عتاب القلوب السوداء

بعض الناس لا تصح معاتبتهم، مثل الحقود والكذاب والخائن وصاحب القلب الأسود قليل الأصل، كل هؤلاء ممن لا ينفع أن تعاتبهم بأي حال من الأحوال، لأن صوتك سيرتد إليك كما لو أنك تتكلم داخل كهف ليس فيه أذن تصغي إليك!

نعاتب فقط من يحبوننا ونحبهم، من يحترموننا ونحترمهم، من يهتمون لأمرنا ونهتم لأمرهم، من يشاركوننا الفرحة والحزن ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم. هؤلاء فقط من يحق لنا معاتبتهم، لأن أصحاب القلوب البيضاء يلبون النداء، ويصغون إلى كلماتنا.

أما السيئون فكيف تعاتبهم؟! كيف تعاتب شخصا ليس بداخله ذرة خير واحدة؟! فلا تضيع وقتك على أصحاب القلوب المظلمة الذين إذا ألقيت كلمة على مسامعهم اختفت كأنها في ثقب أسود! لا تقرب قليل الأصل، ولا تصادق الأشخاص السيئين أبدا، فلا ينفع معهم كرم ولا محبة ولا عتاب، وإنما كل ما يستحقونه هو أن تطوي صفحتهم وترميها في سلة المهملات، وتقطع جسور التواصل بينك وبينهم.

إن أمثال هؤلاء الأشخاص المسمومين السيئين أشبه بمصاصي الدماء الذين يمتصون كل طاقة جيدة لديك. والمشكلة الأكبر هي أنك إذا صاحبتهم أو قربتهم منك بما فيه الكفاية، فإن الاستماع إليهم لفترة كافية سيجعلك تتأثر بما يقولونه ويفعلونه.

إن أردت حياة اجتماعية ناجحة فعليك الابتعاد عن أي شخص لا يدعم العلاقة القائمة بينك وبينه، وبل ويسيء إليها بأي شكل من الأشكال، مثل هذا الإنسان ينجح فقط في تثبيطك وإعطائك ردود أفعال سلبية، وخيانة ثقتك المرة تلو الأخرى، والكذب عليك مرارا وتكرارا. فما الفائدة إذن من وجود أناس كهؤلاء في حياتك؟ ثم بعد ذلك تأتي لتعاتب أمثالهم؟!

الحياة قصيرة، ولا تريد أن تقضيها وأنت محاط بأشخاص لا يدعمون طريقك نحو النجاح، بل يضعون في وجهك ألف سد وسد، ويسعون جاهدين لجرح مشاعرك أو استغلالك أو الاستخفاف بك. إذا كنت تطمح لعيش حياة رغيدة على كل الأصعدة، فلا بد أن تنتقي من تحبهم وتصادقهم، لأنك تصبح مع الوقت نسخة عمن تحيط نفسك بهم، ولأن الداعمين هم سندك وقت الأزمات وحين تحتاج إلى من ينصحك ويؤازرك، ويدعمك على طريق النجاح.حين تعاتب شخصا يجمعك به الحب أو الصداقة فإن وقع كلماتك سيصل إلى تلافيف عقله وقلبه، ليسارع إلى إرضائك وإيجاد حلول للمشكلة القائمة. أما عندما تعاتب قلبا لا يعرف معاني المحبة أو الصداقة فلن تحصد سوى خيبة الأمل، وستبدو فوق ذلك كله هشا ضعيفا وذليلا كأنما تستجدي الاهتمام والعطف!

لا سبيل إلى عيش حياة اجتماعية صحية وناجحة إلا من خلال إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين الناجحين، والابتعاد عن الفاشلين وأصحاب السوء وأي شخص يعرقل تقدمك ونموك ويؤذي مشاعرك.

لا تتردد لحظة واحدة في إنهاء علاقتك بشخص قليل الأصل، لأن نهاية مثل هذه العلاقة المسمومة هي مزابل التاريخ، فلا قيمة لوجود إنسان سيئ في حياتك، بل العكس تماما هو الصحيح، إذ ليس هناك أفضل من قطع الطريق الممدود بينك وبين من يستخفون بك ولا يقيمون لك وزنا، بينما تمد الجسور من ناحية أخرى بينك وبين المحب والصديق، فتعاتبه ويعاتبك وقتما تستدعي الضرورة.

حمد حسن التميمي – الأنباء الكويتية

كانت هذه تفاصيل خبر عتاب القلوب السوداء لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.