شكرا لقرائتكم خبر عن المير الرمضاني.. صورة لتكاتف المجتمع والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - إلى زمن الطيبين.. تحملنا سوالف الآباء والأجداد لنستعيد من خلالها ذكريات وملامح الحياة في الإمارات في فترة ما قبل النفط، مثل العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، والتعاملات اليومية بين الناس، وكيف كانوا يحتفون بالشهر الكريم في أجواء روحانية يسودها الودّ والتراحم والتعاون.
يمثل المير الرمضاني أحد الطقوس الأصيلة التي ارتبطت بشهر رمضان، وهو مظهر من مظاهر التكاتف والتعاون في المجتمع، سواء في الماضي أو في الوقت الحالي، إذ اعتاد الناس تجهيز مؤن شهر رمضان والسلع الأساسية التي تحتاج إليها الأسرة، وكذلك تقديم هدايا منها للأهل والأصدقاء، وهو ما يشيع أجواءً من الفرحة بين الناس، ويسهم في تقوية صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
وفي الوقت الحالي، مازال هذا التقليد قائماً في المجتمع الإماراتي، بل وتحوّل إلى عمل مؤسساتي منظم عبر مؤسسات خيرية وإنسانية عديدة في الدولة تتسابق لتقديم المساعدات للأسرة المحتاجة داخل الدولة وخارجها، فتقدم لهم سلال تضم مواد غذائية مختلفة.
وقال الوالد مبارك فايل، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المير الرمضاني يُعدّ أحد طقوس الشهر الكريم، وتجسيداً للمحبة والتعاون بين السكان في الماضي، ومازال مستمراً في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «المير كان يتضمن السلع الأساسية، مثل التمر والقهوة والدقيق، وكان يعتمد على مقدرة الشخص المالية وما يتوافر معه من نقود في ذلك الوقت».
وأضاف فايل: «قديماً كانت الحياة بسيطة، والعلاقات بين الناس تقوم على المحبة والتكاتف، والجميع يتبادلون العطاء، ويظهر هذا الأمر بشكل أوضح في شهر رمضان، فالكل يتجمع على الإفطار وكل شخص يحضر ما لديه في بيته من طعام، أو يتبادل الجيران الأطباق».
وأوضح أن «تجهيز وشراء المير الرمضاني كان يبدأ من منتصف شهر شعبان، وكان أهم ما فيه التمر، لأن الصائم يفطر عليه مع الماء أو الحليب، ثم يذهب إلى الصلاة وبعدها يعود لتناول الطعام، أيضاً القمح الذي كان يستخدم في تجهيز الهريس، كما كان البن من أساسيات المير الرمضاني لتجهيز القهوة، أما الشاي فلم يكن مشروباً رئيساً لدى أهل المنطقة».
ولفت إلى أن «هذه السلع كانت تجلب من دول مختلفة، من خلال التجارة البحرية والسفن الكبيرة التي كانت تحمل معها منتجات كثيرة، وكان في الفريج دكان صغير يشتري منه السكان احتياجاتهم، وكثيراً ما كان صاحب الدكان يتعامل بتسامح مع المشترين، ولا يرد أحداً دون أن يعطيه ما يريد».
وإلى الآن تحافظ دولة الإمارات على طقس المير الرمضاني، باعتباره صورة من صور تكاتف المجتمع، فتحرص المؤسسات الحكومية والخيرية على توزيعه على الأسر في شهر رمضان.
• (المير) أحد طقوس الشهر الكريم، وتجسيد للمحبة والتعاون بين السكان في الماضي.
• تجهيز وشراء المير الرمضاني كان يبدأ من منتصف شهر شعبان، وكان أهم ما فيه التمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news