منذُ حملةِ ترامب الانتخابيَّةِ الأُولَى، وهُو يحملُ شعارَ أمريكَا أوَّلًا، والانتخاباتُ الماضيةُ لمْ تعطهِ الأغلبيَّةَ لولايةٍ ثانيةٍ، ولذلكَ رفضَ النتائجَ، وتمرَّدَ عليهَا؛ لدرجةٍ أدخلتْ أمريكا فِي أزمةٍ غيرِ مسبوقةٍ، ورفضَ حضورَ حفلِ تنصيبِ الرَّئيسِ بايدن؛ احتجاجًا علَى النتائجِ. وبعدَ أربعِ سنواتٍ مِن الاتِّهاماتِ والمرافعاتِ والمحاكماتِ قدَّمَ نفسَهُ للمسابقةِ علَى الرئاسةِ، وفازَ بترشيحِ الحزبِ الجمهوريِّ بأغلبيَّةٍ، واستمرَّ يخوضُ حملةً شرسةً ضدَّ بايدن، والحزبِ الديموقراطيِّ والمرشَّحةِ كاميلا هاريس، ومعَ اقترابِ موعدِ الانتخاباتِ، تشيرُ كلُّ الاستطلاعاتِ أنَّ الفارقَ ضئيلٌ جدًّا؛ لدرجةِ أنَّ ترامب قدْ يفوزُ ويعودُ للبيتِ الأبيضِ لشعاراتِهِ ووعودِهِ المفضَّلةِ وأساليبِهِ الاستفزازيَّةِ والابتزازيَّةِ، معتمدًا علَى قاعدةٍ جماهيريَّةٍ تدعمُ توجُّهاتِهِ.وبالمقارنةِ معَ بايدن وإدارتِهِ، فإنَّ سياسةَ الحزبِ الديموقراطيِّ تُبرزُ أنَّ الأسوأَ ينافسُ المثلَ خاصَّةً فِي السياسةِ الخارجيَّةِ، حتَّى وصلتْ أمريكَا إلى حافةِ قلِّةِ الاحترامِ عالميًّا؛ لدرجةٍ تهدِّدُ النظامَ العالميَّ بالتفكُّكِ والانهيارِ، وفِي الدَّاخلِ فوضَى وتفكُّكٌ وانحلالٌ شبيهٌ بمَا حصلَ للاتِّحادِ السوفييتيِّ تحتَ شعارِ غورباتشوف (Prostoroybka and Glasnost) حتَّى انهارَ فِي مرحلةِ غورباتشوف ويلتسين في عام 1991م.وكثيرٌ مِن المراقبِينَ للدَّاخلِ الأمريكيِّ وممارساتِ السياسةِ الخارجيَّةِ يستشرفُونَ ذلكَ الخطرَ إذَا عادَ ترامبُ إلى البيتِ الأبيضِ.
وبقراءةٍ متأنِّيةٍ لمقالِ وزيرِ الخارجيَّةِ بليكن فِي مجلَّة USA Foreign affairs observer الذِي يدلُّ علَى الصعوباتِ والتحدِّياتِ التِي ستواجهُ الولاياتِ المتَّحدة الأمريكيَّة بعدَ الانتخاباتِ المقبلة.. سياسةُ الدولِ تُبنَى علَى فلسفةِ الحكمةِ والرُّؤى والتصوُّراتِ والإخراجِ العمليِّ خاصَّةً عندمَا تكونُ الدولةُ قياديَّةً لهَا وعليهَا مسؤوليَّاتٌ أخلاقيَّةٌ وقانونيَّةٌ ويعوَّلُ عليهَا احترامُ ذلكَ، إذَا أرادتْ أنْ تُحترمَ وتكونَ قدوةً، وذلكَ مَا تفتقدهُ السياسةُ الأمريكيَّةُ مِن بدايةِ القرنِ الحادِي والعشرِينَ، وتحديدًا بعدَ انهيارِ الاتحادِ السوفييتيِّ وانفرادهَا بالهيمنةِ علَى النظامِ العالمِيِّ أُحاديِّ القطبيَّةِ.. والمنطقةُ العربيَّةُ كانتْ مِن أكبرِ الخاسرِينَ.حيَّدت مصرَ مِن الصراعِ علَى فلسطينَ، وسلَّمتِ العراقَ لإيرانَ، وتغوَّلت إسرائيلُ حتَّى أصبحتْ تمارسُ الإبادةَ الجماعيَّةَ فِي غزَّة ولبنانَ بدعمٍ أمريكيٍّ مطلقٍ، ضاربةً عرضَ الحائطِ بكلِّ قراراتِ الأُممِ المتَّحدةِ.. والفيتُو الأمريكيُّ يحميهَا مِن أيِّ عقوبةٍ! وأيًّا كانَ الرَّابحُ فِي انتخاباتِ أمريكَا المقبلةِ، فإنَّهَا ستواجهُ عالمًا لمْ يَعدْ يثقُ بهَا، ولَا يُصغِي لهَا، ولَا يعتمدُ عليهَا.
وآخرُ القولِ فِي هذَا الإيجازِ، إنَّ علَى كلِّ مَن يهمُّهُم أمرُ المنطقةِ العربيَّةِ أنْ يفهمُوا أنَّ سبعةَ عقودٍ مِن الاضطهادِ والإهاناتِ مِن إسرائيلَ بدعمٍ أمريكيٍّ مطلقٍ لنْ تُنسي الأجيالَ العربيَّةَ الحاليَّةَ والقادمةَ ذلكَ، ولنْ تنسيهَا المطالبةَ والصراعَ مِن أجلِ حقوقِهِم المشروعةِ، برغمِ كلِّ الأخطاءِ التِي ارتُكبتْ ضدَّهم، ومِن أسلافِهِم أيضًا.
م. محمد سعيد الفرحة الغامدي – جريدة المدينة
كانت هذه تفاصيل خبر هل يصبح ترامب غورباشوف أمريكا؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.