شكرا لقرائتكم خبر عن جيل الغد والتراث في الإمارات.. حكاية شغف رغم التطور التقني والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - تمتلك دولة الإمارات تراثاً غنياً من العناصر التي ارتبطت بتاريخها وبحياة الآباء والأجداد، والتي تتنوع بين الحِرف التقليدية والفنون الأدائية، وغيرها من المفردات التي تمثل جزءاً مهماً من الهوية الوطنية. ويمثل الحفاظ على هذا التراث ونقله إلى الأجيال الجديدة، تحدياً كبيراً يواجه العديد من الدول والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، في ظل التطور السريع والكبير في كل المجالات، وسيطرة التقنيات الحديثة على أسلوب الحياة.
ومع صعوبة التحدي استطاعت دولة الإمارات أن تحقق خطوات طموحة في مسيرة الحفاظ على التراث وتكريسه في نفوس الكبار والصغار من أبناء الدولة والمقيمين فيها، من مختلف الجنسيات، باعتباره جزءاً من منظومة أشمل للتراث الإنساني، ما جعل أغلبية أجيال الغد تقبل على هذا التراث ومفرداته بحب وشغف، بل ويتخذ بعضهم التراث بوابة للمستقبل، والانطلاق إلى الحياة العملية، وتكوين مشروعات بلمسات الأصالة.
أسلوب أكثر جذباً
وعن علاقة الأجيال الجديدة بالتراث، ومدى إقبالهم على تعلمه، أكدت طالبات مواطنات لـ«الإمارات اليوم»، اعتزازهن بتراث الآباء والأجداد، وحرصهن على تعلم الحرف اليدوية، مشددات على ضرورة توظيف التقنيات الحديثة والمتطورة في تعليم التراث، بأسلوب أكثر جذباً حتى لا يتسلل الملل إلى المتدربات.
وقالت اليازية أحمد المحيربي (طالبة في الصف السابع في مدرسة الاتحاد)، إن التراث بكل عناصره يمثل جزءاً مهماً من الهوية الإماراتية، لذلك من الضروري التمسك به من قِبل الكبار والصغار في المجتمع، وتعليمه للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أنها تعلمت بعض الحِرف التقليدية مثل صناعة الفخار والدخون والتلي في المدرسة، وأيضاً من خلال مشاركتها في البرامج الصيفية التي تنظم خلال العطلة، إذ يكون لديها وقت فراغ كبير يمكن استغلاله في تعلم أشياء جديدة، كاشفة أن صناعة الدخون هي المفضلة لديها.
خريجة مدرسة الأم
من جانبها، أكدت شيخة وليد (طالبة في الصف السابع بمدرسة العزم)، أنها تعلمت بعض الحِرف اليدوية من والدتها منذ صغرها، وتمارس هذه الحِرف في الإجازة الصيفية كوسيلة لشغل وقت فراغها بطريقة مسلية، وفي الوقت نفسه أكثر فائدة من قضاء الوقت في العالم الافتراضي عبر الأجهزة الرقمية، مثل «الموبايل» أو «الآي باد».
وأشارت إلى تفضيلها القيام بصناعة الدخون التي تعتمد غالباً على الوصفات والمكونات التي تعلمتها من والدتها، ويمكن مع الوقت وإتقان هذه الحرفة، أن تجرّب وصفات ومكونات جديدة.
بيئة بدوية
في حين قالت شمايل عبدالحميد (طالبة في الصف الثامن في مدرسة الارتقاء)، إن التراث بمختلف عناصره هو جزء من حياتها اليومية، فهي تنتمي إلى بيئة بدوية وتعتز بشكل كبير ببيئتها التي نشأت فيها، لذلك حرصت على تعلّم حِرف مختلفة مثل شغل التلي الذي تحبه، كما تعلمت في معهد التكنولوجيا التطبيقية في بني ياس بأبوظبي صناعة الدخون والرسم على الفخار.
وأضافت: «هناك أمور في الحياة اليومية من الطبيعي أن تتطور وتتغير مثل طرق التعليم والعمل، فبدلاً من الكتابة باليد أصبحت هناك أجهزة حديثة، وغير ذلك من جوانب الحداثة في كل القطاعات، لكن في الوقت نفسه هناك أشياء ستظل مستمرة، لأنها جزء من ثقافة المجتمع الشعبية وحياة الناس، مثل الحرف اليدوية والعادات والتقاليد المختلفة».
تعلم ذاتي
بينما ذكرت صالحة أحمد (طالبة في الصف السادس)، أنها تحب صناعة الفخار، ولذلك تعلمتها بنفسها وتتدرب عليها لتتقنها، مؤكدة أن التمسك بالتراث لا يتعارض مع الطموح والتطلع للمستقبل، إذ تنوي دراسة الطب والجراحة.
وحول كيفية جذب الأجيال الجديدة لتعلم التراث والتمسك به، قالت المعلمة في معهد التكنولوجيا التطبيقية في بني ياس، سيدة الهاشمي، إن «تركيز الشباب والنشء على مواكبة التطور التقني أمر طبيعي، لأنه يتماشى مع طبيعة الحياة العصرية التي يعيشها العالم في الوقت الراهن، في المقابل يفرض هذا الأمر على الدول والمجتمعات تحدياً كبيراً للحفاظ على هويتها، وتكريسها في نفوس أفراد المجتمع».
• الدولة حققت خطوات طموحة في مسيرة الحفاظ على التراث وتكريسه في نفوس الجميع.
• مطالبات بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تعليم التراث بأسلوب مشوق.
حضور في المناهج
شددت المعلمة في معهد التكنولوجيا التطبيقية في بني ياس، سيدة الهاشمي، على أهمية ربط التراث والهوية الوطنية - بكل عناصرها - بالتعليم، فلابد من تكثيف حضورها في المناهج، وتخصيص حصص وأنشطة مرتبطة بالهوية الوطنية داخل المدارس أثناء الدراسة وفي العطلة الصيفية، يتم فيها تدريب الطلبة على كل ما يرتبط بالتراث والهوية. ومن الضروري أن توظف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي لجذب انتباه الطلبة، ومخاطبتهم بروح العصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news