رأى صحيفة "عكاظ" أنه "على الرغم من اكتساح مظاهر الفرحة الغامرة والسعادة الحقيقية لغالبية أبناء الشعب السوري فرحاً بسقوط الطاغية، إلا أن سقوط هذا النظام البائد ليس نهاية المطاف، بل هو البداية الحقيقية لمستقبل الدولة السورية، فكل ما سيحدث لاحقاً خلال الفترة القليلة المقبلة سيحدد علاقة سوريا بالعالم، وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم ما سيكشف عنه الواقع الجديد في سوريا، تتجه الأنظار جميعها لقوى المعارضة المنتصرة ما بين مترقب وآمل ومتربص في انتظار ما ستسفر عنه الفترة القادمة من مستجدات".
واعتبرت أن "على النظام الجديد الذي بدأت ملامحه تتشكّل الحذر بل وكل الحذر؛ فنجاح الثورة السورية مرهون بقدرتها على وصل جميع الخيوط التي أوشكت على الانقطاع مع بقية دول العالم، فسوريا يجب أن تمد ذراعيها لكافة دول العالم ولاسيما للدول العربية، سواء لأن المحيط العربي هو البيئة الحقيقية والجوار الفعلي لسوريا، أو لأن الدول العربية بالفعل هي الدعامة الأساسية التي ستمكن النظام السوري الجديد من البقاء والاستمرار".
وأشارت إلى أن "مستقبل سوريا الآن أخطر بكثير من مستقبل ليبيا والعراق واليمن، فرؤساء تلك الدول تم التخلص منهم بقتلهم، لكن طاغية سوريا بشار الأسد لا يزال على قيد الحياة تؤويه دولة عظمى أجبرتها المتغيرات السياسية الحالية على التخلي عنه مؤقتاً، وهي تترقب ما يحدث الآن في سوريا لأنها خسرت حليفاً استراتيجياً لها لعدة عقود".
وأوضحت أن "من المؤكد أن النظام السابق ليس بعيداً عن مسرح الأحداث وإن بعد محل إقامته، فهو يراقب من ملاذه الآمن الأحداث عن كثب ويترقب الفرصة ليعود وينتقم، ولذلك فإن نجاح النظام الجديد لا يكمن فقط في التغني بالشعارات البراقة، بل يجب عليه تحويل هذه الشعارات في المستقبل القريب جداً إلى واقع ملموس يعيشه السوريون وتشعر به أيضاً دول الجوار، فلو اشتعلت الانقسامات السابقة بين أطراف المعارضة السورية مرة أخرى فإن بعض القوى الإقليمية الخبيثة ستعمل على تأمين السلاح لكلا الأطراف إلى أن ينهك بعضهم البعض، تمهيداً لعودة الهارب".
ولفتت إلى أن "على النظام الجديد البدء في عملية بناء مؤسسي يشمل كافة طوائف الشعب السوري دون استثناء، لا يجب التمهل في بناء الدولة ومؤسساتها ودستورها وقوانينها طبقاً لمبادئ العدالة والمساواة، فأي تأخير سيعني أن النظام الجديد غير صادق في وعوده، وخاصة أن هناك دولاً عظمى غربية تنظر بعين الشك والارتياب لقيادات النظام السوري الجديد ويعتبرونهم متطرفين خرجوا من رحم القاعدة وداعش، فالخيوط التي كانت تجمع المعارضة السورية بالجماعات المتشددة لا تزال حاضرة في ذهن بعض ساسة الدول الغربية، ولهذا يتعيّن عليهم إظهار كافة الدلائل الدامغة على انقطاع صلتهم بهذا الفكر المتشدد".
كما رأت أن "بعض القوى الإقليمية المجاورة لسورية والتي اضطرتها الظروف السياسية الحالية على التخلي عن حليفها السابق تترقب باهتمام كيف تجري رياح النظام الجديد، وهم ينظرون إلى الداخل السوري بعيون زرقاء اليمامة، لذلك على نظام سوريا الجديد الحذر من خوض أية معارك مع أي جهة هم غير مضطرين لخوضها، فخلال حكم نظام بشار الأسد كان هناك تحالف دفاعي استراتيجي بين روسيا وسوريةا وخلال أحداث غزة كانت إسرائيل تقوم -ببعض الحذر- بتوجيه ضربات انتقائية لحزب الله داخل سوريا بذريعة الدفاع عن حدودها، فهي تعلم أن روسيا لديها قواعد في سوريا قريبة من حدودها، واستفزازها قد يشعل حرباً عالمية قريبة منها، لكن وبعد سقوط نظام الأسد استباحت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء والأراضي السورية وقامت بتدمير مقاتلات وأسلحة وذخائر الجيش السوري، وهو ما يعني أن سوريا غدت بلا جيش يحميها، مما دفع إسرائيل للتوغل داخل أراضيها لاحتلال المزيد منها، غير أن روسيا لم تتدخل وكأنها ترسل رسالة للشعب السوري مفادها لقد ابتعد عنكم الأسد واقتربت منكم إسرائيل".
وأشارت إلى أن "من المؤكد أن بشار الأسد ليس الصديق الحميم لإسرائيل ولكنه بالنسبة لهم كان أفضل الأسوأ، ولذلك يبدو في الأفق -وخاصة خلال الأيام الماضية- أن هناك محاولات حثيثة -تجري من خلف الستار- لجر النظام السوري الجديد لصراع مباشر مع إسرائيل حتى تقوم الأخيرة بتعقب قيادات النظام الجديد كما فعلت مع حزب الله، وكل هذا يفتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر".
وأضافت: "لعل أكبر خطأ قد يرتكبه نظام سوريا الجديد هو أن يعتقد أنه قد تمّت الإطاحة ببشار الأسد للأبد، فنجاح هذه الثورة غير مرهون بمدى قوة القوى المساندة للنظام السوري الجديد سواء كانت إقليمية أو حتى دولية، وإنما مرهون بمدى قدرته على دعم الشعب السوري وتأييدهم له، ففي فقه السياسة لا توجد ثوابت بل توجد مصالح، فصديق اليوم قد يتحول إلى ألد الأعداء إن تعارضت مصالحه مع هذا الصديق، وقد أثبتت الأحداث السياسية التي عصفت بالمنطقة منذ قرابة العقود الخمسة صحة هذه النظرية، فالاتحاد السوفييتي السابق كان من أشد حلفاء النظام العراقي في السبعينات والثمانينات، غير أنه باع صدام حسين بثمن بخس في أقرب سوق للخردة بعد أن أصبح هذا النظام عبئاً عليه".
وتابعت: "لا شك أننا سعدنا جميعاً بزوال حكم الطاغية الذي قتل مئات الآلاف من شعبه بعد نزوح الملايين منهم شرقاً وغرباً، غير أن فرحتنا لن تكتمل بسقوط النظام القديم فقط وإنما باستقرار النظام الجديد والتفاف جميع أطياف الشعب السوري حوله، والتي لن تكتمل إلا بعودة السوريين اللاجئين لديارهم آمنين مطمئنين، وبانتفاء كافة الأسباب التي قد تمهّد لعودة الطاغية الجريح الذي لا يزال يداوي جراحه التي أدمت قلبه وعقله، غير مصدق أن حزب البعث الذي ظل يحكم سورية قد خرج من المشهد السياسي مذموماً مدحوراً بعد أن ظل جاثماً على صدر شعبه لأكثر من خمسة عقود
كانت هذه تفاصيل خبر عكاظ: مستقبل سوريا الآن أخطر بكثير من مستقبل ليبيا والعراق واليمن لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.