سياحة «البقلاوة»

لطالما كان الترويج السياحى لدولة أو مدينة ما مرتبطًا بتاريخها وما تمتلكه من آثار أو فنون تعبر عن دورها الحضارى عبر العصور، أو حتى تأثيرها السياسى والاقتصادى فى عالم اليوم، لكن هل يمكن أن تكون «البقلاوة» عنصر جذب سياحى ومقومًا للنمو الاقتصادى؟.

على مدار يومين، شهدت احتفاء كبيرًا بـ«البقلاوة» وغيرها من المأكولات الشعبية، فى مدينة غازى عنتاب التركية، التى زرتها بدعوة من وزارة الثقافة والسياحة التركية، لحضور فعاليات مهرجان «مسار ثقافة»، وهو مهرجان فنى ثقافى، يجمع بين الموسيقى وفنون الطهى، بدأ تنظيمه عام ٢٠٢١، بـ«مسار بيوغلو الثقافى»، وتوسع ليشمل ١٦ مدينة هذا العام، تُقام بها أكثر من ٦٠٠٠ فعالية، بمشاركة ما يقرب من ٤٠ ألف فنان.

فى ساحة المهرجان يمكنك بالفعل تذوق مدينة غازى عنتاب، عبر مجموعة متنوعة من الأكلات والتوابل، من البقلاوة إلى الفستق وصولًا إلى الخضروات المجففة، وعلى رأسها الفلفل الأحمر، الذى يتدلى من الأسقف، مشكلًا لوحات فنية ملونة تمتزج مع رائحة المشاوى، التى تتميز بها المدينة التركية، المصنفة كواحدة من المدن الإبداعية فى فنون الطهى، وفقًا لليونسكو.

تَعتبر غازى عنتاب الطعام جزءًا من هويتها الثقافية والاقتصادية أيضًا، فبحسب منظمة اليونسكو، فإن «فن الطهى هو القوة الدافعة الرئيسية للاقتصاد المحلى، حيث يعمل ٦٠٪ من السكان فى هذا المجال»، لذلك يُعتبر الطبخ «مرادفًا للاحتفالات والحوار بين الثقافات والتماسك الاجتماعى» فى المدينة.

ولا يُعد هذا غريبًا بالنسبة لمدينة غازى عنتاب، التى يمتد تاريخها إلى نحو ٦ آلاف عام، ولاسيما أن وقوعها على طريق الحرير التاريخى وطريق التوابل أسهم فى تشكيل تراثها الحضارى والغذائى أيضًا، وصبغ مطبخها بنكهات متنوعة من الزعفران إلى النعناع ليحتوى تراثها من المأكولات الشعبية على نحو ٣٠ نوعًا مختلفًا من الكباب مثلًا.

اعتماد غازى عنتاب على الطعام كجزء من مقومات الجذب السياحى يتماشى مع تطور صناعة السفر عالميًّا، والتى أصبحت «سياحة الطعام» أحد أنماطها الرئيسية منذ عام ٢٠٠١، وهو نمط يمزج بين المطاعم الفاخرة والمأكولات الشعبية فى الأسواق المحلية.

اكتسبت سياحة الطعام زخمًا متزايدًا، حيث تشير تقارير دولية إلى أن حجم سوق سياحة الطهى وصل إلى ١.١ تريليون دولار فى عام ٢٠٢٣، ومن المتوقع أن ينمو بقوة فى السنوات العشر المقبلة.

بات الترويج للمطبخ الشعبى جزءًا من مقومات الجذب السياحى فى العصر الحالى، وهو أمر تنبهت مصر له أخيرًا مع تدشين منصة «جوجل» للثقافة والفنون مشروع «سفرة مصر»، فى فبراير الماضى، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، بهدف تعريف شعوب العالم بالتميّز والتنوّع الذى تتمتع به المأكولات المصرية وإلقاء الضوء على تراث الطهى المصرى، فهل يمكن أن يكون «طبق الكشرى» عنصر جذب سياحى فى المستقبل؟. وهل سنشهد انتشارًا للمطبخ المصرى أسوة بمطابخ دول أخرى فى المنطقة غزت مطاعمها عواصم العالم؟.

فتحية الدخاخني – المصري اليوم

كانت هذه تفاصيل خبر سياحة «البقلاوة» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.