الامارات | مبدعات إماراتيات: المنح تكريس لقوة الدولة الناعمة

شكرا لقرائتكم خبر عن مبدعات إماراتيات: المنح تكريس لقوة الدولة الناعمة والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكّدت مبدعات إماراتيات حرص الدولة على دعم واستدامة الثقافة والإبداع في مختلف القطاعات، وتشجيع المواهب الأصيلة والمشروعات الثقافية والإبداعية الجادة عبر قنوات مختلفة، مضيفات لـ«الإمارات اليوم»، أن «البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع»، الذي تقدمه وزارة الثقافة كان حافزاً لهن لإنجاز مشروعات مهمة في مسيرتهن، بعد حصولهن على المنح في الدورة الأولى من البرنامج.

وقالت الدكتورة كريمة عبدالعزيز الشوملي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «منحة البرنامج الوطني تركزت في توفير الإمكانات لإقامة معرض لها في البندقية بالتزامن مع (البينالي) العالمي هذا العام، الذي انطلق في أبريل الماضي، ويستمر ستة أشهر، إذ تم من خلال دعم البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع وجامعة الشارقة، التي تعمل ضمن فريق التدريس بها، توفير مساحة للمعرض في المركز الأوروبي الثقافي في البندقية، إلى جانب تغطية نفقات توفير فريق كامل لتجهيز المعرض ونقل الأعمال الفنية وتركيبها».

وأضافت الشوملي أن «المعرض يحمل عنوان (قصصهم)، ويضم أعمالاً تتنوع بين الأعمال البحثية والتصوير الفوتوغرافي والطباعة والنحت، كما قدمت محاضرة عن البرقع الإماراتي، وكيفية إنتاج أعمال تتعلق بهذه المفردة التراثية وتقدمها بشكل معاصر».

وعن أهمية المنح التي تقدمها الدولة للمبدعين، أكدت أنها «تمثل حافزاً مهماً لهم لتطوير أعمالهم وتحقيق خطوات كان من الصعب القيام بها بجهد شخصي». وتابعت: «بالنسبة لي قد تكون إقامة معرض فني في أي دولة أمراً ليس صعباً، ولكن إقامة معرض في البندقية بالتزامن مع (البينالي)، بما يمثله من مكانة باعتباره الحدث الأبرز في مجال الفنون التشكيلية على مستوى العالم، تُعدّ فرصة لا تتاح بسهولة للفنان، وتسهم بشكل كبير في التعريف به وبثقافته ووطنه أمام جمهور من مختلف أنحاء العالم».

التراث بأسلوب عصري

من جانبها، أوضحت الكاتبة فاطمة المزروعي، أن «مشروعها الحائز للمنحة هو عبارة عن مجموعة قصصية تتناول مفردات وعناصر من التراث الإماراتي في إطار اجتماعي غرائبي، وتتكون المجموعة من ثماني قصص، ومن المتوقع أن تصدر في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته المقبلة».

وأضافت: «لدينا في تراثنا الكثير من القيم المهمة التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وطرحها بطرق مختلفة ومبتكرة، وهي تحتاج إلى أكثر من كتاب، فهناك البيوت التي كبرنا فيها، وحكايات الأمهات والجدات وعطورهن القديمة، والعادات والتقاليد المتبعة في المناسبات المختلفة مثل العيد وشهر رمضان، كلها عناصر من تراثنا، كما أن كل بيئة من بيئات الإمارات لها بصمة خاصة في تراثها وأسلوب الحياة فيها، ولذلك يجب العمل على التعريف بهذا التراث وتنوعه». وأكملت الكاتبة الإماراتية: «بالنسبة لي قررت في هذه المجموعة القصصية تناول (الخراريف) القديمة مثل: (أم الدويس) و(بابا درياه) وغيرهما، وأكسر قالب الخوف المحيط بها منذ طفولتنا، وأطرحها في قالب اجتماعي غرائبي، وأدمجها بقضايا من مجتمعنا المعاصر، مثل: الطلاق والهجرة والعمالة وغيرها».

وشددت المزروعي على أهمية المنح والدعم الرسمي للمبدعين لترسيخ القوة الناعمة للدولة، وتحقيق الاستثمار في القطاع الثقافي والابداعي، لافتة إلى أن البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع يختلف عن غيره من المنح في نواح عدة، أبرزها التواصل المستمر بين القائمين على البرنامج والمستفيدين منه، بخلاف منح أخرى تقوم على أن يقدم الكاتب عمله كمخطوطة نهائية للطباعة وتتكلف الجهة المانحة بالنشر والتسويق، إذ اعتمد البرنامج في البداية على تنظيم لقاء جماعي في «دار الحكمة» ضم القائمين على البرنامج والمستفيدين من المنح، وكذلك الجهات التي ستتولى تنفيذ المشروعات من دور نشر ورسامين ومسؤولين من قطاع التربية والتعليم، وذلك للتعريف بمشروعات الفائزين وفتح نقاش عام عنها وكيفية تنفيذها، وطرح أفكار من المهم تكريسها في عقول الجيل الجديد لتوظيفها ضمن هذه المشروعات.

كذلك تواصلت المتابعة مع فريق دعم لتقديم الاستشارة في كل تفاصيل تنفيذ المشروع وتقديم الخدمات المختلفة حتى دون أن يطلب المستفيد من المنحة ذلك. إضافة إلى أن المنحة تتيح للأعمال الفائزة المشاركة في معارض وفعاليات داخلية وخارجية، كما يمكن أن تحصل على فرصة للترجمة.

إرهاق جماعي

من جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية عفراء الظاهري، أنها «أنتجت من خلال المنحة التي حصلت عليها عملاً فنياً بعنوان (إرهاق جماعي)، وهو عمل تركيبي مفعّل بالفنون الأدائية». وأشارت إلى أن «هذا النوع من المشروعات الفنية مكلف إنتاجياً بشكل كبير، وفكرت فيه عقب عودتها من برنامج إقامة أنجزته في الولايات المتحدة الأميركية في مجال المسرح والفنون الأدائية، وتناول جانب من البرنامج تطوير الفنون التركيبية المرتبطة بالفنون الأدائية».

وأضافت الظاهري أنها من خلال مشروع «إرهاق جماعي»، الذي استغرق تنفيذه عاماً تقريباً، تستضيف فنانين من خلفيات مختلفة، إذ شارك فيه مهندسون للصوت والإضاءة من الذين يمتلكون خبرة في مجال العمل المسرحي، سواء التقليدي أو الغنائي، كما تعاونت مع مهندس معماري متخصص في تطوير المشاهد على خشبة المسرح، وذلك بهدف تسليط الضوء على العمل التعاوني، وأهمية أن يفتح الفنان الباب أمام خبرات أخرى فيما يقدمه من مشروعات، كما شهد المشروع كذلك مشاركة من طلاب في جامعة زايد التي تدرس فيها.

بطل من بيئتنا

من ناحيتها، كشفت المخرجة والمنتجة الإماراتية حنان غيث، أن «المنحة التي حصلت عليها ذهبت لإنتاج مشروع (نجم) الكرتوني، بالتزامن مع (عام الاستدامة) في الإمارات، إذ تم إنتاج حلقة كرتونية لشخصية نجم (طائر الراعبي) المستلهم من بيئة الإمارات وتقديمها في العيد الوطني، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ويتناول العمل قصة الطائر نجم المغامر الذي يعيش في متحف قديم، ومن خلال جولاته يلتقي بروبوتات ويكتشف عوالم سحرية، ويتعلم قيماً ثمينة تربطنا بكنوز الماضي العريق».

وعن أهمية المنحة في مسيرتها، قالت صاحبة كرتون «شلة دانة»: «كوني منتجة مستقلة ترشيحي لمثل هذه المنحة والتعاون مع جهة حكومية مرموقة في مجال الثقافة والفن يعني لي كثيراً، فهو بمثابة اعتراف رسمي بقدراتي وبقيمة مشروعاتي في مجال الرسوم المتحركة وجودتها وتفرّدها، إلى جانب ما حققه هذا التعاون من تسليط الضوء على مشروعي الجديد والتسويق له عبر القنوات المحلية والمنصات الرقمية، وهو أيضاً تقدير وثقة كبيرة لكل موهوب».

واستطردت غيث: «من جانب آخر، خففت المنحة الأعباء المالية للإنتاج، إذ ساعدني التمويل على إنتاج الحلقة الثانية من المشروع، فتوفير الدعم المالي يساعد الفنان على التركيز على إبداعه والاستمرار في الإنتاج دون قلق أو تفكير في أعباء مالية وتكاليف الإنتاج، كذلك أتاح العمل مع وزارة الثقافة لنا التعرف إلى مجتمع الموهوبين في الإمارات، وتبادل الآراء والخبرات مع المسؤولين الذين كانوا يوجهوننا خلال فترة الإنتاج، كما كان الوصول للموارد الأرشيفية سهلاً»، منوّهة بأن الدعم الرسمي يشجع على الابتكار والاستمرار، بما يعزز من دور الاقتصاد الثقافي والفني في الدولة، وينوع من مصادر المحتوى الإبداعي.

«مانغا» من قلب الصحراء

في حين قالت الكاتبة سارة أحمد: «إن المشروع الذي حصلت على المنحة لتنفيذه يتمثل في طباعة كتاب (مانغا فانتازيا) بعنوان (نزيف الرمال) تركّز على الثقافة والملحمة العربية، ويقدم الكتاب سلسلة روايات مستوحاة من الخيال العربي البدوي وجمال الصحراء وغموضها. وتجمع الروايات بين الخيال والثقافة العربية، لتقدم تجربة قراءة تعكس القيم والتقاليد العربية بطريقة مبتكرة وسهلة الفهم».

وأضافت: «من المعروف أن إنتاج كتب (المانغا) أمر مكلف وشاق، ولذلك كان من الصعب بالنسبة لي تنفيذ الكتاب بجهود فردية. ولولا دعم وزارة الثقافة لي في إنتاج المجلد الأول من العمل، باللغتين العربية والإنجليزية ما كنت تمكنت من إنجازه».


4 فئات

بلغ عدد المستفيدين من المنح في دورتها الأولى 15 مبدعة و11 مبدعاً، ضمن فئات البرنامج الأربع: الإبداع والإنتاج، والتوزيع والمشاركات المحلية، والسفر والتنقل الدولي، وتنمية المهارات.

وتوزع المستفيدون على عدد من مجالات الثقافة الإبداعية: التأليف والنشر: سبعة، والموسيقى: خمسة، والأفلام والتلفزيون: خمسة، والفنون الأدائية والمسرح: مستفيدان، والفنون البصرية والتصميم: أربعة، وألعاب الفيديو: مستفيد واحد، والتراث الثقافي: اثنان.

. الفائزات بمنح الدورة الأولى أكدن أن البرنامج كان حافزاً لهن لإنجاز مشروعات مهمة في مسيرتهن.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App