شكرا لقرائتكم خبر عن جواهر بنت عبدالله القاسمي: نحلم بأفلام أطفال عربية ذات مستوى عالمي والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير عام مؤسسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أن السينما مازالت قادرة على خدمة القضايا الإنسانية ومساندتها، ولذا يصرّ المهرجان على طرح قضايا إنسانية ومجتمعية ونفسية في كل دورة، مشيرة إلى أن انتشار منصات العرض الرقمية لن يفقد «الفن السابع» بريقه، ولن يقلل من أهمية مهرجانات السينما وتأثيرها في هذه الصناعة.
وأعربت الشيخة جواهر في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، عن سعادتها بالزخم والتطور الذي تشهده النسخة الـ11 من «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب» التي تتواصل فعالياتها حتى 12 الجاري، بمشاركة 98 فيلماً من 28 دولة؛ مضيفة: «عندما أقارن ما يحدث الآن بأول دورة، أتذكر حين كان عدد الأفلام التي وصلتنا 100 فيلم، كنا سعداء حينها كثيراً، لكن بعد أكثر من 10 سنوات، باتت تصلنا آلاف الأفلام. وهذا التطور يجعل الاختيار يزداد صعوبة، فلم يعد بين فيلم جيد وآخر ليس كذلك، لكن بين فيلمين ممتازين، وهذا أصعب كثيراً».
وأوضحت أن «التطور والنجاح مفرح، ولكنه تحدٍّ في الوقت نفسه، ليس فقط في تنوع الحضور والمشاركين، وفي كيفية تحقيق تطور أكثر، لكن أيضاً في عدم الرجوع للخلف، أي الحفاظ على المستوى نفسه لا أقل»، منوهة بأن المهرجان يطمح إلى أفلام عربية موجهة للأطفال بمستوى عالمي.
طموحات لا تتوقف
وعن طموحات المهرجان في دوراته المقبلة، قالت الشيخة جواهر: «الطموحات والأحلام لا تتوقف، نحن نرغب في أن يكون لدينا صندوق دعم ومشاركات أكثر، كما نبدأ هذا العام عمل سوق للمهرجان بشكل بسيط كمرحلة أولى، نحب دائماً أن نبدأ بهدوء، بخطوات بسيطة تعتمد على التجريب والمقارنة، فالنمو السريع يتبعه سقوط سريع، لكن النمو المدروس خطوة بخطوة، أهدأ وأفضل للمستقبل».
ولفتت إلى أن المهرجان يسعى لتحقيق تنوع واسع في اختيارات الأفلام، عبر مشاركات عالمية، وحضور من داعمين وأصدقاء للمهرجان، مع السعي دائماً لتوسيع دائرة الشركاء داخل الدولة وخارجها، إذ إن تأثير هذا لا يكون في اسم المهرجان، بل على العطاء الذي يقدمه «فكلما زادت الشراكات والدعم، أسهمنا في اكتشاف مخرج جديد أو التأثير في المجتمع، أو تعليم طفل مبادئ جديدة أو مهارات جديدة أو شيء جديد في صناعة الأفلام».
لا تمكن المقارنة
وحول الإنتاج العربي الموجه للأطفال، وهل يعاني ضعفاً، رأت الشيخة جواهر أن الضعف كان في الماضي، لكن السنوات الأخيرة شهدت تزايداً مستمراً في الأفلام العربية والخليجية، لكن طبعاً ليس بالعدد الذي تمكن مقارنته بالأفلام الأجنبية.
وتابعت: «أنا متفائلة ولا أحب التشاؤم، ونحن نطمع في أفلام عربية ذات مستوى عالمي، لكننا نعلم أيضاً أن صناعة الأفلام تأخذ وقتاً، وتحتاج إلى دعم، وبوجود صناديق دعم ومهرجانات تدعم الصناعة العربية، يمكن أن يصبح الإنتاج أكثر كماً وجودة، وليس شرطاً أن يكون الدعم مادياً، لكن يمكن أن يكون من خلال تعليم الأطفال والشباب أساسيات الإخراج، وبالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين، نقدم لهم ورشاً في صناعة الأفلام، وتبنياً للمخرجين الواعدين وأفكارهم، وتوفير معدات التصوير لهم».
نقل القصص
وأعربت الشيخة جواهر عن إيمانها العميق بأن السينما قادرة على خدمة القضايا الإنسانية، ونقل القصص ليعرفها الناس، فهناك فرق بين سماع قصة ما عبر قناة إخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي والاطلاع على الحكاية نفسها من أشخاص عاشوا هذه المعاناة في الواقع.
وأضافت «كمهرجان نصرّ على أن تكون دائماً لدينا قضايا إنسانية ومجتمعية، مثل اللجوء وتمكين المرأة وقضايا نفسية أخرى موجودة وللأسف منتشرة بين الشباب والصغار أكثر من الكبار، لذلك يجب تسليط الضوء عليها ومناقشتها ومعالجتها، وأن نضع الحلول لها».
كذلك عبرت عن يقينها بأن «السينما لا يمكن أن تفقد بريقها بسبب انتشار منصات العرض الرقمي، ولا غنى عن المهرجانات الواقعية، وظهر ذلك بوضوح خلال جائحة كوفيد-19، فالإحساس المرتبط بمشاهدة الفيلم في صالة سينما مظلمة لا يوجد له مثيل، ولا يُقارن بمشاهدة فيلم على شاشة تلفزيون أو كمبيوتر محمول، سواء من حيث جودة الأفلام وحجم الشاشة وتفاصيل الأفلام. كذلك بالنسبة للمهرجانات، حيث أهم ما فيها هو وجود الناس والتواصل بين المخرجين والممثلين وصناع السينما، كصناعة كاملة، وهي تجربة لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بمكالمة (أونلاين)».
انتقاء المحتوى.. بعناية
عن المخاوف من رسائل غير مناسبة التي يمكن أن تتضمنها أعمال موجهة للأطفال، أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، حرص مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب على اختيار محتوى الأفلام التي يقدمها، مع أهمية مراعاة تطور الحياة والتقنيات في الوقت الحالي، مستطردة «دائماً أول شيء ننظر إليه هو أن يكون الفيلم مناسباً، من ناحية المجتمع العربي والعادات والتقاليد والهوية العربية، وأي شيء خارج ذلك نستبعده، لكن الآن طريقة العرض اختلفت، نحن الآن نحاكي جيلاً ليس جيلنا، جيلاً أكبر وأعقل وأوعى وملماً».
وأضافت «هذا الجيل يرغب في مشاهدة أفلام وثائقية، وأفلام عن المجتمع الواقعي الذي نحن فيه، ولا يرغب في مشاهدة أفلام غير واقعية، مغطاة بالفرحة وما إلى ذلك، لكن إن شاهد فيلماً عن اللاجئين، فقد يرغب في البحث عن طريقة للمساعدة، وإن شاهد آخر عن المتنمرين يسأل كيف يمكن أن يوقف هذا الشيء، وإن شاهد فيلماً مجتمعياً يحكي تجربة مر بها وشاهد الحل في هذا الفيلم، فهذا يؤثر فيه كثيراً. هذا تحدّ، وصعب بالنسبة لنا، لكن عندما نرى تأثير ذلك في الأطفال وفي هذا الجيل، نرى أهمية ما نقوم به».
. السنوات الأخيرة شهدت تزايداً في الأفلام العربية والخليجية، لكن ليس بالعدد الذي يقارن بالأجنبية.
. 98 فيلماً من 28 دولة في النسخة الحالية للمهرجان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news