الامارات | عطور وخلطات شعر على «مواقع التواصل».. رداء جذاب مجهول المكونات

شكرا لقرائتكم خبر عن عطور وخلطات شعر على «مواقع التواصل».. رداء جذاب مجهول المكونات والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - حذّر أطباء من خطورة منتجات عناية شخصية تلقى رواجاً في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل عطور مستوحاة من ماركات عالمية وخلطات تطويل شعر معدّة منزلياً، لما تحمله من مخاطر صحية، خصوصاً أن معظمها مجهول المكونات وطرق التصنيع.

وقالوا إن بعض العطور المستوحاة، التي تحاول تقليد روائح ماركات عالمية فاخرة بأسعار جاذبة، قد تحتوي على مواد كيميائية غير آمنة، ما يجعلها سبباً محتملاً لظهور التهابات جلدية أو مشكلات تنفسية، مشيرين إلى أن هذا الأمر ينطبق على خلطات شعر معدة منزلياً، حيث يتم تحضيرها بطرق غير صحيحة، ما قد يؤدي إلى تهيج فروة الرأس أو تساقط الشعر بسبب إضافات غير معلومة أو نسب مكونات غير دقيقة.

ودعا الأطباء المستهلكين إلى توخي الحذر والاعتماد على منتجات معروفة في علاماتها التجارية، ومصنّعة وفق معايير صحية صارمة، مؤكدين أن الجاذبية السعرية لهذه المنتجات لا تبرر المخاطر الصحية التي قد تنجم عنها، وشددوا على أهمية التحقق من المكونات، واختبارها على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام، لتجنب أي تفاعلات تحسسية قد تضر بالصحة العامة.

مضاعفات صحية

وأوضحت استشارية الأمراض الجلدية والتجميل، الدكتورة خديجة أحمد الزعابي، أن هناك مضاعفات صحية لبعض المنتجات مثل العطور المستوحاة، والصبغات المعدة منزلياً، قد تسبب مشكلات جلدية خطيرة، أبرزها التهاب الجلد التماسي التحسسي، الذي يظهر على شكل احمرار وحكة، وأحياناً بثور وتقشر الجلد، محذرة من استخدام مثل هذه المنتجات على فروة الرأس كونها تؤدي إلى تساقط الشعر وتلفه، نتيجة احتوائها على مكونات كيميائية مهيجة.

وأوضحت الزعابي أن علامات التحسس الناتجة عن مثل هذه المنتجات تشمل احمرار الجلد وحكته، وتورم المنطقة المعالَجة أو تهيجها، وظهور بثور أو قشور، إضافة إلى الشعور بحرقة أو ألم وجفاف في الجلد وتقشره أحياناً.

وأكدت أن التركيبات المنزلية غالباً ما تحتوي على مواد مهيجة أو مسببة للحساسية، مثل الفورمالديهايد الذي يُستخدم كمادة حافظة، والبارابين الذي قد يؤدي إلى ظهور الحساسية، والأصباغ الاصطناعية التي تحتوي على مركبات مهيجة، إضافة إلى الكحول الذي يسبب جفاف الجلد، والمواد العطرية الاصطناعية التي قد تسبب تفاعلات تحسسية لدى بعض الأفراد.

وقالت الزعابي: «إن الوجه، وحول العينين، والعنق، واليدين، وفروة الرأس، تُعد أكثر المناطق عرضة للإصابة بالحساسية الناتجة عن استخدام هذه المنتجات، بسبب حساسية الجلد في هذه المناطق مقارنةً بمناطق أخرى، محذرة من أن الاستخدام المستمر لهذه التركيبات قد يؤدي إلى أمراض جلدية طويلة الأمد، مثل الإكزيما أو التهاب الجلد التماسي المزمن، خصوصاً في حال استمرار التلامس مع المواد المهيجة أو المسببة للحساسية».

وبيّنت كيفية التعامل مع آثار التحسس التي تبدأ بالتوقف فوراً عن استخدام المنتج، وغسل المنطقة المصابة بالماء البارد والصابون اللطيف، وترطيب الجلد باستخدام مستحضرات مهدئة، وأكدت أهمية مراجعة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها لضمان العلاج السريع والفعال.

مكونات

من جهته، دعا استشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، إلى تجنب منتجات مجهولة المصدر، خصوصاً تلك التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما تحمله من مخاطر صحية كبيرة نتيجة عدم خضوعها لرقابة صحية، إذ قد تحتوي على مواد مهيّجة أو مسببة للحساسية، سواء كانت كيميائية أو طبيعية قوية، موصياً بالاعتماد على منتجات معروفة ومصنّعة من شركات تخضع لمعايير طبية صارمة.

وشدد الحمادي على أن وصف المنتج بـ«الطبيعي» لا يعني بالضرورة أنه آمن، موضحاً أن بعض المكونات الطبيعية، قد تسبب تهيجاً أو حساسية للبعض، خصوصاً إذا لم يتم إعدادها بشكل صحيح، أو إذا اختُلطت بمواد كيميائية، وأضاف أن وجود شوائب أو ملوثات في هذه المنتجات يزيد من احتمالية حدوث تهيجات جلدية ومضاعفات صحية، وأشار إلى أن خلطات الشعر التي تسوّق على أنها طبيعية وتعمل على تكثيف الشعر ومعدة منزلياً، قد تسبب التهابات جلدية في فروة الرأس بسبب تلوث المنتج أثناء التصنيع أو التخزين.

وأكد أن بعض المكونات غير النقية والزيوت العطرية القوية، قد تزيد من تصبغات الجلد وتهيجه، ما يؤدي إلى مشكلات طويلة الأمد.

إلى ذلك، أكد استشاري أمراض الرئة والحساسية، الدكتور بسام محبوب، أن استخدام تركيبات عطور مستوحاة من ماركات معروفة، وعدم التزامها بالمعايير العالمية المعتمدة، يمكن أن يسبب مشكلات صحية عدة، لأن معظم هذه العطور يحتوي على مواد كيميائية طيّارة، ما يؤدي إلى زيادة أعراض الحساسية لدى الأفراد المصابين بالربو وأمراض الجهاز التنفسي.

وأشار محبوب إلى أن العطور المستوحاة، خصوصاً التي تكون بتراكيز عالية، تُعد من أبرز العوامل المسببة لتهيج وزيادة نوبات الربو وحساسية الصدر، موضحاً أن المواد الكيميائية غير المعتمدة في هذه التركيبات تُحفز الجهاز المناعي لإطلاق مواد دفاعية تؤدي إلى ضيق القصبات الهوائية، وزيادة الإفرازات المخاطية، ما قد يتسبب في انسداد الشعب الهوائية.

وأوضح أن استنشاق المواد الكيميائية الموجودة في هذه العطور يؤثر بشكل مباشر في وظائف الرئة، ما يزيد من خطر الإصابة بانسداد رئوي ونوبات تنفسية حادة، مضيفاً أن هناك دراسات محلية أثبتت أن البخور لا يفاقم فقط نوبات الربو، ولكنه يزيد أيضاً من معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.

ولفت محبوب إلى أن الفئات الأكثر تأثراً تشمل الأفراد الذين يعانون أمراض الحساسية والربو أو حساسية الأنف، والتي تمثل نحو 10% من سكان الدولة، إضافة إلى الأطفال وكبار السن، الذين تكون أجهزتهم التنفسية أكثر حساسية لهذه المواد.

وشدّد على ضرورة الانتباه إلى العلامات التحذيرية مثل ضيق التنفس، والسعال المستمر، وزيادة إفراز المخاط، عند استخدام العطور المركبة المعدة منزلياً أو المستوحاة، مؤكداً أن استنشاق هذه المواد بمرور الوقت قد يؤدي إلى تراكم الأضرار على الجهاز التنفسي، ما يزيد من خطورة الإصابة بأمراض مزمنة.

ودعا الدكتور محبوب إلى تجنب استخدام العطور مجهولة المصدر، والتأكد من شراء المنتجات المعتمدة التي تخضع للرقابة الصحية، حمايةً لصحة الجهاز التنفسي وسلامة الأفراد.

من جانبه، أفاد خبير ورئيس شركة البحر للاستشارات الاقتصادية، إبراهيم عبدالله البحر، بأن العطور المستوحاة التي تُباع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحدياً اقتصادياً وصحياً على حد سواء، إذ إن هذه المنتجات غالباً ما تعتمد على استغلال رغبة المستهلك في الحصول على روائح شبيهة بالعطور الأصلية بأسعار منخفضة، لكنها تفتقر إلى ضمان الجودة أو الالتزام بالمعايير الصحية.

وشدّد البحر على ضرورة الحيطة والحذر وتكثيف الرقابة على تجارة منتجات العناية الشخصية التي تُباع عبر وسائل التواصل، كونها تُشكل ضرراً على صحة الأفراد.

وأشار البحر إلى أن التجارة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تقف عند منتجات العطور المستوحاة وغيرها، بل تمتد إلى منتجات أخرى مثل الحناء وخلطات الشعر، مؤكداً أن الحناء تُباع من مصادرها الرسمية بعد خضوعها لفحوص دورية من الجهات المختصة للتأكد من سلامتها ومكونات تركيبها، بينما خلطات الحناء التي تسوّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى هذه الضمانات، ما يزيد من احتمال احتوائها على مواد مهيجة أو ضارة بالصحة.

ودعا البحر إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر شراء منتجات تؤثر في الصحة العامة للشخص، وإن كان الإقبال كبيراً عليها، سواء كانت عطوراً مستوحاة بأسعار زهيدة أو خلطات العناية بالشعر أو منتجات أخرى.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App