القمة الخليجية الـ 45.. موقف موحد لمواجهة التحديات

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (الكويت، القاهرة)

تنطلق أعمال قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم، في الدورة الـ 45 التي تستضيفها دولة الكويت، وسط العديد من التحديات الإقليمية والدولية، ما يفرض على جدول أعمال القمة الكثير من الملفات والقضايا، في مقدمتها تعزيز آليات التضامن الخليجي، وتنسيق المواقف حيال ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات، وأوضاع إنسانية حرجة، خاصة في غزة ولبنان، إضافة إلى المخاطر التي تواجه حركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر.
وأوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية بالقاهرة، أن القمة الخليجية تعقد وسط مجموعة من التحديات، وهو ما يجعل توقيتها مهماً للغاية، لا سيما في ظل التنسيق والتشاور بين دول مجلس التعاون من أجل اتخاذ موقف موحد لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والمساهمة في الجهود التي تدعم تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر غباشي في تصريح لـ «الاتحاد» أن تعزيز التضامن والمشروعات التكاملية الرامية لتحقيق مصالح الشعوب الخليجية عادة ما تتصدر جدول أعمال أي قمة خليجية، سواء اعتيادية أو استثنائية، وبالتالي فإن القمة الـ 45 تعمل في الأساس على دعم روابط التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، وتتصدر الأوضاع في غزة ولبنان الملفات، حيث تبذل دول الخليج جهوداً مكثفة من أجل وقف الحرب في غزة، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، إضافة إلى التحديات التي تواجه حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضاف أن نتائج مباحثات قمة الكويت، تظهر انعكاساتها في المرحلة المقبلة بما يعزز مسيرة التعاون المشترك، وتزيد من قوة التلاحم بين الشعوب الخليجية، ما يشكل حائط صد منيعاً ضد التحديات التي يشهدها العالم من صراعات عسكرية وأزمات اقتصادية.
تحديات كثيرة
شدد الكاتب السياسي، عضو مجلس الدولة العُماني، عوض بن سعيد باقوير، على أن قمة الكويت تأتي وسط متغيرات وتحديات كثيرة، لا سيما مع تفاقم تداعيات الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة، ومن ثم فإن المشهد الراهن في المنطقة يحتاج إلى جهود سياسية من قبل قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن هنا تأتي أهمية القمة الـ45.
وذكر باقوير في تصريح لـ «الاتحاد» أن الأحداث الراهنة في الشرق الأوسط تتطلب من القمة الخروج بقرارات تدعم جهود وقف الحرب في غزة، ودعم حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، كما تترقب الشعوب الخليجية قرارات ومشروعات تعزز التكامل الاقتصادي والاجتماعي، مثل السوق المشتركة، والقطار الخليجي، وغيرها من المشروعات التكاملية التي تخدم الجميع.
وأضاف أن وقف الحرب في اليمن والتسوية، أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة قمة الكويت، والذي تبذل فيه سلطنة عُمان دوراً محورياً عبر الآليات الدبلوماسية، ومن هنا تترقب المنطقة كلها قمة ناجحة تصدر عنها قرارات مهمة تخدم دول المجلس التي تتطلع شعوبها للمزيد من التقدم والازدهار والسلام والاستقرار.
مصير واحد
أوضحت الكاتبة البحرينية، عهدية أحمد، أن القمة الخليجية الاعتيادية حدث سنوي يعكس مدى عمق وتطور الروابط التي تجمع بين دول التعاون، وهو ما يعزز من الجهود الرامية لدعم آليات وأدوات العمل الخليجي، مشيرة إلى أن قمة الكويت لا تخرج عن هذا المسار التكاملي الذي يجمع بين دول وشعوب الخليج العربي.
وقالت الكاتبة البحرينية في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن تُزيد من أهمية القمة الخليجية الـ 45 بالكويت، وهي التحديات التي تتطلب التعاون من أجل مواجهتها، في ظل ما يجمع دول المجلس من مصير واحد ومستقبل مشترك، وبالتالي تعزيز المسيرة وتوطيد الروابط، بما يدفع عجلة التقدم والتنمية، ويحقق آمال وتطلعات الشعوب الشقيقة».

أخبار متعلقة :