الرياض - أميرة القحطاني - تعتبر المبادرات الوطنيةใน مجال التكنولوجيا والاتصالات أحد العناصر الرئيسية للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في أي بلد،ومع تزايد الاعتماد على التحول الرقمي، تظهر أهمية هذه المبادرات بشكل جلي،في هذا السياق، أعلن وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت عن إطلاق “مبادرة الرواد الرقميين”، وهي مبادرة هامة تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب وتمكينهم في مجال تكنولوجيا المعلومات،تعتمد هذه المبادرة على رؤية استراتيجية تحت إشراف القيادة السياسية، وتتكون من أربعة محاور رئيسية يمكن أن تسهم في تنمية الكوادر البشرية.

محاور المبادرة وأهدافها

تشمل مبادرة الرواد الرقميين أربعة برامج تعليمية مصممة بدقة لتلبية احتياجات سوق العمل،يتضمن البرنامج الأول فترة تدريب تمتد لستة أشهر، يليه برنامج آخر لمدة تسعة أشهر، بالإضافة إلى ماجستير يمتد لعام كامل،كما توجد برامج أخرى مستمرة لمدة عامين،تهدف هذه البرامج إلى تزويد الشباب بالمعارف والمهارات الضرورية للمنافسة في عالم تكنولوجيا المعلومات سريع التطور، مما يسهم في خلق جيل من الشباب القادر على الابتكار والإبداع في هذا المجال الحيوي.

التمويل والشراكات المحتملة

أكد الدكتور عمرو طلعت أن المبادرة ستكون مجانية بالكامل بفضل دعم صندوق تحيا مصر، مما يسهل على الشباب الانضمام وتطوير مهاراتهم دون تحمل أعباء مالية،من المتوقع أن يتم الإعلان عن منصة إلكترونية بعد إجازة عيد الأضحى، والتي ستتضمن شروط ومعايير اختيار للمتدربين، مما سيساهم في جذب المواهب المؤهلة،كما يتم العمل على مفاوضات مع شركات عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات لاستقطاب خبراتهم وإطلاق معسكرات تدريبية للشباب بهدف تعزيز قدراتهم العملية.

معسكرات التدريب والشهادات المعتمدة

من المقرر أن تتضمن المبادرة معسكرات تدريب مكثفة تهدف إلى تعزيز المعرفة العملية والمهارات التطبيقية للشباب المشاركين،ستوفر هذه المعسكرات بيئة تعليمية مبتكرة مع فرص للتفاعل المباشر مع محترفين في مجال تكنولوجيا المعلومات،فضلاً عن ذلك، سيحصل المشاركون على شهادات معتمدة تعزز سيرهم الذاتية وتفتح لهم أبواب العمل في المستقبل،إن هذه الخطوات ليست مجرد أسس تعليمية، بل تمثل استثمارًا في طاقات الشباب المصري واستجابة لتحديات سوق العمل.

في النهاية، يمكن القول إن مبادرة الرواد الرقميين تمثل خطوة استراتيجية نحو تمكين الشباب المصري في عالم تكنولوجيا المعلومات،من خلال التركيز على التعليم المجاني والممارسات العملية، تسهم المبادرة في تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي،إن الدعم الحكومي والشراكات مع الشركات العالمية سيساعد في تحقيق أهداف المبادرة، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المستدامة في مصر.