شكرا لقرائتكم خبر عن قصص إماراتية منسوجة بالحنين للماضي في «ضي دبي» والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - من خلال أعمال تعكس البيئة والتراث، تستعيد كل من المصممة ريم الغيث، والفنانة ميثاء حمدان، الماضي الجميل بحكاياته وأهله وبيوته، حيث ينسج الضوء كلمات الجدات والأقمشة التي كُنَّ يقدمنها كهدايا، وكذلك أشكال الأبواب القديمة في دبي، ليرتحل معها الجمهور إلى «عالم مسكون بالنوستالجيا».
هذه هي حال الأعمال التي تُعرض في مهرجان «ضي دبي»، الذي يختتم نسخته الأولى اليوم في «مدينة إكسبو دبي»، والتي أبرز ما يميزها هو إبراز الهوية الإماراتية بلغة الفن العالمية التي تجمع بين التراث والمعاصرة.
وقدّمت المصممة ريم الغيث، الأبواب القديمة في عمل يعتمد على الشاشات العاكسة، وتحدثت لـ«الإمارات اليوم» عن عملها، قائلة: «يحمل العمل اسم (دراويزنا)، وهي كلمة إماراتية تعني الأبواب، وقدمت العمل بهدف عرض تاريخ دبي القديم وأبوابها المميزة التي كانت تزيّن الأحياء، إذ كانت الأبواب رمزاً يميز به أهالي الفريج البيوت عن بعضها بعضاً». وأضافت الغيث: «بدأت بتوثيق الأبواب في عام 2007، وحافظت على الصور حتى تمكّنت من تقديمها في هذا العمل، وقد منحني اسم المهرجان الفكرة لكيفية تقديم الصور، لأن (الضي) بالنسبة لي يعني أهالي دبي والسكان القدامى، وقد عملت على الأقواس الموجودة في (قبة الوصل)، وتم تقديم العمل بشكل تفاعلي من خلالها».
وحول مشروع توثيق الأبواب، نوّهت الغيث، بأنه كان مشروع تخرجها في الجامعة الأميركية بالشارقة عام 2007، إذ جمعت صور أبواب المنازل من منطقة جميرا والقوز والسطوة، التي هي أماكن متفرقة في دبي، ولكن ما كان يجمعها هو تكرار الرموز والزخارف عليها. وأشارت إلى أن العمل الذي قدّمته في المهرجان حمل الجانب التكنولوجي، فمع وجود الأضواء ومنح الفنانين المساحة للعمل، تمكّنت من إبراز الضوء عبر ما يقارب ثلاث تقنيات، فأولاً تم إدخال الضوء من خلال روح المنازل، وكانت هناك مجموعة من الانعكاسات على الصور، ثم راحت الزخارف ترسم بهدوء، الأمر الذي يسمح بإعادة إحياء الأبواب، فيما الإضاءة الثانية وجدت من خلال الانعكاس الضوئي الخاص بالظل، ليبقى الأهم وجود «قبة الوصل» وتفاعلها مع العمل نفسه. وأكدت أن الجمع بين الفن والضوء لم يحمل تحديات، لاسيما في ما يتعلق بالعرض على «قبة الوصل»، فقد صممت لتكون قادرة على عرض أي فن عالمي وبمعايير فنية متميزة، فيما عملت الإضاءة على إحياء العمل من جديد، وإبراز جمالياته. أما عملها على عنصر التراث، فأشارت الغيث إلى أنها كمصممة وفنانة تهتم بتقديم التراث عالمياً، لأن التراث يمثل المشهد الثقافي الغني، ويُعدّ لغة بصرية تعبّر عن الإمارات، معتبرة أنها ولدت في بيئة محافظة على التراث، ولذلك طوّرته وقدّمته بأساليب معاصرة وعالمية. ولفتت إلى أن المهرجان تميز بجمعه بين جيلين، (جيل الروّاد وجيل الشباب)، وعمد إلى إبراز تميز الإمارات في مختلف المجالات، معربة عن سعادتها بوجودها في نسخته الأولى.
بقايا الشخص
أما الفنانة ميثاء حمدان، فقدّمت من خلال عملها «ما بعد الحياة» قصة جدتها، موضحة أن «العمل مستلهم من عمل أصلي قدمته في عام 2019، وأن النسخة الأصلية صممت من المنسوجات والأقمشة التي تجسّد ثوب الصلاة». ولفتت إلى أن العمل يقدم شخصية جدتها التي تأثرت بها كثيراً، والتي كانت تعبّر عن الحب من خلال إهداء ثوب الصلاة للواتي تحبهن، وهذا ما قادها كفنانة إلى طرح العديد من التساؤلات حول بقايا الشخص بعد موته في العالم التكنولوجي، فالصور والفيديوهات أو حتى الصوت، إلى متى ستبقى وكيف يمكن التعاطي معها؟ وأشارت ميثاء إلى أن العمل يحمل كثيراً من التفاعل، فقد اعتمدت في النسخة الأصلية على الخيوط والحبال المشكلة بشكل أسطواني، ثم عملت في هذه النسخة على استخدام الأحبال الضوئية، بحيث يتم عرض الكلمات بطريقة تجعلها مجردة مع الاقتراب منها، كما أضافت الصوت وسيطاً إضافياً يضيف إلى جماليات العمل، ويتيح سماع الكلمات المكتوبة. وحول الكلمات التي اختارتها ميثاء لتكتبها في العمل، نوّهت بأنها اختارت كلمات كانت ترددها جدتها، ومنها: «ما شبعت منكم»، و«إلعبن يا بنات ترى اللعب زوال قبل البنين وقبل مغبر البال»، التي تحث النساء على عيش أعمارهن قبل الزواج وقبل الموت، مبينة أنه من اللطيف توثيق هذه المفردات لتنتقل إلى الأجيال الشابة.
الحب لغة عالمية
ورأت ميثاء أن العمل يحمل كثيراً من المشاعر والخصوصية، معتبرة أن الحب لغة عالمية، وأن العديد ممن شاهدوا العمل الفني شعروا بما يحمله من مشاعر، فهو يعكس الترابط الأسري، والارتباط بالجدات، مؤكدة أن قدرتها على التأثير في الزوّار يشكل نجاحاً حقيقياً لها، مهما كانت قصة العمل. وحول التحديات المرتبطة بتنفيذ العمل، أشارت ميثاء إلى أن الاقتراح الأساسي كان مختلفاً، ولكن الوسيط الذي تم اختياره وهو الأحبال الضوئية تطلب التفكير بعامل الرياح والحركة واللمس، وغيرها من العوامل التي تم التعامل معها على نحو خاص.
ويعتبر العمل التجربة الأولى لميثاء حمدان على الضوء، لافتة إلى أنها رغم ذلك، فإنها تقود إلى التفكير بطريقة جديدة ومختلفة، فمن اللطيف أن ينفذ الفنان العمل الفني بوسائط لم يختبرها في السابق، معبّرة عن الامتنان لوجودها في المهرجان، الذي جمع أسماء لامعة، والتركيز على كل عمل بشكل مميز.
تأثيرات الضوء
قدّم المهرجان فرصة للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ثلاثة وخمسة أعوام اكتشاف تأثيرات الضوء والانعكاس والظل، من خلال مجموعة من صناديق الضوء التفاعلية. كما تمكنوا من الاستمتاع برسم أروع الأشكال باستخدام الدهانات المضيئة في الظلام، أو حتى صنع مصابيحهم الخاصة. ووفر المهرجان أيضاً نشاط الزي المتوهج، حيث تمكن الأطفال من استخدام العصي المضيئة لصنع قطع فنية قابلة للارتداء، بما في ذلك نظارات وتصاميم لطيفة وأساور وزهور وغيرها. أما الأطفال من عمر ستة إلى 12 عاماً، فقدّم لهم المهرجان فرصة لصنع فانوس يعتمد على الطاقة الشمسية باستخدام مواد معاد تدويرها، وذلك بالتعاون مع مبادرة «ليتر أوف لايت».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news