هل يمكنك أن تبدأ معركة مع جيش مدجج بالقاذفات دون أن يكون لديك سلاح طيران أو، على الأقل، منظومة دفاع جوي؟ ممكن إذا كانت توقعاتك لرد فعل العدو منخفضة.
هذا هو الخطأ في الحساب الذي وقعت فيه حركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وكررته جماعة حزب الله في لبنان بعدها بيوم.
كان المتوقع، حتى لدى آخرين غير حماس، أن تأخذ إسرائيل خطوة إلى الخلف في وجود أكثر من 200 محتجز في القطاع، أغلبهم إسرائيليون، كانوا حصيلة هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بداية عملية طوفان الأقصى.
ففي 2011 بادلت إسرائيل جنديا مأسورا في غزة، هو جلعاد شاليط، بأكثر من ألف من الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، وكان من بينهم يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الحالي، والذي ينسب له الجميع تقريبا التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وكان متخذ قرار التبادل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي كان رئيس الحكومة أيضا في ذلك الوقت.
وما دام الحال كذلك فلماذا لا يتوقع الكثيرون، أو اكثر الناس الذين يتابعون تطورات الشرق الأوسط، أن يطلق نتنياهو سراح جميع الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل مقابل أكثر من 200 أسير لدى حماس وفصائل المقاومة الأخرى في القطاع.
بل كانت توقعات أصحاب الحد الأقصى من التفاؤل، أو المثاليين، أن يكون نتنياهو في شجاعة أو دهاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد الهزيمة العربية الكبرى في يونيو (حزيران) 1967 فيظهر على شاشة التلفزيون معلنا تنحيه نهائيا عن المنصب لأخيه وصديقه وزميله “فلان” من الطبقة السياسية الإسرائيلية. فهزيمة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي منيت بها إسرائيل لا تقل ثقلا أو فداحة عن هزيمة العرب في يونيو (حزيران) 1967 إذا قسنا بالأحجام.
ربما أن تلك التوقعات كانت صحيحة. وربما أن هناك أشياء أخرى مختلفة دخلت على الخط في إسرائيل أو من خارجها، أي من حلفاء تل أبيب في الغرب، وتأتي الولايات المتحدة في المقدمة منهم. لا بد أن شيطانا هنا أو هناك وسوس لأولى الأمر بأن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يعادل هجوم تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وبشكل ما أشار نتنياهو إلى ذلك في وقت لاحق. وإذا كان الأمر كذلك فلتدق طبول الحرب بأعلى صوت، ولتتجاهل إسرائيل أسراها لأنها ستخسر في الحرب عشرات الآلاف من القتلى والمصابين.
ربما حدث هذا على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خسرا قبل وقت قصير أفغانستان التي كانت أحداث 2001 ذريعة غزوها. الخلاصة أنك في الأمور الاستراتيجية لا بد أن تعد العدة المناسبة، وأن تكون توقعاتك في حدها الأقصى وألا تترك شاردة أو واردة إلا وتحسب حسابا الكامل. دفع قطاع غزة ثمنا مروعا للخطأ في الحساب، أو للتوقعات المنخفضة، وبلغت ذروة الثمن أغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس ومقتل قرابة 50 ألف فلسطيني في القطاع.
ودفع حزب الله ثمنا باهظا ذروته اغتيال الأمين العام/ حسن نصرالله ونزوح نحو مليون من شيعته عن ديارهم في لبنان. وقريبا استأنف النقاش. (الصورتان لحسن نصر الله ويحيى السنوار).
محمد عبد اللاه – بوابة روز اليوسف
كانت هذه تفاصيل خبر سؤال الساعة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.