الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من برلين: هل تتحول غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" أم أن المقترح مجرد "خطابة سياسية"؟ التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة فجّرت موجة انتقادات حادة، كان أبرزها من المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي وصف الخطة بأنها "فضيحة" وخرق للقانون الدولي، مؤكدًا أن إعادة توطين السكان بالقوة أمر مرفوض تمامًا.
انتقادات لاذعة من برلين
خلال مناظرة تلفزيونية بُثّت مساء الأحد على قناتي "إيه آر دي" و"زد دي إف"، شدد شولتس على أن اقتراح ترمب يتجاهل الحقائق على الأرض، قائلًا: "إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ويخالف القانون الدولي". ولم يخفِ المستشار الألماني امتعاضه من المصطلح الذي استخدمه ترمب، مضيفًا: "تسمية غزة بـ’ريفييرا الشرق الأوسط‘ أمر فظيع، بالنظر إلى الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع".
منافس شولتس السياسي، فريدريش ميرتس، المنتمي للتحالف المسيحي، لم يبتعد كثيرًا عن موقفه، حيث أقرَّ بأن التصريحات الأميركية "جزء من سلسلة مقترحات مُزعجة"، لكنه دعا إلى انتظار رؤية التفاصيل التنفيذية، متوقعًا أن يكون في الأمر "كثير من الخطابة السياسية".
واشنطن تقلل من وقع التصريحات
التصريحات المثيرة للجدل جاءت الأسبوع الماضي عندما أعلن ترمب، خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الولايات المتحدة ستفرض "سيطرة" على قطاع غزة، وستحوّله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وبحسب المقترح، سيتم توطين سكان القطاع في دول عربية أخرى بالمنطقة، وهي فكرة أثارت غضبًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي مواجهة ردود الفعل القوية، سارعت واشنطن إلى التراجع جزئيًا عن حدة الطرح، حيث خففت الحكومة الأميركية لاحقًا من وقع تصريحات ترمب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول نواياها الفعلية تجاه غزة.
معركة دبلوماسية جديدة؟
بين رفض برلين وتحفظات المجتمع الدولي، تطرح تصريحات ترمب تساؤلات حول مدى جديتها، وما إذا كانت تعكس توجهًا حقيقيًا في السياسة الأميركية تجاه غزة، أم أنها مجرد خطوة ضمن حسابات انتخابية.