شكرا لقرائتكم خبر عن المجالس.. مدارس السنع والأصالة والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - يمثّل المجلس أحد أبرز مظاهر الحياة في الإمارات والمنطقة، فهو ملتقى أفراد المجتمع، لمناقشة قضاياهم وشؤون حياتهم اليومية، وهو أيضاً المدرسة التي تحتضن الأجيال الجديدة، وتفتح لهم المجال واسعاً لنهل العلم والمعرفة من الكبار، وتعلم السنع والعادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع.
ونظراً للأهمية الكبيرة التي يمثلها المجلس في حياة أفراد المجتمع، قامت كلٌ من الإمارات وعُمان وقطر والسعودية بإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو» عام 2015.
وجرت العادة أن يكون لشيخ القبيلة، أو الشخصية الأبرز في الفريج، مجلس يستقبل فيه الناس، ويُسمى «البرزة»، ويتبادل معهم الأحاديث والعلوم، ويناقش معهم القضايا الخاصة بالقبيلة والأحوال، كما يقوم بحل مشكلاتهم.
وكان المجلس في البادية يطلق عليه «بيت الشعر» في إشارة إلى الخيم التي تصنع من شعر الماعز، كما يطلق على مجلس البرزة أيضاً اسم «المرمس».
وللمجالس قواعد وتقاليد تحكمها، من أهمها أنها قاصرة على الرجال فقط، ويمنع على النساء الوجود فيها. أمّا آداب الضيافة في المجلس، فتقتضي تقديم القهوة على فترات، وبين المرة والأخرى ما يقرب من ربع ساعة، أمّا علامة الاكتفاء من شرب القهوة، فتتمثل في هزّ الضيف للفنجان يميناً ويساراً. وعقب تقديم القهوة في بداية الضيافة يأتي دور الدخون، فتدور المبخرة على الجالسين، وبعدها تقدم أطباق الفاكهة أو الحلويات «الفوالة»، ثم القهوة مرة أخرى.
وللمجلس أهمية خاصة بالنسبة للتجار، إذ يناقشون فيه أحوال العمل وفقاً لطبيعة كل منطقة، سواء بحرية أو صحراوية أو زراعية، وكثيراً ما كان كبار التجار والطواشون وتجار اللؤلؤ والأسماك يعقدون صفقاتهم في المجلس، ويناقشون أمور تجارتهم والاستعداد لرحلاتهم التي تستمر لشهور. أيضاً عرف السكان مجلس القضاة والذي يتولى تطبيق أحكام الشريعة، ويتعامل مع القضايا المختلفة ويفصل بين المتنازعين، إلى جانب تقديم حلقات دينية للحضور.
كذلك تمثل الثقافة جانباً مهماً من الموضوعات التي تطرح في المجلس، إذ يتبارى الشعراء في إلقاء قصائدهم التي تتنوع في موضوعاتها.
وتلعب المجالس دوراً مهماً في غرس القيم، والعادات والتقاليد في المجتمع، من خلال اصطحاب الآباء أبناءهم إلى مجالس الكبار. ولا تقتصر المعارف التي يكتسبها الأطفال من المجلس على العادات والتقاليد، فقد كانوا يكتسبون الكثير من المعرفة والعلم من خلال الأحاديث التي يتم تداولها في مختلف المجالات كالاقتصاد والسياسة والشعر والثقافة وغيرها من موضوعات، إضافة إلى تعلم كيفية التصرف كرجال وتعلم السنع الإماراتي، وأصول الضيافة والكرم وحسن استقبال الضيف، وكيفية التعامل مع الآخرين.
وفي شهر رمضان المبارك تزداد أهمية المجالس، إذ تصبح فرصة للتجمع وحفظ وتلاوة القرآن الكريم وختمه، وكان يتم تنظيم أكثر من ختمة للقرآن في الشهر الفضيل. وكان الرجال يتجمعون في المجلس عقب صلاة التراويح، لتبادل الأخبار والأحاديث. وعند منتصف الليل تقدم «الغبقة» أو «الغبقة الرمضانية»، وهي وجبة ارتبطت برمضان، حيث كانت تقدم خلال الفترة بين الإفطار والسحور، وتقدم في المجلس للحضور وتتكون من أكلات تقليدية.
. 2015 العام الذي أُدرج فيه «المجلس» ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو».
. تمثل الثقافة جانباً مهماً من الموضوعات التي تطرح في المجلس.
. تحتضن الأجيال الجديدة وتفتح لهم المجال واسعاً لنهل المعرفة والعادات الجميلة من الكبار.
. كثيراً ما كان كبار التجار والطواشون وتجار اللؤلؤ يعقدون صفقاتهم في المجلس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news