شكرا لقرائتكم خبر عن مهرجان التراث البحري يستعيد ذكريات الأجداد.. في كل «نهمة» قصة والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - عن التاريخ الطويل للتجارة البحرية في أبوظبي، وكيف أسهمت في تشكيل الملامح الثقافية للمدينة عبر مئات السنين، يستلهم مهرجان التراث البحري قصته الرئيسة هذا العام، التي تركز على تأثير التبادل الثقافي في الموسيقى والغناء بالإمارات، وكذلك تأثيره في التوابل الإماراتية (البزار)، التي انتقلت عبر التبادل التجاري إلى المنطقة والإمارات، ومع الوقت اكتسبت نكهة محلية مميزة لها تعبّر عن الذوق المحلي.
يعيد المهرجان في دورته الثالثة، التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الثالث من مارس المقبل، في منطقة «عَ البحر» على كورنيش أبوظبي، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سرد قصة التراث البحري للمدينة، ويستعيد قصص أهل البحر من الغواصين والطواشين، وذكرياتهم عن الرحلات التي كانوا يقومون بها إلى الموانئ والأسواق عابرين بحر العرب والمحيط الهندي، ويقضون شهوراً طويلة في البحر متنقلين بين مومباي ومومباسا.
حكاية رئيسة
وقالت مديرة إدارة الفعاليات والمنصّات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، رندة بن حيدر، إن «المهرجان قائم على الاحتفاء بذكريات وذاكرة كبار المواطنين، الذين عاشوا في أبوظبي بفترة ما قبل النفط، خصوصاً في المناطق الساحلية»، مشيرة - خلال الجولة الإعلامية التي نظمت أمس في الموقع - إلى أن المهرجان كل عام يسعى إلى تطوير قصة رئيسة له مستلهمة من التراث البحري للإمارات، إذ ألقى الضوء العام الماضي على التبادل التجاري بين الإمارات والعالم وتأثيره في مجالات عدة، مع التركيز على المنسوجات والتطريز وفنون الأداء، ويعود في الدورة الحالية ليحتفي بتأثير التبادل التجاري والثقافي في مفردات جديدة، وهي التوابل أو (البزار الإماراتي)، إذ وصلت التوابل إلى المنطقة عن طريق التبادل التجاري، ولكن مع الوقت اكتسب نكهة معينة في التحضير بما يعكس التأثير المحلي عليها.
فرجان
كذلك يركز المهرجان على التراث الغنائي والموسيقي البحري للإمارات والمنطقة، من خلال أوبريت غنائي استعراضي ضخم بعنوان «في كل نهمة قصة»، يتم تقديمه يومياً في الثامنة مساءً.
وأوضحت بن حيدر أن «العمل الفني يضم 60 مؤدياً، وهو مستلهم من قصة حياة الطواش الإماراتي جمعة بن حبثور الرميثي، ويقوم فيه الرميثي بالأداء الصوتي وهو يسرد القصة، كما قام بتعليم المؤدين الأغاني التراثية (الحدوات) القديمة، إلى جانب مشاركته بجناح في المهرجان».
بينما يتولى الإشراف على «الأوبريت» المخرج عبدالله حسن، ويشاركه في العمل ريم المنهالي، وفريق فراديس وفريق الرمس، إلى جانب فنانين من الكويت والبحرين ودول الخليج.
وعن أقسام المهرجان هذا العام، ذكرت مديرة إدارة الفعاليات والمنصّات الثقافية أنه «يضم فريج الصيد الذي يتضمن سوق السمك وسوق البزار، والحِرف المرتبطة بالصيد، ومحمل الاستكشاف، وفريج التراث الذي يجمع بين ركن الحِرفيين والحِرف البحرية والسوق. والفريج الثالث هو فريج التراث، ويضم الأقمشة والتطريز وموسيقى البحر ودروب الماضي والسوق، كما يشتمل المهرجان على منطقة (السيفة الشاطئية)، وتشهد أنشطة عدة، منها سباقات القوارب، ومراكب المحامل، ونزهات القوارب وفلق المحار، ومجالس أبوظبي، وحماة التراث».
ويفتح مهرجان التراث البحري أبوابه يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى 11 مساءً من الأحد إلى الخميس، وحتى منتصف الليل يومي الجمعة والسبت. ويخصص منطقة للألعاب التراثية التقليدية والمطارحة، وتستضيف مسابقات يومية بين الأطفال والنشء.
ومثل كل عام يفرد الحدث مساحة واسعة للسوق الشعبي، الذي يجمع مختلف المنتجات التقليدية، مثل التحف والأقمشة والملابس والإكسسوارات والمجوهرات والعطور والبخور والقهوة والتوابل وغيرها.
مساحة للراحة والتأمل
توفر منطقة الممشى في مهرجان التراث البحري للزوّار مساحة للجلوس والراحة وتأمل البحر بعد جولة في أقسامه المختلفة.
كما تتضمن مجموعة كبيرة ومتنوّعة من محال وحافلات الطعام، التي تقدم مأكولات مستلهمة من البحر، إلى جانب خيارات أخرى.
تجارب حية
تشارك هيئة أبوظبي للتراث في فعاليات مهرجان التراث البحري بفعاليات عدة، على رأسها سباق أبوظبي لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً، بمشاركة 1156 بحاراً، يتوزعون على 68 قارباً، بمعدل 17 بحاراً في كل قارب مع السكوني، ويجري السباق في مسافة أربعة أميال بحرية، على أربعة أشواط تحمل ألوان عَلَم الدولة.
كما تقدم الهيئة خلال مشاركتها فرصة للزوّار للتعرف إلى جوانب من حياة الآباء والأجداد من الصيادين والغواصين، من خلال «بيت البحر» الذي يتميز بتصميمه التراثي الأصيل، ويضم نماذج متنوّعة للقوارب وأدوات الصيد والغوص، وفلق المحار، ويقدم خبرات تراثية مختلفة عبر الورش البحرية التي تعرض أمام الجمهور في تجربة تراثية حية أوجه التراث البحري الغني لدولة الإمارات، والمرتبط بأنشطة الغوص والصيد وأدواتها وتقاليدها، وطرق كسب العيش التقليدية القديمة التي كان يتبعها الأجداد.
• 60 مؤدياً يشاركون في «الأوبريت» المستلهم من حياة الطواش جمعة الرميثي، الذي يقدم يومياً خلال المهرجان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news