شكرا لقرائتكم خبر عن 5 فنانات «على موعد مع الزمن» والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - ستظل دوماً علاقة الزمن بالإنسان موضوعاً لا ينتهي للأعمال الفنية على اختلاف أشكال التعبير والوسائط الفنية المستخدمة، ورغم تكرار طرح هذه العلاقة في أعمال فنية مختلفة، إلا أنها مازالت تثمر أفكاراً جديدة ومتعددة، كما في معرض «على موعد مع الزمن»، الذي افتتح أمس 16 مايو الجاري، في مجمع 421 للفنون بمنطقة الميناء بأبوظبي ضمن موسمه لربيع هذا العام.
«على موعد مع الزمن» هو معرض جماعي يضم أعمال خريجي الفنون والإعلام في جامعة نيويورك أبوظبي، ويجمع خمس فنانات من جنسيات مختلفة يطرحن وجهات نظر وأفكاراً مختلفة، ولكنها تلتقي في علاقتها بالزمان وبالمكان وكيف يؤثران على الإنسان، وذلك عبر وسائط فنية تتنوّع بين الرسم والنحت والأعمال التركيبية والوسائط المتعددة. فتقدم الفنانة الإماراتية سارة الأحبابي، عملاً فنياً بعنوان «تايم لاين للأدوات الإلكترونية»، الذي جسدت فيه كيف تحوّلت ممارسة رياضة المشي في أحياء أبوظبي وتحديداً منطقة الخالدية، إلى رحلات استكشافية رصدت من خلالها تفاصيل الحياة في المنطقة وما يطرأ عليها من تغيرات، سواء في البناء أو في المجتمع كمن يمر عبر طبقات متتالية، وكأنها تتبع مسارات عبرها آخرون من قبل خصوصاً أنها لم تعتمد فقط على التأمل، واتجهت لفتح حوارات مع أصحاب المحال، والطريف أنها جسدت عبارات من هذه الحوارات بالضوء على إحدى اللوحات في عملها الذي يتكوّن من صناديق مضيئة، كذلك ركزت على أضواء الزينة في الشوارع وواجهات المحال لتحول الضوء إلى أداة للتوثيق والرسم.
حلاوة الذكريات
أمّا الفنانة الإماراتية فاطمة الرميثي، فاختارت اتجاهاً آخر لرصد علاقة الإنسان بالزمن، فاتجهت نحو الماضي لتستدعي الحنين لطعم العلكة والحلويات ورائحتها المبهجة وألوانها الزاهية التي أضفت السعادة على ذكريات الطفولة ومشاكساتها الصغيرة، لتغوص في ثقافة الإمارات باستدعاء حلويات التسعينات، وتشير في دراسة إلى أن الإنسان في الطفولة لا يدرك وجوده الزمني بل يركز على الأشياء ووجودها الفعلي، ثم يتحوّل التركيز مع تقدم العمر نحو التحكم بالزمن ولو جزئياً من خلال الحفاظ على أشياء من الماضي والارتباط بها، واستخدام مختلف حواسه في استدعاء الذكريات ليجد فيها العزاء.
وركزت الفنانة زارا محمود، على استخدام الرسم لتحويل غير المرئي إلى مرئي في عملها «أستمع لسماء البدع»، حيث قامت على مدى السنوات الأربع الماضية بمراقبة السماء بعد أن لاحظت ضباباً كثيفاً خارج مرسمها في منطقة البدع، فقامت باستخدام نظام ترشيح مؤقت لأخذ عينات من الهواء وفحصها بمجهر إلكتروني.
وأتاحت هذه الدراسة رؤية الأبعاد المختلفة للسماء والغلاف الجوي من خلال مجموعة من الوسائط والعمليات التي تشمل رسومات الباستيل والطباعة والنصوص، ونقل الصور على ورق يدوي الصنع وبلاط، لتقدم مجموعة من اللوحات تمثل سلسلة من الرسومات الرصدية تستكشف مادية السماء والظواهر غير المرئية التي تقع خارج محيط الرؤية.
واستوحت الفنانة سيل أربور-بويم، في عملها «حالة التدخل 3» من نظرية الدفع، وهي نظرية مطروحة على نطاق عالمي، وتقوم على أن لمسات معمارية بسيطة قد تؤثر في قرارات من يتجول في المكان، فتدعو الجمهور إلى التفكير والتأمل والتخلي عما هو معتاد بالتنقل والاستجابة بشكل حدسي وتلقائي لمساحة تتميز بممرات وشاشات مراقبة وأسطح غريبة وحوافٍ.
في حين تقدّم فرح سلطاني، سلسلة من الأعمال النحتية، التي صممتها مستلهمة من الحياة اليومية والعادية. ويجسد كل عمل من خلال تناوله هذه المجسمات تعبيرات مختلفة الهوية تحاور المساحات المحيطة حسب الزمان والموقع.
الزمن لا يبالي
يقدّم برنامج ربيع 2024 في مجمع 421 للفنون، المعرض الفردي الأول للفنانة منى عياش، بعنوان «الزمنُ لا يُبالي» ضمن نسخة هذا العام من برنامج 421 للتطوير الفني، المقام بالتعاون مع معهد الفن الناشئ، ويهدف إلى بناء الكفاءات ومنح الفنانين المقيمين في الدولة فرصة تطوير مجموعة من الأعمال البارزة التي تنتهي بإقامة معرض فردي.
ويمثل المعرض استقصاءً مرحاً يستطلع الطبيعة الموضوعية للزمن، في حين يعبر عنوان المعرض «الزمنُ لا يُبالي» عن استمرار الوقت في حركته الحتمية إلى الأمام دون اكتراث بمساعينا الفردية.
وقامت عياش بتنفيذ مقاطع الفيديو بالتعاون مع مجموعة من الممثلين والراقصين والمؤدين، للتركيز على حركات الجسد الدقيقة، ويمثل العمل دراسة للحركات المتكررة التي لا تؤدي أية وظيفة ولا تهدف إلى تحقيق أية غاية، ما يطرح تساؤلات حول التوتر الفاصل بين تمضية الوقت وتضييعه، ويهدف استخدام التكرار إلى توسيع الزمن، ما يمنح الإيماءة مساحة أكبر لاكتساب قيمتها.
وتم اختيار الأشخاص الذين تعاونت معهم الفنانة عبر دعوة مفتوحة للمشاركة في عملية إبداعية طويلة الأجل أسهموا خلالها في العمل عن طريق تصوير أنفسهم أثناء استجابتهم لمحفزات حركية، تشجعهم على التفكير في ماهية «عدم القيام بأي شيء».
عقب ذلك قامت الفنانة باستخلاص أجزاء صغيرة من اللقطات المجمّعة وتعديلها بطريقة معينة لوضعها فوق أو بجوار بعضها بعضاً، ثم العمل على تغييرها وتجميعها وعرضها بصورة مستمرة.
أخبار متعلقة :