الهنود يحاربون الفساد والوحل

من أعلى جبال الهيمالايا حتى خليج البنجال.. تجرى المياة أكثر من ٢٥٠٠ كيلومتر فى نهر الجانج الذى يعتبره الهندوس نهرهم المقدس.. يحجون إليه كل سنة ليغسلوا بمياهه ذنوبهم وخطاياهم ويتمنون الموت على ضفافه.. وكان لابد من توضيح ذلك أولا لمعرفة معنى تهديد مصارعات ومصارعى الهند بإلقاء ميدالياتهم فى نهر الجانج إن ظلت الحكومة تحمى اتحاد المصارعة المتهم بالفساد والتحرش باللاعبات واستغلال أجسادهن.. وغير هذا التهديد كانت الوقفات الاحتجاجية ورسائل الغضب ومحاولات لم تتوقف منذ العام الماضى.. فلم تكن القضية مجرد سبع لاعبات تم استغلالهن إنما سبع لاعبات فقط هن اللاتى امتلكن الجرأة على الشكوى والكلام فى حين اختارت كثيرات الصمت خوفا من العقاب ولم تتحدث أى منهن عما يجرى فى المعسكرات والرحلات.. فرئيس الاتحاد السابق كان من الحزب الحاكم وكلما علت ضده الأصوات والصرخات.. كان يتحدث عن نجاحات ناريندار مودى، رئيس الحكومة والحزب، كأنه يقول للناس إنه فوق المساءلة والقانون.. وحين استجابت الحكومة أخيرا وقررت ألا تحمى هذا الرجل.. فوجئت نفس الحكومة بالاتحاد الجديد يديره رجال الاتحاد القديم.. وأن القرارات لا يصدرها هؤلاء الذين يظهرون فى الاجتماعات والمؤتمرات وشاشات التليفزيون.. إنما هى نفس الوجوه القديمة التى تظل تدير اللعبة من وراء الستار وتتمسك بالبقاء رغم كل أخطائها وخطاياها وفسادها.. ولهذا استمرت الحرب ضد اتحاد المصارعة وضد من يديرونه مباشرة أو بالوكالة.. وآخر تلك الحروب كانت تلك التى خاضتها نجمة المصارعة فينيش فوجات التى نجحت منذ أيام فى انتخابات ولاية هاريانا وأصبحت نائبة تمثل حزب المؤتمر المعارض..

ولم تكن فينيش سياسية لكنها عادت من دورة باريس الماضية وأعلنت اعتزالها وقررت اللجوء للسياسة استكمالا لحربها ضد فساد المصارعة ومن يديرونها فى الهند.. ومنحها كثيرون أصواتهم احتراما لقضيتها وإصرارها وعدم خوفها من أى تهديد.. واعتبرها مزارعون وعمال وموظفون مقاتلة تدافع عن بناتهم وليس فقط عن لاعبات المصارعة.. ومن المؤكد أن فينيش وزميلاتها وزملاءها اكتسبوا هذه القدرة على الاستمرار والتحدى من فلسفة المصارعة القديمة فى الهند.. فرغم أن المصارعة هى ثانى أكثر ألعاب الهند فوزا بميداليات أوليمبية بعد الهوكى.. إلا أن المصارعة عرفتها الهند قبل أكثر من ألفى عام وكانت وقتها تحمل اسم كوشتى.. وكان يمارسها الهنود فوق أرض يغطيها الوحل والزيت.. وكان القصد هو أن يتعلم الإنسان المحافظة على توازنه والاحتفاظ بقوته وقدرته على التحدى ورغبته فى الانتصار تحت أى ظروف حتى لو تغطت أجسادهم بالوحل.. وواضح أن هذه الفلسفة لاتزال تسكن قلوب وعقول كثيرين مثل فينيش وزميلاتها وزملائها الذين سينتصرون رغم الفساد والوحل.

ياسر ايوب – المصري اليوم

كانت هذه تفاصيل خبر الهنود يحاربون الفساد والوحل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.