الامارات | «صرخة أمل».. جلسة علاجية على خشبة «دبي للشباب»

شكرا لقرائتكم خبر عن «صرخة أمل».. جلسة علاجية على خشبة «دبي للشباب» والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - كثيرة هي الصراعات التي تمكث داخل النفس وتجعل الإنسان يعيش في الظلام، ويحاول الخروج منه إلى النور والشفاء من كل أشكال الألم، كالفقد والفصام والعيش في ذكريات الماضي.. هذه الصراعات والمشاعر طرحها العرض المسرحي «صرخة أمل»، الذي قُدّم في ثاني أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب، أول من أمس، على خشبة ندوة الثقافة والعلوم في دبي.

نثر العرض - الذي قدمته جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح - حالات نفسية ومشاعر إنسانية متخبطة، كلوحات مشهدية منفصلة، فوضع الحضور أمام بورتريهات لأشخاص يجسّدون حالات تنتقل من الألم إلى التعافي والشفاء والفرح والأمل.

أجلست مخرجة «صرخة أمل» أحلام النخلاني شخصيات العمل على المسرح، مكتفية بوجود الكراسي والإضاءة كعناصر للسينوغرافيا، في إيقاع غلب عليه التكرار في سياق عرض الأحداث، إذ تلعب الشخصيات دور الراوي، قبل تقديم اللوحة الخاصة بتجسيد المشاعر.

يبدأ العمل بمشهد للشخصيات التي تجلس على الكراسي، وكل منها تقدم تجربتها بلغة الراوي، انطلاقاً من حكاية ليلى التي تعاني الفصام، لتنغمس بعدها الشخصيات في تقديم أحاسيسها، وسط حالة درامية تحمل كثيراً من المشاعر.

بنت المخرجة العمل بالاعتماد على اللوحات، على حساب الترابط في الحكاية والفرجة المسرحية، فيما شكلت الموسيقى واللوحات الراقصة إضافة جمالية إلى اللوحات.

ولم يتعمد مؤلف المسرحية عبدالله السعد تقديم حكاية نسائية، بل اتجه إلى تقديم مشاعر إنسانية بالدرجة الأولى، فغاص في أعماق العلاقات الإنسانية وتحدياتها، ليقدم حالة المرأة التي تنغمس في المأساة والحزن، وتعاني مشكلات نفسية بسبب فقدان زوجها في حادث.

اعتمد الكاتب على الرواية كعنصر درامي وعلاجي، فأدخل على العمل الجلسات العلاجية التي تنقذ المرء من تخبط المشاعر المليئة بالتوتر والعاطفة، لينغمس النص في المشاعر الإنسانية، ويتعمق في الحب وقدرته على منح المرء التعافي، وكيف يقوده إلى الشفاء والتقدم، فيما يركز في الختام على قوة الصفح والتفهم والتعاطف سبيلاً لبلوغ السعادة.

وقالت المخرجة أحلام النخلاني لـ«الإمارات اليوم» عن عملها الأول: «لقد اخترت تقديم المسرحية كلوحات، وعملت جاهدة على إيصال الفكرة من خلال هذا الأسلوب، لأنني تناولت النص من وجهة نظري كامرأة، وأردت أن أبرز الألم، وكيف أتت بعده مشاعر الخراب والدمار، ومن ثم الأمل والشفاء، فالعمل يرصد صراعاً داخلياً يعيشه كل إنسان».

وأضافت أن المشاعر التي عرضتها هي محطات في حياة المرء تقود إلى صرخة أمل في الختام، مشيرة إلى أن العمل حمل كثيراً من التحديات، إذ إن الممثلين كانوا مبتدئين، وواجهت بعض الصعوبات، كما أن وقت التحضير للعمل كان ضيقاً ولم يتجاوز ثلاثة أسابيع.

من جهته، كشف المؤلف عبدالله السعد، عن أنه حين كتب النص لم يكن بهدف تسليط الضوء على العالم الأنثوي أو المشكلات النسائية، لكن مع الحبكة بدأت مشكلة الفقد ورفض الواقع والانعزال عن الناس تتشكل. وخروج الشخصية بأكثر من لوحة شكّل انعكاساً لصاحبة المشكلة الأساسية وهي الزوجة.


تحت الصدمة

قال مؤلف «صرخة أمل» عبدالله السعد، إن المخرجة اعتمدت على البناء القائم على اللوحات، وهي مدرسة من مدارس المسرح، ولكل متلقٍ فكرته في هذا التقديم، مضيفاً - حول اللوحة التي حملت أشكال الحياة الصاخبة - أن المرء حينما يكون تحت الصدمة، قد ينجرف إلى اتجاه من اثنين، إما السهر والانغماس في الملذات، أو الانعزال، بينما يكون الحل الوسطي بالعودة للحياة والعائلة والطريق السوي، لذا تم التركيز على مشاعر العودة.

وشدد على أنه حين كتب النص، تعمّد القراءة عن المسميات المرضية في علم النفس، لما يحمله العمل من مصطلحات ومشاعر نفسية عميقة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App