الرياص - اسماء السيد - هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن هجمات على مراكز اتخاذ القرار في العاصمة الأوكرانية كييف باستخدام الصاروخ الباليستي الجديد "أوريشنيك" الذي طورته بلاده.
جاء حديث بوتين بعد ساعات من تنفيذ روسيا هجوم "شامل" على شبكة الطاقة الأوكرانية خلال الليل، في خطوة وصفها بأنها رد على "الهجمات المستمرة" باستخدام صواريخ "أتاكمس" التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا واستهدفت الأراضي الروسية.
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أي "ابتزاز روسي" سيقابل بـ "رد قاسي".
وبدورها، استخدمت أوكرانيا صواريخ "أتاكمس" و"ستورم شادوا" التي زودتها بها المملكة المتحدة لاستهداف أراض روسية الأسبوع الماضي، وذلك لأول مرة منذ بداية الغزو الكامل في فبراير/شباط عام 2022، عقب الحصول على موافقة من الدول الغربية الموردة، وهي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا.
وقد استمر الهجوم الروسي الذي وقع خلال الليل لعدة ساعات، بموجات من الطائرات المسيرة والصواريخ التي استهدفت أنحاء أوكرانيا، ليكون هذا الهجوم هو الثاني من نوعه هذا الشهر.
ولم ترد أنباء بوقوع قتلى، لكن الهجوم ترك أكثر من مليون شخص في أوكرانيا بلا كهرباء.
وقال زيلينسكي إن القنابل العنقودية استُخدمت ضد البنية التحتية المدنية والطاقة.
كما أشار زيلينسكي إلى أن "الرؤوس الحربية العنقودية هي نوع خاص من الأسلحة الروسية الخطيرة المستخدمة ضد المدنيين"، مضيفاً أنها "عَقّدت بشكل كبير" عمل فرق الإنقاذ وفرق الصيانة.
وقال بوتين إن الهجوم الروسي الذي شمل 90 صاروخاً و100 طائرة مسيرة، تضمّن أيضاً صاروخ "أوريشنيك" الباليستي الجديد، والذي، بحسب بوتين، لا يمكن اعتراضه.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن روسيا ربما تمتلك عدداً محدوداً من صواريخ "أوريشنيك" التجريبية، وأنها ستحتاج إلى وقت لإنتاج المزيد منها.
وأكد زيلينسكي في تصريح له أن بوتين "لا يهتم بإنهاء هذه الحرب" ويسعى إلى "منع الآخرين من إنهائها"، على حد تعبيره، مضيفاً أن "تصعيد بوتين الحالي هو نوع من الضغط، يهدف إلى إجبار رئيس الولايات المتحدة على قبول شروط روسيا".
كما أكد الزعيم الروسي أيضاً أن موسكو لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك الأسلحة النووية، وفي حال حدوث ذلك، فإن بلاده ستستخدم "جميع وسائل التدمير المتاحة"، وفق وكالة الأنباء الروسية الحكومية .
وقد أفادت تقارير نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، بأن مسؤولين غربيين لم تُذكر أسماؤهم، اقترحوا منح أوكرانيا الأسلحة النووية قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني.
كما عبّر زيلينسكي مراراً عن استيائه من أن مذكرة بودابست لعام 1994، التي تخلت أوكرانيا بموجبها عن الأسلحة النووية التي ورثتها من الاتحاد السوفيتي، قد تركت البلاد دون الأمن اللازم.
وتسببت الهجمات الروسية في وقوع انفجارات في عدة مدن، منها أوديسا، وخاركيف، ولوتسك.
وكانت كييف أيضاً هدفاً للهجمات، لكن السلطات الأوكرانية أفادت بأن جميع الصواريخ التي استهدفت العاصمة تم اعتراضها. وقالت إدارة الجيش في كييف إن الهجوم استمر لنحو تسع ساعات ونصف.
كما استهدف ما لا يقل عن 12 منطقة في أوكرانيا، منها ثلاث مناطق غربية. وقال وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو إنه جرى فرض انقطاعات طارئة في الكهرباء.
وقال رئيس إدارة ريفني، أولكسندر كوفال، إن إمدادات الكهرباء جرى قطعها عن أكثر من 280,000 شخص في المنطقة الغربية.
وفي منطقة لفيف، أفاد رئيس المنطقة، ماكسيم كوزيتسكي، بأن حوالي 523,000 منزلاً ومنشأة تجارية كانت بدون كهرباء.
وفي خيرسون، قالت السلطات إن الكهرباء قد تنقطع عن المدينة لعدة أيام.
وردت السلطات الأوكرانية بتنفيذ انقطاعات طارئة للكهرباء بشكل استباقي، لتقليل الأضرار الناجمة عن التحميل الزائد على شبكة الطاقة في البلاد.
يأتي ذلك بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، إذ شهدت أوكرانيا أول أيام تساقط الثلوج، لكن لم تدخل البلاد بعد في درجات الحرارة المنخفضة و برد الشتاء القارس.
ويخشى المسؤولون الأوكرانيون من محاولة روسية منسقة أخرى لاستنزاف شبكة الكهرباء مع حلول فصل الشتاء.
وكان مسؤولون أوكرانيون قد حذروا من أن روسيا كانت تخزن صواريخ كروز وأخرى باليستية، استعداداً لشن هجمات منسقة على مستوى البلاد ضد نظام الطاقة الأوكراني.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، "دي تي إي كيه"، أن محطاتها للطاقة الحرارية تعرضت لـ "أضرار كبيرة"، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت شركة "دي تي إي كيه" أن هجوم يوم الخميس كان الهجوم "الكبير" الحادي عشر الذي استهدف نظام الطاقة في البلاد منذ مارس/أذار.
ومنذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، تعرضت محطات الطاقة الأوكرانية لأكثر من 190 هجوماً.
وأضافت شركة "دي تي إي كيه" أن المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة قدما لها مساعدات في هيئة معدات بقيمة تصل إلى 107 مليون يورو (89 مليون جنيه إسترليني) لاستعادة إمدادات الكهرباء.
وبعد أن عاشت أوكرانيا شتاءين ونصف منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022، يستعد الأوكرانيون لشتاء قاسٍ جديد.