أوهام «كبسة زر»

بمتابعة تداعيات ما يحدث في المنطقة، عبر قنوات فضائية إخبارية كانت، أم غيرها، ومرور سريع على منصات التواصل الاجتماعي وملاحقة ما يدور على صفحات الإعلام الرقمي بين العرب من المشرق إلى المغرب، يشعر المرء بالغثيان من كم الكراهية العميقة التي أفرزتها الأحداث الأخيرة وحجم الإساءات اللفظية التي يوجهونها لبعضهم، والسباب والشتائم التي أصبحت لغة الحوار بينهم.

أسلوب يصل إلى حد القرف والاشمئزاز، ومع ذلك فإن الساحة لا تخلو من العقلاء والحكماء من مختلف التيارات والطوائف والمذاهب في المنطقة، يحاول هؤلاء التهدئة، وفتح العيون المغمضة، ووضع الحقائق أمامها، والحرص على توضيح ما هو في صالح المنطقة المتجهة نحو ما لا يحمد عقباه، تجنباً لما هو أسوأ.

لكن هيهات، فليس غير التخوين والتهديد والوعيد هو ما يسمع. الدمار في كل مكان، وقد قضى على الأخضر واليابس، رحل المتآمرون بعد أن أحالوا ديارهم خراباً ودماراً، أخذوا بلادهم إلى الهاوية وقد تمزقت أواصر الشعب الواحد وفرقتهم دون التفكير في مصيرهم.

بلد الجمال لبنان لم يعد كما كان، ولم تعد وجهة العرب وغيرهم كأفضل وجهة للسياحة والراحة، ولم تعد «سويسرا الشرق» كما كانوا يلقبونها، وقد كانت مثالاً رائعاً للحرية والتعددية والسلام والرخاء، كان أهلها ميسوري الحال إن لم يكونوا أثرياء.

اليوم ولبنان على وشك كارثة حقيقية في ظل وجود أكثر من مليون و200 ألف شخص يعيشون في العراء يدفعون ثمن لعبة سياسية قذرة ومدمرة وأوهام «كبسة زر»، التي كانوا يقولون إنها تفتح أمامهم كل الأبواب للعيش الكريم، ولكن..
ميليشيات إرهابية أمعنت في إضعاف الدولة اللبنانية، واستقوت على سيادتها، وتحكمت في مفاصل الحكم.

ما يعانيه اللبنانيون قاسٍ بمعنى الكلمة، أشد منه قسوة الشتات والانقسام والفرقة بين العرب، وكأن التاريخ يضع بصمة سوداء قاتمة السواد لم يجرؤ عليها الأولون، وقد يخشاها المقبلون.

يتساءل الشارع العربي تساؤلات الناس في لبنان، إلى متى؟ ذهب فلان وجاء علان، فهل يعيد التاريخ نفسه، وسيبقى لبنان يعاني أزمة رئاسية طويلة، فراغ فاقم الأزمات، التطورات المتلاحقة تشير إلى أن التوتر سيبقى العنوان الرئيسي للوضع في لبنان في ظل الأحداث المتسارعة، وتظل الكارثة الإنسانية الحلقة الأكثر ألماً وإيلاماً في حكاية تهز الوجدان، تترقب الانفراج.

فضيلة المعيني – صحيفة البيان

كانت هذه تفاصيل خبر أوهام «كبسة زر» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :