السِيرَة الجنائية للجنرال ع الفَتَّاح البُرْهَان بالدَليلِ والبُرْهَان

بقلم: عبد العزيز عثمان سام- 15 أبريل 2019م
وَرْدٌ وَشَوك:
. الجلَّابة مُغرَمُون بالسيرةِ الذاتية وشجرة النَسَب، التى تنتهى بهم عادَة إلى عوالِم هُلامية مُتوَهَّمَة ينجرُونها وصُولاً إلى ما يعتقدونه نقاءً عِرقِيَّاً. 
فرأيتُ أن أردفَ السِيرة الذاتية للجنرال البُرهان بسِيرته الجنَائِيَّة لإستكمالِ الصورة التى تؤهِّله ليكون بطل التطهير العرقى الأوَّل فى السودان متفوِّقاً على رئيسِه المخلوع "مَجَازَاً" عمر البشير.
وقبل الخوض فى لُجَّةِ سيرة جرائم وإنتهاكات البُرهان أسأله سؤالاً مهماً، بوصفه رئيساً لمجلسِ الجنرالات خُلفَاء البشير: أين المخلوع عمر حسن أحمد البشير؟ من حقِّ الشعب السودانى معرفة أين هو ورُؤيته والهتاف فى وجهِه. 
وأعلمُوا يا مجلس عسكرى انتقالى أنَّ سيدنا موسى كليمُ الله سَألَ ربُّه:(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) سورة الأعراف. 
وسيدنا إبراهيم خليل الرحمن وأبو الأنبياء والمُسلِم الأوَّل لم يستحْ من سؤالِ ربِّه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) سورة البقرة. 
أمَّا أنا ومعظم الشعب السودانى نكفرُ صرَاحاً برِواية الجنرال عوض بن عوف فى بيانه الأوَّل بأنَّ البشير"مقتلعٌ" ومحبُوس فى مأمَن. 
الشعب الثائر ضد الطاغية ومساعديه يريدُ أن يرَى الطاغية فى سجنِ كوبر المكان الذى يُحبَسُ فيه أمثاله عَادَة. وإلَّا فإنَّ البرهان وشيعته يلعبون بالشعبِ السودانى وبراهين ذلك الكذب واللعب بعددِ الحَصَى، نريد أن نرى الرئيس المخلوع. ولن أكُفَّ عن طرح سؤالى وطلبِى هذا كلَّمَا كتبت أو تحدثتُ، وسوف"أسُكَّه سَكَّ دَامة الأسود فى لَعَبَةِ الهَارت" وَرَاهَا حتَّى نرَاهَا.
عبد الفتاح البُرهان وسِيرَة جنائِيَّة غاَرِقة فى دماءِ أهل دارفور:
. ذهب إلى دارفور برُتبة الملازم فى 1990م وفى 1998م ترقَّى لرُتبَةِ الرائد.
. فى الفترة من 1998م إلى 2002م عمل البُرهان مديراً لمكتب اللواء حينذاك محمد أحمد مصطفى الدابى الذى ذهب هناك بسُلطاتِ رئيس الجمهورية ومُمثِّلاً له بسلطات فوق الوالى عمَّنَا المرحوم إبراهيم يحيى ونفَّذ أوَّل جريمة تطهير عِرقِى وإبادة جماعية لأهلِ غرب دارفور دار أندوكا فقتلَ أبناء قبيلة المساليت والقبائل الأصلِية الأخرى لصالح القبائلِ العربية هُنَاك. وطوال فترة إبادة الفريق الدابى لأهلِ غرب دارفور كان عبد الفتاح البُرهان هذا شرِيكاً أصيلاً وسَاعِدَاً أيمنَ للدَابِى، ومدير مكتبه وأمين سِرِّه.
. سؤال: لماذا لم يُتَّهَم الفريق الدَابى وتابِعه عبد الفتاح البُرْهان لدى المحكمة الجنائية الدولية فى جرَائِمِهم بولاية غرب دارفور؟. 
. الإجابة: عندما كان الفريق الدابى وتابعه مدير مكتبه البرهان يُبِيدُونَ أهالى دار أندوكا العزَّل لم تنشأ المحكمة الجنائية الدولية بعدُ. صحيح أن قانون نظام روما Rome Statute قد صدر فى 1998م ووقَّعت عليه حكومة السودان ضمن دول العالم، ولكن المحكمة الجنائية الدولية التى تُطبِّق قانون نظام روما نشأت فى بداية يوليو2002م ورفضت حكومة السودان المُصَادقة على المحكمة لأنَّها وقتذاك قد بدأت فى إرتكاب جرائم الإبادة وجرائم الحرب فى عمومِ إقليم دارفور. 
. وعندما أحال مجلس الأمن بالأمم المتحدة الحالة فى دارفور إلى المدَّعِى بالمحكمة الجنائية الدولية بموجب القرار رقم 1593 لسنة 2005م الصادر بتاريخ 31 مارس 2005م نصَّ فى فاتِحَةِ القرار على عِبارة (إحالة الوضع فى إقليم دارفور منذ يوليو 2002م إلى المدعى بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاى- هولندا). وتفسِير وُرُود هذا التاريخ فى الإحالة هو أن قانونَ نظام روما دخل حيَّز التطبيق بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية ومباشرةِ عملها فى يوليو2002م، وذلك تطبيقاً لمبدأ"عدم تطبيق القانون بأثرٍ رجعى No Retroactivity" ويعنى هذا المبدأ القانونى المُهِم أن القانونَ إذا صدَر اليوم فيجب أن يطبَّقَ فقط على الأفعال التى وقعت بعد صدُورِه. لذلك فلَتَ المُجرِمان اللواء محمد احمد مصطفى الدابى وتابعِه ومدير مكتبه الرائد عبد الفتاح البرهان من أبشَعِ جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقى مارسه هؤلاء القَتَلَة ضِد أهلنا فى الجنينة دار أندوكا وعموم الولاية فى الفترة 1998- 2002م وبذلك نجَيَا من عقابِ الدُنيا وأنَّ عذابَ الأخِرة أشدَّ وأبقَى.
. بعد تنفيذه إبادة أهلِ ولاية غرب دارفور عاد البُرهَان إلى الخرطوم وتَمَّ تحفِيزه فذَهَب مُلحَقاً عسكرِياً إلى الصين. ولكن لمَّا إنفجرت الثورة المسلحة فى إقليم دارفور 2003م عاد فتَّاح البرهان إلى دارفور مَرَّة أخرى بحُكم خِبرته السابقة فى انجازِ التطهير والإبادة الجماعِية وهذه المرَّة بولاية وسطِ دارفور معْقَلِ قبيلة الفور. فجاء البُرهان مُعتَمَدَاً لمحلِّيةِ غرب جبل مرَّة وعاصمتها مدينة نيرتتى الجميلة فكرّر تجربته السابقة فأبَاد هذه المرَّة قبيلة الفور حيثُ عمل مُنسقاً لقوات الجنجويد وتمت ترقيته لرُتبَةِ اللِواء ومُنسِّقَاً عامَّاً لمليشيا الجنجويد فطفقَ البرهان يحصدُ أرواح أهلنا الفور حتَّى ترقَّى لرُتبَةِ الفريق،
. أسَّسَ الجنرال البرهان مليشيا "حرس الحدود" مع المُجرم الهَالِك شكُرت الله الذى كان يقتلُ الأهالى البُسطاء ويحرِقُ قُرَاهم ويغتصبُ النساء ويهتِفُ بأعلى صوته "فوق الله وتِحِت شكرت الله". بينما صديقه جنرال عبد الفتَّاح البُرَهان هذا كان أفظع من شكرت الله، فكان البرهان يلقب نفسه (برَبِّ الفور) وكان يجهرُ بهذا ويقولُ أنا رَبُّ الفور. كيف لا وقد سبقه فى ذلك فرعون، ألم يقُل أنَا رَبُّكم الأعلى؟ وكذلك فتاح البرهان كان يقول (أنا رَبُّ الفور). 
. فى بيان لمواطِنى منطقة غرب جبل مرَّة صدرَ فى يناير 2015م بخصوص المُجرِم القَاتِل ع الفتاح البُرهَان وَرَدَ فيه الآتى، والبيان مُتَاح فى الأسافير، ومعنون "ندَاء عاجِل" وممهُور بإسم المواطن مختار أبكر أبو القاسم نيابة عن اهالى المنطقة، أنقل منه هذه الجزئية:(الذين حضروا الاجتماع حوالى 253 شخص من قادة الجنجويد والمليشيات، ترأس الاجتماع المدعو فتح الرحمن البُرهان وخاطبهم ومن ضمنٍ ما قال: أنا عايزكم تطهِّرُوا هذه المنطقة تماماً من أىِّ مُواطن. وهذه المنطقة غنية بالمال من مختلف المواشى والمال والغنائم حقتَّكُم وأنا الآن أحضرت معى 75 سيارة لانكروزر مُسلَّحة من نيالا سوف يتم توزِيعها لكم أنتم الذين حضرتم الإجتماع.. وأقول ليكم بجانب العربات، الأفضل استخدام الخيَّالة لأنَّها أسْهَل، أقتلوهم وشِيلوا مالهم، ما تجِيبُو حىِّ، المَيت لِى والمال ليكم). 
هذا نذرٌ يسير من السيرَةِ الجنائية لرئيس السودان الجديد عبد الفتاح البُرهَان، فأرجو من الذين نشرُوا سيرته الذاتِية ونسبِه الشريف أن يضيفُوا إليه هذا الجُزء المُهِم من سيرَتِه الجنائية التى ستظَلُّ تلتصِقُ به دُنيَا وآخِرة.
. الناطق الرسمى للمجلسِ العسكرى، هل أنتَ حفِيدُ البطل على عبد اللطيف؟
لا أستطيعُ أن أخونَ مشَاعِرى نحو هذا الأبنُوسى الذى يشِعُّ نُورَاً من عقْلِه ومن وَجْهِهِ الذى رُغمَ سُمرَتِه يَشِعُّ نُوراً كالنور الذى ينبعثُ من وُجُوهِ شيوخِنا التجانية رضوان الله عليهم. إنِّى رأيتُ فى حياتِى رِجال سُمر البشرة من علماء التجانية ينبعِثُ من وجُوُهِهم نُوراً يمكنُكَ التحقَّق منِه جَهْرَاً. وهذا الضابط الذى أعتقد أنَّ إسمه الكَبَّاشِى شِدِّو يشعُّ منه نفس النُور. 
فَصِيحٌ كأنَّ أباه البروفسير عبد الله الطيب، ينطقُ العربية صحيحاً بالدرجَةِ الكامِلة، يكسِرُ ويرفعُ وينصِبُ كما قال بن مالك فى ألفِيَّتِه. تنظرُ إليه فيجْهَرك بثَباتِه ونُطقِه الصحيح وثقته بنفسه، وصِدِقه الذى يُرَى فى سَلَامَةِ لُغَةِ جَسَدِهِ Body language، رأيته لأوَّلِ مَرَّة فى مؤتمرِه الصحفى مساء الأمس 14 أبريل 2019م فقلتُ: معقول أن يكون هذا الجنرال الشاب منتوج هذه المؤسسة القَاتِلة لأهلِ الهامش السودانى منذُ نُشُوءِها؟ ولماذا إختار الكلية الحربية دون بقية المجالات التى هو أهْلٌ لها؟ وهل كان يعملُ لمثلِ هذا اليوم؟. هذا الجنرال أعاد للجُندِيَّةِ السودانية هيبتِها أيام أب عاج فرَّاج المِحَن وعبد الماجد حامد خليل وفيبيان أمان لونج. 
أنظرُ إليه مَلِيَّاً فأرَى البطل على عبد اللطيف الذى كان سيحقِّقُ للسودان حريته وإستقلاله لو لا غدر الجلابة عبيد الإنجليز فى السودان الذين إقعَدُوه كلَّما حاولَ النهوض والتحرر، هل عاد الكبَّاشِى شِدُّو ليُحرِّرَ السودان؟.
من ذا الذى يبلغُ هذا الجنرال أنَ عندنا له مكَاناً وموقعاً أخْيَرُ له مما هو فيه وسط هؤلاء المُجرِمين القَتَلَة من جيش المركز المُتخصِّص فى إبادَةِ سُكَّانِ السودان الأصلِيِّين؟ يا أيُّها الجنرالُ هذا الذى تمنحُ إحساساً بأنَّك نتَاج نماذج من كُلِّ السودانيِّين تمَّ خلطِهم معاً، يا كوكتيل أخذتَ من كُلِّ السودانيين أفضلَ ما عِندهم. تعَال معنا نخدمُ "مشروع التحرير العريض"، فأنت مِنَّا ونحنُ أهْلَك، ولله درَّك يا نسخةً من البطل على عبد اللطيف.
أعلنتُ إعجابى الشديد بهذا الجنرال الشاطر فردَّوا على بإخراجِ صورةٍ له عندما كان مُلازماً وضِمن حراسة المخلوع عمر البشير. وهذا عادى جِدَّاً ودليل على أنه رقم واحد منذ نعومة أظفاره، وأقول لهؤلاء الذين يرون فى ذلك عيباً أن هناك صورة منشورة فى الأسافير يظهرُ فيها ثلاثة رؤساء سودانيين، عبد الله خليل وعبود وجعفر نميرى الذى كان مُلازِماً مُميَّزاً لذلك أدَّى فقرة التحِيَّة بالسَيف التى يُختَارُ لها أفضَلُ صِغار الضباط. 
. الجنرال جوناسيد فتَّاح البرهان: أشهد على نفسِك أنَّكَ، حتَّى الآن، لم تَحِل حزب المؤتمر الوطنى ولم تَعتقِل قادته، ولم تضع يدك على شركة زين التى تبلغ مبِيعَاتها اليومية مليارات الجنيهات تُهَرَّب كلَّها للخارج، ولم تحِل جهاز الأمن والإستخبارات وصلاح قوش المُجرم الذى كان يقتلُ الثُّوار بدَمٍ بارد ثم يعرِضُ على ذويِّهم الدِيَّة ما زال حُرَّاً طليقاً. وسجن كوبر خالى من عمر البشير وأركان حربه، وتريدنى أن أصدِّقَ أنَّكِ ستحققُ ذرَّةً من أهدافِ الثورة وتطلُّعاتِ الشعب السودانى؟. 
يا شباب الثورة استمِرُّوا فى ثورتِكم واعتِصَامِكم يُعِينكم اهوأ، والله إنِّى لأخشى أن يصُدِرَ فتَّاح البُرْهَان هذا البيان رقم (3) بحَلِّ المجلس العسكرى وأعادة السُلطة للمُشير عمر البشير.