شكرا لقرائتكم خبر عن مسؤولون عرب في العمل الثقافي: لا نريد عقولاً كالروبوتات والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكد مسؤولون في مجال العمل الثقافي بالعالم العربي، أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التي يشهدها العالم في الفترة الحالية فرضت نفسها على كل القطاعات، وأن الاستفادة منها بات أمراً ضرورياً، داعين في الوقت نفسه إلى الاهتمام بالإنسان وقيم الإنسانية والإبداع بعيداً عن العقول التي تشبه الروبوتات، إلى جانب وضع التشريعات التي تحمي المجتمع والأجيال المقبلة. وقالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار لـ«الإمارات اليوم»، إنه «يجب احترام التطور التقني الذي يشهده العالم حالياً، ولكن في الوقت نفسه من الضروري الحفاظ على المشروع الإنساني، وعلى البشرية بشكل عام، على أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون داعماً للإنسان والمجتمع وتطورهما».
وشددت على ضرورة أن يتواكب مع التطوّر التقني والذكاء الاصطناعي تطوّر مماثل في التشريعات التي تنظم الاستعانة به في العمل والحياة، مضيفة «علينا أن نعمل بشكل كبير فيما يتصل بالتشريعات والسياسات التي تنظم هذا المجال وفق رؤية استراتيجية وبرامج زمنية واضحة على أرض الواقع. ونحن في الأردن نعمل بشكل جدي على تعديل وتطوير السياسات المرتبطة بهذا السياق، ووزارة التربية والتعليم لديها نجاحات كبيرة في هذا المجال، إذ يحرص الأردن على أن يكون مكاناً لبناء الجسور والعقول والقلوب، ويسير بشكل ثابت نحو الإصلاح الشمولي التكاملي الذي يشمل التربية والتعليم والثقافة والفنون والاقتصاد والسياسية وبناء جسور مع العالم».
متاهات خطرة
بينما قالت وزيرة الشؤون الثقافية في تونس الدكتورة حياة قطاط القرمازي، في تصريحات لها على هامش مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي اختتم أمس في أبوظبي، إن «العالم يواجه تحدياً كبيراً في ظل ثورة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل. وهذه الثورة اهتدت إلى ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي».
وحذرت من الانزلاق لمتاهات خطرة إذا لم يتم استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة بطريقة مقننة، مؤكدة أن الثقافة والتعليم والفن وكل ما يُسمى حالياً «ثقافة الحياة» هي أهم الدعائم التي يمكن من خلالها تحصين المجتمع والأجيال الجديدة.
وأضافت وزيرة الشؤون الثقافية في تونس «لا نريد عقولاً كالروبوتات ولكن نريد بشراً لديهم العلم والثقافة، والعالم العربي استثمر منذ القدم في البشر باعتبارهم أهم ثروة تتميز بها الإنسانية عبر التاريخ والحضارات. فالإنسان منذ البداية إنسان مفكر ومبدع، وعلينا أن نضع أمام أعيننا أنه لولا الذكاء البشري ما خلق الذكاء الاصطناعي، ولذا لابد أن يبقى الإنسان متحكماً في كل ما اخترعه من برمجيات حديثة وذكاء اصطناعي حتى لا نقع في ما لا يحمد عقباه».
مرحلة لابد منها
فيما أوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو) الدكتور محمد ولد أعمر، أن التطور التقني أصبح مرحلة لابد منها ويجب استغلالها بشكل جيد، معتبراً أنه من الطبيعي أن تكون للتطور مخاطر، ومن أجل غربلتها يجب أن تسعى الدول إلى تنمية قدرات الأطفال والأجيال الجديدة، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا عن طريق التربية والتعليم والثقافة.
يُشار إلى أن مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون، الذي أقيم بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في الفترة من 13 حتى 15 الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض شهد مشاركة أكثر من 190 وزيراً للتعليم والثقافة من أنحاء العالم.
وركّزت جلسات المؤتمر على سبعة موضوعات هي: الوصول المتكافئ إلى فرص التعليم في مجالي الثقافة والفنون، والتعلم الجيد والمستمر مدى الحياة في سياق التنوع الثقافي، والمهارات اللازمة لتشكيل مستقبل مرن وعادل ومستدام، وإضفاء الطابع المؤسسي على منظومتي الثقافة والفنون، وتعليم الثقافة والفنون من خلال التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، واستخدام الشراكات والتمويل لدعم تعليم الثقافة والفنون، والرصد والبحث والبيانات.
حياة القرمازي:
• «ثقافة الحياة» أهم الدعائم التي يمكنها تحصين المجتمع والأجيال الجديدة.
• هيفاء النجار:
يجب أن يتواكب مع التطوّر التقني تطوّر مماثل في التشريعات والقوانين.
تعزيز التحالف العالمي
سعى مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون إلى اعتماد إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، وتوحيد وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الحكومية وشبكات اليونسكو والشركاء في مجال الثقافة والتعليم، من أجل تبادل الممارسات والأفكار المبتكرة، فضلاً عن تعزيز التحالف العالمي لتعليم الثقافة والفنون، استناداً إلى مقررات مؤتمري لشبونة 2006، الذي أثمر عن خريطة طريق اليونسكو لتعليم الفنون، وسيؤول 2010، الذي أسفر عن جدول أعمال سيؤول: أهداف تعليم الفنون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news