ابوظبي - سيف اليزيد - نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات دعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب والبدء بتجسيد دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل جماعي وحاسم لإنقاذ الأرواح وإنهاء هذه المأساة التي طال أمدها في غزة.
وقالت الإمارات أمس، في بيان، خلال الدورة العاشرة الطارئة المستأنفة للجمعية العامة، ألقاه السفير محمد أبو شهاب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة: «إن انعقاد هذه الجلسة يأتي في ظروف بالغة الخطورة، حيث يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم».
وأضاف أبو شهاب: «فمنذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في مارس الماضي، تحولت غزة مجدداً إلى مشهد للدمار والمعاناة التي تفوق الوصف، بالأخص مع سقوط آلاف القتلى، ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحظر إدخال مواد الإيواء إلى غزة». 
وتابع: «ازداد الوضع سوءاً مع تفشي الجوع خاصة في شمال غزة، على الرغم من السماح بدخول كميات محدودة للغاية من المساعدات التي لا تَكاد تُذكر أمام حجم الاحتياجات الهائلة، إلى جانب انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل نتيجة للهجمات الإسرائيلية واستمرار حظر إدخال الوقود منذ أشهر».
وذكر أبو شهاب «في ظل هذا الوضع المأساوي، فقد كان من المحبط للغاية فشل مجلس الأمن بداية هذا الشهر في اعتماد قرار يدعو لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، في خذلان لمساعي أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الذين دعموا مشروع القرار، ولآمال الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي».
كما أكد أن سياسة العقاب الجماعي المتمثلة في حرمان مليوني فلسطيني من ضروريات الحياة الأساسية، والتهجير القسري لمئات الآلاف، واستهداف المنشآت الطبية والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، جميعها تُمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.
ورحب أبو شهاب باعتماد الجمعية الأسبوع الماضي لمشروع القرار المعنون «حماية المدنيين والالتزام بالواجبات القانونية والإنسانية»، والذي يتضمن مطالبة مهمة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق.
وجدد دعم الإمارات للجهود المصرية القطرية الأميركية لتحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، مؤكداً التطلع لعقد المؤتمر رفيع المستوى لدعم تنفيذ حل الدولتين برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا.
وأعرب أبو شهاب عن قلق عميق إزاء استمرار التصعيد في المنطقة وتداعياته على الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكداً أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب توسيع رقعة الصراع، وضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول.