(المنصات)…عدو أم صديق؟!!

قبل عام2020، عندما لم يكن العالم قد عرف بعد الفيروس اللعين ()، لم أكن أتخيل أن أتعامل ببساطة مع المنصات الرقمية، لم تستهونى أبدا.

إلا أن بعد أن سيطرت (كورونا) على الحياة، بل وهاجمتنى قبل ثلاث سنوات بضراوة، لولا ستر ربنا، منذ ذلك الحين، وأنا ألجأ إليها، صارت تشكل جزءا معتبرا من النوافذ التي لا أتنازل أبدا عنها (وعلى رأى سميرة سعيد) مهما يكون!!

بقدر كبير من التوجس تعاملنا مع المنصات الرقمية، الأغلبية خاصة ممن هم فى جيلى، كانت تراها بمثابة خطر محدق، يهدد مصير المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية، ويطعنها فى مقتل، بينما على أرض الواقع، لم يكن الأمر على هذا النحو، بعد بضع سنوات بدأنا نرى الكثير من الإيجابيات.

المنصات تملك القدرة على تحطيم العديد مما نعتبره قواعد صماء لا تحتمل التغيير، وتتحمل هامشا كبيرا من المغامرة، أكبر خطر يواجه بضراوة الدراما، حتمية الوصول فى عدد الحلقات إلى رقم (30)، والتي بدأت مع انتشار الفضائيات، حيث تنتعش عادة سوق المسلسلات الرمضانية، وهكذا صار الرقم إجباريا.

القنوات الفضائية، فى سباق، الكل يبحث عن المسلسل الأكثر جاذبية لتستغرق حلقاته كل أيام الشهر الكريم.

وهنا بدأ استخدام توصيف (الفطاطرى)، الذي أطلقه كاتبنا الكبير وحيد حامد، وكان يضرب المثل بفكرة قطعة العجين الصغيرة التي يتم تشكيلها طبقا لرغبات الزبون.

كثيرا ما يستخدم النقاد تعبير (اللت والعجن) يطلقونها على الكتاب الذين يصرون على أن يشغلوا بها مساحة درامية أكبر، أنه صراع أطلق أنا عليه (معركة الصفحة البيضاء)، والتي يجب على الكاتب أن يملأها بأى ثرثرة زائفة، وأحداث مفتعلة.

تلك هى (آفة) الدراما بكل أطيافها سينما مسرح إذاعة تليفزيون؟ عندما يصبح الرهان هو كيف تملأ الفراغ الزائف بفراغ أكثر زيفا!!.

عدد كبير من المسلسلات الناجحة فى رمضان الماضى لم تزد على 15 حلقة، وفى رمضان القادم أتوقع أن نرى مسلسلات لا يتجاوز بعضها 10 حلقات، الحالة الدرامية هى التي تحدد عدد الحلقات، وليست الرغبة المطلقة لأصحاب الفضائيات، وهذا التغيير انطلق تحديدا من المنصات.

يومًا سألت المخرج يوسف شاهين عن العيب الأكبر فى الدراما التليفزيونية؟ أجابنى (الرغى)، وكان يطالب تلاميذه، بتجنبها، واعتبرها مثل الرمال المتحركة، من تنزلق قدمه مرة لن يستطيع الفكاك أبدًا، وقال:(مش عايز الممثل يبقى زى بائعى اللبن، يعدى على الزبائن صباح كل يوم تاركا زجاجة اللبن أمام باب الشقة)، الغريب أن كل من حذرهم يوسف شاهين، من بين نجوم أفلامه، أصبحوا بعدها من علامات الدراما التليفزيونية، مثل نور الشريف ويسرا ومحمود حميدة وحسين فهمى وغيرهم، بينما لم يعد واقعيا مثلما كان يحدث فى الماضى، نرى بائعى اللبن وهم يقرعون فى الصباح الباكر أبواب الزبائن، ثم يتركون الزجاجات الممتلئة على الباب، ليحصلوا على الزجاجات الفارغة.

كل شىء تغير، كبار نجوم الشباك فى السينما يتوجهون بقوة للدراما التليفزيونية، وتحديدا للمنصات، التي ساهمت بقوة فى تغيير ملامح الحالة الدرامية بكل تنويعاتها، وتحولت من عدو شرس إلى صديق حميم!!.

طارق الشناوي – بوابة روز اليوسف

كانت هذه تفاصيل خبر (المنصات)…عدو أم صديق؟!! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :