش بي".
مباشرة تم تحرير محضر بالواقعة، فيما أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة على ذمة التحقيقات، ولاحقًا جرى إحالتها إلى المحكمة لمحاكمتها فيما نسب إليها من اتهامات بالقتل العمد.