الفيلم ليس عاطفيًا

خرج فيلم «أوبنهايمر» من حفل جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما بنصيب الأسد، ففاز بسبع جوائز كاملة، وكأن الحفل قد أُقيم له بمفرده!.

يعرف الذين تابعوا الفيلم أنه يروى قصة حياة عالِم الفيزياء الأمريكى، جوليوس روبرت أوبنهايمر، الذى أشرف على مشروع مانهاتن لإنتاج القنبلة النووية، واشتهر، بعد أن جرى اختراعها لأول مرة على يديه، بأنه

«أبوالقنبلة النووية»، فلم يسبقه أحد إلى هذا الاختراع.. تمامًا كما اشتهر عبدالقدير خان بأنه: أبوالقنبلة النووية الباكستانية.

كان اختراع أوبنهايمر فى زمن الحرب العالمية الثانية، فلما توصل إلى ما توصل إليه فى ١٦ يوليو ١٩٤٥، فكرت الولايات المتحدة الأمريكية فى شيئين، أولهما تجريب القنبلة الجديدة، وثانيهما إنهاء الحرب، فألقتهما على مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين، بما أدى إلى قتل٢٠٠ ألف إنسان فى المدينتين خلال ثلاثة أيام. أما لماذا هذه المسافة الزمنية، رغم أن القنبلة النووية تقتل وتحرق فى الحال، فلأن المدينة الأولى استقبلت قنبلتها فى ٦ أغسطس من تلك السنة، ثم كانت المدينة الثانية على موعد مع قنبلتها فى التاسع من الشهر نفسه.

الفيلم ليس عاطفيًا كما ترى، ولكنه سياسى بالدرجة الأولى، ومع ذلك فقد حقق إيرادًا وصل فى ٢٠٢٣ إلى مليار دولار!.

ربما لأن المشاهدين الذين يتابعون الظلم الأمريكى على امتداد العالم، وبالذات مع أبرياء غزة من الأطفال والنساء، يريدون أن يروا على الشاشة كيف كانت بدايات هذا الظلم المبكرة، وكيف دفع ٢٠٠ ألف يابانى ثمنًا لجريمة لم يرتكبوها!.

ومما اشتهر عن أوبنهايمر أنه عاش يعض أصابع الندم بعد اختراع القنبلة، وأنه لما استقبله الرئيس الأمريكى هارى ترومان الذى كان يحكم وقتها، صاح على مسمع منه بما يشبه الصرخة، وقال ما معناه أنه يشعر بأن يديه ملطختان بالدماء.

والحقيقة أن يدى ترومان هما الملطختان، وليس يدى أوبنهايمر لأن قرار إلقاء القنبلتين لم يكن قراره، وإنما كان قرار ساكن البيت الأبيض، ولأن قوة السلاح النووى تظل دائمًا فى عدم استخدامه، لا فى استخدامه على اتساع مدينتين كاملتين.. ولا بد أن ترومان كان يشعر بينه وبين نفسه بأن يديه هما الملطختان، وخصوصًا بعد أن رأى ماذا أحرقت القنبلتان فى المدينتين، وماذا قتلت، وكَمْ أبادت من البشر فى ثلاثة أيام!.

ولم تكن هذه هى جريمة ترومان الوحيدة لأنه ارتكب جريمة أخرى عندما سارع إلى الاعتراف بإسرائيل، بعد الإعلان عن قيامها بساعات فى ١٥ مايو ١٩٤٨، فكأنه قد شارك فى الحرب على غزة قبل موعدها بسنين!.

سليمان جودة – المصري اليوم

كانت هذه تفاصيل خبر الفيلم ليس عاطفيًا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.