لماذا نجح الضفدع؟

يروى أنه في أحد الأيام، تقرر إقامة مسابقة كبرى بين مجموعة من الضفادع في تحدي الوصول إلى قمة برج عالٍ. تجمعت حشود كبيرة من الجماهير لمتابعة السباق وتشجيع الضفادع المتسابقة، ومع انطلاق السباق كانت ثقة الجمهور المتفرج معدومة تماماً في قدرة الضفادع على النجاح في الوصول إلى القمة، وبدأ الجمهور في الهتاف: “لا تضيعوا وقتكم! القمة عالية وصعبة عليكم!”. وفعلا، بدأت مجموعة من الضفادع المتسابقة تسقط والآخر ينسحب بعد أن فقدوا الأمل واستصعبوا طول المسافة وارتفاع البرج، ولكن مع ذلك واصلت قلة قليلة من الضفادع طريقها نحو قمة البرج.

مر الوقت وواصل الجمهور بكل عزيمة وثبات عملية تثبيط الضفادع المتسابقة، وبدؤوا يصرخون:”مستحيل! مستحيل! دربكم طويل!!”. لم تصمد الكثير من الضفادع أمام التعب والإرهاق والضغوط النفسية الناتجة عن هذه الطاقة السلبية من الجمهور، وراحت تسقط على درجات البرج وتنسحب من مواصلة السباق.

ظن الجميع أن السباق انتهى، ولكن صدمت الجماهير من ضفدع واحد ظل صامداً مثابراً يصعد الدرجة تلو الدرجة حتى وصل إلى قمة البرج وفاز في السباق! اجتمعت الجماهير لمعرفة سر نجاح هذا الضفدع البطل الذي تحدى جميع الصعاب، وكانت المفاجأة أن ذلك الضفدع كان يعاني من الصمم ولم يسمع أي شيء من هتافات الجمهور وعباراتهم السلبية.

وبعيداً عن رمزية القصة ورسالتها الرائعة في ضرورة تجاهل تثبيط الأعداء ومكائد الحاسدين والتركيز بكل قوة على تحقيق الهدف، فنجاح الضفدع لم يكن سببه الصمم الحسي، بل الصمم الإرادي عن الرسائل السلبية والعمى الإرادي عن النظر والالتفات إلى جيش الضفادع الذين انهزموا وانهاروا، وفي الكثير من الحالات، فمن أهم المهارات المطلوبة لدى الناجحين القدرة على هزيمة التفكير الزائد والوساوس والانجرار في قيعان الأفكار السلبية التي تستطيع تحطيم عزيمة الكثير من الأشخاص.

وبالمقابل فليس التجاهل التام للنقد صحيحاً دائماً، فحتى الآراء السلبية قد يتمكن الإنسان الناجح من الاستفادة منها باستخلاص الدروس والفوائد التي تيسر له دروب النجاح، كمن يبني القلاع من الحجار التي يرميها أعداؤه عليه ويصنع أوسمة الفوز ونياشين النصر من السهام التي يرميها عليه حساده.

وختاما، من المضحك المبكي أن الضفدع الأصم الذي صعد البرج كان ممتناً جداً للجمهور لأنه اعتقد أنهم بصراخهم وهتافهم من بعيد كان يشجعونه ويحفزونه بكل قوة وحرارة ليصل إلى القمة، من الرائع أن يصل الإنسان لمرحلة من النضج يشعر فيها بالامتنان لكل من حاربه وكاد له وينظر لهذه المكائد والتحديات كمحفزات للنجاح؛ لأن وجود الأعداء والحساد والمثبطين هو دليل قوي بأنه على الطريق الصحيح ليصل للقمة ويواصل دربه حتى ينتصر.

د. م. عصام أمان الله بخاري – جريدة الرياض

كانت هذه تفاصيل خبر لماذا نجح الضفدع؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.