العلم يقود إلى الإيمان وليس إلى الإلحاد

يقول عالم الفيزياء الألماني “فيرنر هايزنبرغ” (ت 1976م): “إنّ أوّل جرعة من كأس العلوم الطبيعية سوف تحوّلك إلى ملحد، ولكن في نهاية الكأس، ستجد الله في انتظارك”..

هذه الحقيقة التي شهد بها واحد من علماء الغرب المبرّزين في مجال الفيزياء، تصف حال كثير من العلمانيين والمنفلتين من الدين في بلاد المسلمين؛ فما أن يطالع الواحد منهم بعض المعلومات في هذا المجال أو ذاك، حتى يظنّ أنّه قد صار مثقفا وباحثا مستغنيا عن كلّ توجيه متحرّرا من كلّ قيد، فينطلق لانتقاد واقع المسلمين ومنه إلى انتقاد الإسلام نفسه، لينتهي به المطاف إلى الإلحاد، وهو المآل الذي يصل إليه بعض الشّباب الذين لا يملكون عقيدة راسخة ولا اطلاعا كافيا على حقائق الدين، ولا يستصحبون هدفا ولا غاية من الإبحار في مواقع الإنترنت، فلا يشعر الواحد منهم إلا قد وقع ضحية لبعض المنتصبين لمحاربة الدّين وإثارة الشّبهات على حقائقه، بعد أن يُغروه بأنّ في وسعه ومن حقّه أن ينتقد كلّ فكرة وكلّ حقيقة.
لقد زحزحت وسائلُ الإعلام والتواصل العلمانيةُ مكانة الدين في حياة بعض شبابنا ليصبح في آخر الاهتمامات، وكان سهلا بعد ذلك على دعاة المذاهب الباطلة وسدنة الإلحاد الذين يلجؤون إلى التدليس والتلبيس وقلب الحقائق أن يأخذوا بأيدي هؤلاء الشّباب من الفطرة والإيمان إلى الشكّ والحيرة ومنهما إلى الإلحاد، ولولا أساليب التغرير والتلبيس التي يعتمدها الداعون إلى الإلحاد ما كان لمسلم عاقل أن يتخلّى عن إيمانه في مثل هذا الزّمان ومثل هذه السّنوات الذي تلقّى فيها الإلحاد ضربات قاصمة من طرف علماء الفيزياء والفلك والرياضيات والبيولوجيا، وأصبح دليلا على خفة العقل بين العلماء والأكاديميين في الغرب، بل إنّه –أي الإلحاد- يتّجه ليصنّف مرضا نفسيا وليس فكرا يستحق الاحترام.. إنّه لأمر غاية في الأسف أن تسمع بشباب مسلمين يقعون في أعظم خطيئة يمكن أن يتلبس بها إنسان عاقل ألا وهي إنكار وجود الخالق الذي تنطق جوارح كلّ مخلوق بل وتنطق كلّ ذرّة بعظمته وعلمه سبحانه جلّ في علاه.
في زمن لم تكن البشرية تعلم من أسرار هذا الكون غير شيء يسير هيّن ممّا تراه عين الإنسان القاصرة، سئل أعرابيّ عن الله فقال بفطرته: “إذا كانت البعرة تدلّ على البعير، والأثر يدلّ على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير؟”، وفي زماننا هذا يتجرّأ مخلوق ضعيف على إنكار الخالق وهو يقرأ ويسمع عمّا اكتشفه العلماء من إعجاز مذهل في خلق الإنسان وتناسق دقيق في خلق الكون الواسع الفسيح، بصورة تحقّق معها وعد العليم الخبير سبحانه: ((سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)).

قبل عقود من الزّمان كان العلماء يظنون أنّ الكون أزلي لا بداية له وأبديّ لا نهاية له، لكنّهم تخلّوا عن هذا الاعتقاد عندما اكتشفوا آثارا إشعاعية للانفجار العظيم (Big Bang) الذي كانت معه بداية الكون، واكتشف العالم الفلكي الأمريكيّ “إدوين هابل” (ت 1953م) أنّ الكون في اتّساع مستمرّ، ما يؤكّد أنّ له بداية. وعندما تقدّم العلماء في دراسة الانفجار العظيم وجدوا أنفسهم مذهولين مشدوهين أمام حقائق وأرقام وثوابت غاية في الدقّة، تدلّ على أنّ هذا الكون يستحيل أن يكون قد نشأ صدفة؛ لقد كان عدما، و”في تلك اللحظة القصيرة التي يقدّرها العلماء بجزء من مليون من مليون من مليون من مليون جزء من الثانية حدث الانفجار من جرم صغير، وظهرت مادة الكون وطاقته، وضبطت بعناية فائقة مذهلة آلافُ الثوابت الكونية والفيزيائية التي لو اختلّ ثابت واحد منها بمقدار جزء من المليار جزء، لانهار الكون على نفسه قبل أن يبدأ”، ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)). يقول العلماء إنّ “الثوابت الكونية التي جعلت من عالمنا عالما صالحا للحياة هي بمثابة وقوف الكون كله على طرف مسمار؛ غاية في الدقة والعناية، لو اختلّ واحد منها بقدر ضئيل جدا لانهار هذا الكون”. لقد وجّهت الاكتشافات العلمية الحديثة التي تسارعت في العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين صفعات موجعة للنظريات البالية التي كان يتشبّث بها الملاحدة، وعلى رأسها نظرية أصل الأنواع لداروين التي ظنّ المتشبّثون بها أنّها كفيلة بتفسير الخلق الذي يتطوّر بنفسه من دون الحاجة إلى الخالق، لكنّها تهاوت بعدما اكتشف العلماء الـDNA ومكوناته الدقيقة والمعقّدة.

نحن الآن نحتار لتطوّر علوم الإلكترونيات ونرى كيف أصبح في الإمكان تخزين آلاف الكتب في شريحة لا يتعدّى حجمها رأس الأصبع، لكن ماذا يساوي هذا التطوّر أمام ما خلقه الواحد الأحد؟ ماذا تساوي المعلومات التي تخزّنها الذاكرة الإلكترونية أمام ما يخزّنه شريط الـ DNAفي خلية حية واحدة لا تُرى بالعين المجرّدة؟ علماء الأحياء الآن يقرّون بأنّ أيّ كمبيوتر مهما كان تطوّره، لن يبلغ درجة الوعي لدى كائن وحيد الخلية كالأميبا. هذا مع كائن وحيد الخلية، كيف بكائن مثل الذّبابة؟ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)).. لقد استطاع العلماء في العام 2003م قراءة المعلومات التي يحتويها الـDNA، ووجدوا أنفسهم أمام إعجاز مذهل يدلّ ليس فقط على وجود الخالق وإنّما على أنّه خالق عليم خبير حكيم مبدع.. ما جعل علماء كثرا يعزّون الملاحدة، ويبشّرون بتشييع الإلحاد إلى مثواه الأخير.

سلطان بركاني – الشروق الجزائرية

كانت هذه تفاصيل خبر العلم يقود إلى الإيمان وليس إلى الإلحاد لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.